آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » إلى نقابة الفنانين السوريين.. شكرا تركي آل الشيخ..

إلى نقابة الفنانين السوريين.. شكرا تركي آل الشيخ..

 

 

 

احمد رفعت يوسف

 

في خطوة لافتة ومشكورة، استضاف رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، نخبة من نجوم الدراما السورية، ضمن أجواء اتسمت بالحوار البنّاء، والتطلعات المشتركة، نحو تعزيز التعاون العربي، في مجال الإنتاج الدرامي.

حضر اللقاء أكثر من مئة، من نجوم الدراما السورية، من ممثلين ومخرجين وكتاب، ووجوه شابة، إلى جانب مجموعة محدودة، من المنتجين اللبنانيين الداعمين للدراما المشتركة.

اللافت أن آل الشيخ، لم يتوقف عند المواقف السياسية للفنانين السوريين – كما فعل نقيب فنانينا المحترم – ودعا الجميع موالاة ومعارضة، سابقاً وحالياً، حتى من كانوا يبدون مواقف غير ودية من السعودية، خلال الأزمة اللعينة، التي حلت بنا، ومزقت المجتمع السوري.

استمر اللقاء عدة ساعات، ونشر آل الشيخ صورًا ومقاطع فيديو، من اللقاء، على حساباته على مواقع التواصل، وعلق عليها قائلاً “مع أساطير الفن السوري الغاليين.. اجتمعت معهم في لقاء لمدة 3 ساعات وسينتج عنه مفاجآت.. بعضهم لم يقابل الآخر منذ ١٥ سنة.. سوريا في قلوبنا”.

أما آراء وتعليقات المشاركين من الفنانين السوريين، فقد أجمعت على أن اللقاء حمل طابعًا وديًا، يعكس رغبة واضحة، في توحيد الجهود الفنية بين المملكة وسوريا، وفتح مسارات جديدة أمام الدراما العربية، لمشاريع إنتاجية ضخمة، تجمع أبرز المبدعين في المنطقة.

كما أكدت الآراء، بأن جهود آل الشيخ، تسهم في إعادة رسم ملامح المشهد الفني العربي، بروح دعم ورؤية مستقبلية واضحة.

البعض يأخذ على تركي آل الشيخ، بأنه يريد السيطرة على صناعة الدرامية العربية بأكملها، وذهب البعض الآخر أبعد من ذلك، ورأوا بأن آل الشيخ، يعمل على تدمير الدراما السورية، واحتوائها ضمن إطار الصناعة السعودية، وهذه الآراء لا تدل إلا على قصر في النظر، وتفتقر إلى الموضوعية، وجميعنا يعرف بأن معظم الرأي العام في سورية، يتمنى أن تنهج سورية اليوم، الخطوات التي تقوم بها السعودية، ليس في الفن فقط، وإنما في كل نواحي الحياة.

وأنا أسأل كل من ينتقد خطوة آل الشيخ، ما هي المشكلة بأن يخدم توجهات بلده بشكل خاص، والعمل العربي المشترك بشكل عام، والسؤال الأهم، كيف ننتقد آل الشيخ، وهو الذي قام بالدور الذي كان يجب أن تقوم به نقابة الفنانين السوريين، وهنا أسأل المنتقدين، لو كان نقيب الفنانين السوريين، قام بهذه الخطوة، فهل كان يستطيع آل الشيخ القيام بها.

وأضيف إلى ذلك، بأن نقيب الفنانين سورية، لو قام بهذه المبادرة، لكانت خطوة تحسب له، وتضعه في مصافي الشخصيات الوطنية، لكنه أضاع تلك الفرصة، عليه وعلى الفن السوري، ليبقى وطنياً خالصاً، وأستطيع أن أضيف أكثر، بأن الفن السوري، بما يمتلك من إرث تاريخي ووطني، وجودة في صناعة الدراما، هو الذي سيؤثر بالفن السعودي والعربي، أكثر مما سيتأثر بهم، وكلنا يعرف الدور الكبير الذي لعبته الدراما، في نشر الفن والثقافة والعادات الاجتماعية السورية، مستندين بذلك إلى ما يمتلكه الشعب السوري، من ماضٍ وتاريخ عريق، في السياسة والاقتصاد، والفنون والأدب، والعادات والتقاليد، يضاف إليها اللهجة السورية الجميلة والمحببة، وأقرب اللهجات العربية إلى اللغة الفصحى، حتى أصبحت مفهومة ومطلوبة، من كل المجتمعات العربية.

ما أتمناه أن تكون مبادرة آل الشيخ في الفن، حافزاً لبقية النقابات والاتحادات السورية، وخاصة التي هي على تواصل مباشر مع المجتمع السوري، وفي مقدمتها اتحاد الكتاب العرب، واتحاد الصحفيين، بأن يكونوا رواداً للوحدة الوطنية، ويقوموا بما تقاعست نقابة الفنانين عن القيام به، وجمع منتسبيها، وإجراء حوارات ونقاشات جادة، تعبر عن روح وحيوية المجتمع السوري، خاصة وأن الجو العام في سورية، يسير بهذا الاتجاه، ونعتقد بأن اتحاد الكتاب العرب، هو النقابة الثانية في سورية، المؤهلة للقيام بهذا الدور، وكم نتمنى أن يبادر رئيس الاتحاد للقيام بها، وهي الخطوة التي توفر له الفرصة لتصحيح خطيئته الكبيرة التي وقع فيها، بفصل عدد من الكتاب، مهما كان الخلاف السياسي معهم، لأن سورية ليست لطرف واحد، وهي لجميع أبنائها، ولأن الوطن لا يبنى إلا بالتعددية، والمهم أن يكون الجميع تحت سقف الوطن.

معروف في تاريخ الشعوب، بأن الأزمات تعتبر كمحك لجميع الشرائح في المجتمع، وهناك أمثلة كثيرة عند شعوب العالم، التي تعرضت لنكبات مماثلة ثم نهضت، ومن بين الألم يولد الأمل، وتعيد الشعوب بناء نفسها، وخاصة المجتمعات الحيوية كالشعب السوري، وسورية كانت عبر تاريخها، رائدة بين المجتمعات العربية، وهي التي تشكل قصة طائر الفينيق، الذي يخرج من بين الرماد، وهو أكثر قوة وشبابا،ً ولا يمكن أن تكون إلا كذلك، ونتمنى أن نرى خطوات بهذا الاتجاه، من كل النقابات والاتحادات والشرائح الاجتماعية، لنعيد بناء سورية الجديدة، لتكون كما نريدها ونتمناها.. فهيا على خير العمل.

 

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جريدة “الأسبوع الأدبي” تحتفي بالدكتور مازن المبارك وتفتح ملف الأدب السوري المعاصر

    احتفى العدد الجديد من جريدة “الأسبوع الأدبي” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بالدكتور مازن المبارك بمناسبة فوزه بجائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية. ...