باسل علي الخطيب
نعم، لطالما استغربت فتوى الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، بتحريم حيازة السلاح النووي أو استخدامه…
وفي هذا السياق، اليكم هذه المفارقة، هل تعرفون أنه من بين كل الطوائف الدينية الكبرى في العالم، وحدهم الشيعة لا يمتلكون السلاح النووي؟؟!!…
البروتستانت يمتلكونه عبر الولايات المتحدة، الأنجليكان و اللوثريون عبر بريطانيا، الكاثوليك عبر فرنسا، الأرثوذوكس عبر روسيا، السنة عبر الباكستان، الكونفوشوسيون و البوذيون عبر الصين، الهندوس عبر الهند، اليهود عبر الكيان الصهيوني، حتى الملحدون يمتلكون قنبلتهم النووية عبر كوريا الشمالية…
هذا الشرح أعلاه هو من وجهة نظر استراتيجية وفق ذات المنظور الذي ناقش فيه صموئيل هينتغتون فيه الحروب المقبلة في كتابه (صراع الحضارات)، رداً على أطروحة تلميذه فرانسيس فوكاياما في كتابه (نهاية التاريخ)…
الهجوم الإيراني الأخير على الكيان الصهيوني كرد على جرائمه هو أول هجوم بعد اختراع السلاح النووي، تقوم به دولة غير نووية ضد دولة نووية، و تهاجمها في أراضيها، و لكن هذه ليست أول مرة، يقوم الإيرانيون بأمر يكون دائماً أول مرة، إيران كانت الدولة الأولى و الوحيدة في العالم التي هاجمت قواعداً عسكرية أمريكية و لم تجرؤ الولايات المتحدة على الرد عليها، و ذلك رداً على اغتيال قائد فيلق القدس، عندما هاجمت إيران قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق، لم يحصل هذا الأمر طوال تاريخ الولايات المتحدة منذ تأسيسها عام 1776
إليكم الوضع الآن، الكيان الصهيوني سيهاجم إيران، و مهما ادعى الأمريكان أنه لن يكون لهم علاقة بالهجوم، سيكونون مساهمين بطريقة أو بأخرى، الهجوم سيكون عنيفاً جداً، بعد ذلك ستتدحرج الأمور، إذا اقتصرت الضربات الصهيونية على مواقع عسكرية إيرانية، سيكون الرد على المواقع العسكرية الصهيونية، إن طال القصف الصهيوني منشآت بنى تحتية، سيكون الرد بضرب منشآت بنى تحتية، و إن وصل الجنون بالصهاينة أن يقصفوا المنشآت النووية الإيرانية، فعند ذاك لا عاصم من أمر الله…
قد يسأل احدهم، أحقاً لا يفكر الصهاينة مرتين في تبعات الهجوم الذي سيقومون به على إيران؟؟!!…
الجواب هنا ذو شقين، الشق الأول، أن هناك مسعىً صهيونياً لجر الولايات المتحدة للانخراط بشكل كبير في هذه الحرب، و هو ينجح حتى الآن، و بالتالي يركن الصهاينة، إلى أن الولايات المتحدة ستساعدهم في التصدي للرد على الاقل….
الشق الثاني و هو الأهم، و هو ذو جذور تلمودية، و هو الأكثر تحكماً بالعقليلة الصهيونية، هؤلاء المتطرفون يقودون الكيان إلى الخراب، لأنهم يرون الخراب طريقاً للخلاص وفق الرؤية التلمودية، و هذا شرط نزول المشياح لكي يعبر ببني (اسرائيل) إلى بر الأمان….
لن تجرؤ إيران على مهاجمة دولة نووية ذاك الهجوم وتتوعد بهجوم اكبر في حال الرد، إن لم تكن قد هيأت نفسها لكل الاحتمالات…
ألا يوجد احتمال أن تلقي الطائرات الصهيونية في هجومها قنابل نووية تكتيكية ذات تأثير موضعي؟…
كانت الدول التي تمتلك السلاح النووي تعلن عن امتلاكه بإجراء تجربة نووية في أحد الصحاري، لكن عدم إجراء هكذا تحارب لايعني أن الدولة الفلانية لاتمتلكه، الكيان مثالاً، الصهاينة لم يجروا اي تجربة نووية، ومع هذا تقدر ترسانتهم النووية ب 200 قنبلة أو رأس نووي…
عدا عن ذلك لايجب فتوى المرشد إلا فتوى اخرى من مرشد آخر….
من قال لكم أن كل الفتاوى تنشر؟؟…
(سيرياهوم نيوز2-الكاتب)