( إنّ ) كبيرة ..!؟

سلمان عيسى

اذا تم ضبط ٤٠ % من انتاج الخبز في طرطوس من حيث الجودة والوزن، تبقى ال ٦٠ % الاخرى شبه ( فلتانة ) بدون ضبط يذكر لا بالنوعية ولا بالوزن، وهذا ليس افتراء او ( تبلي ) ..
الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ان ١٥ مخبزا تتبع فرع المخابز وعقود الاشراف تنتج ال ٤٠ % التي قلنا انها تحت الرقابة الدائمة – ان كان انضباط ذاتي او من خلال الكبسات الليلية او بعض عنتريات مديرية حماية المستهلك .. تغريمات ( وشحط ) الى السجن والقضاء .. لا ندافع عن اي مذنب او غشاش او حرامي .. نعم من يخطئ يجب ان يحاسب، لكن ليس بهذه الانتقائية .. الاشخاص يخطأون، لكن مؤسسات الدولة لا تخطئ .. اذا كان اقل مخبز عائد للدولة في طرطوس ينتج ٢٠ الف ربطة يوميا .. واذا كانت كل هذه المخابز تعاني من نقص في العمالة .. واذا كانت التعويضات في اقلها .. فهذا يعني ان امكانية الخطأ قائمة لكن بالحدود الدنيا .. اي نقص نحو 200 غرام في ربطة مزدوجة .. واجد انه من الواجب المحاسبة اذا تعدت نسبة الخطأ ٥٠ % في الكميات التي تم وزنها ..
بالمقابل فان ١٦٠ مخبزا خاصا تنتج ما تبقى اي ٦٠ % من خبز المحافظة .. وهذه خارج الرقابة الرسمية والأهلية تقريباً .. اي لارقابة رادعة عليها من المخاتير والبلديات والفرق والشعب الحزبية ودوريات حماية المستهلك والسادة المسؤولين .. لا بالكبسات الليلية ولا النهارية .. ولا حتى بالتوجيه .. ؟!
يقول بعض المستهلكين من الافران الخاصة ان وزن الربطة المزدوجة تبلغ نحو 1650 غراما .. بينما الوزن النظامي يفترض ان يكون 2200 أو 2100 غرام .. هذه السرقة الموصوفة التي تتم في وضح النهار لا تلفت انتباه الكثير من اصحاب القرار رغم معرفتهم ودرايتهم بكل الاعيب المخابز الخاصة .. يخالفون الكازيات الخاصة بنقص الكيل .. ولا يتجرأون على الاقتراب من معظم المخابز الخاصة .. نعم الجميع يعرف ان هذه المخابز تسرق وعلى عينك يا تاجر، لكنهم يغضون النظر عنهم بحجة انهم يخسرون .. تقدم الدولة لهم الخميرة مجانا والاكياس مجانا والوقود مدعوما .. ويخسرون ..؟!
عندما يسرقون اكثر من نصف كيلو (500 غرام)في الربطة المزدوجة فهم يسرقون ايضا المازوت والخميرة واكياس النايلون .. لأن ذلك .. اي السرقة ستنعكس على استهلاك كل المواد المدعومة بما فيها الطحين .. ويقسمون انهم يخسرون ..؟! .. ويساندهم المسؤولين في تغطية سرقاتهم ..؟!
يظلمون المخابز العامة عندما يحولون مخصصات افران خاصة ( تم تعطيلها ) وقيام احد المعتمدين بتحميل 1600 ربطة في سيارة سوزوكي صغيرة مكدسة فوق بعضها لتوصيلها الى اقاصي الريف ويحاسبون المخبز على سوء الخبز ويتركون المعتمد وصاحب الفرن الذي عطل مخبزه للراحة ..
مازلنا حتى الآن .. ومنذ اشهر نرى الخبز بعين واحدة بمعظم الحالات .. مع رجائنا المتكرر ان يتم فتح العين الاخرى على المخابز الخاصة حتى تستقيم الرؤية ويتساوى الجميع من بيت النار الى الميزان وسيارات التوزيع .. ما يجري حاليا هو شبه تعمية على نحو ستين بالمئة من الخبز السيئ وايهام الجميع ان المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتق الافران العامة التي يجب ان تحاسب على اي تقصير .. لكن ليس لوحدها .. والسبب وجود ..إنّ كبيرة في الموضوع .. وهذه خاصة بحماية المستهلك .. ؟!
(سيرياهوم نيوز4-خاص)