غانم محمد
كان الله في عونكم وفي عوننا، ودعائي هذا موجّه إلى أسرة الصحّة في محافظة طرطوس، والتي تستحق كلّ الشكر والثناء، من بوابة مشفى الباسل الوطني، والذي يحاول أن يبقى على قيد الحياة وسط صعوبات جمّة يعاني منها، أقلّها الأعطال المتكررة لأجهزته، والنقص (المتفاوت) بمستلزمات خدماته، وصولاً إلى الضغط الهائل الذي يتحمّله!
هذه المقدمة واقعية جداً، وقد يعتبرها البعض إطراء، وهي من هذا القبيل، لأن القائمين على هذا الصرح الوطني (في معظمهم) يستحقون هذه التحية، وإن كان من تقصير يسجله المراجع، فغالباً ما يكون بسبب ضعف ما بين أيديهم من مقومات.
ننتقل إلى المقلب الآخر… جهاز التنظير معطّل، ولا يعلم إلا الله متى سيعود إلى الخدمة، بعض التحاليل غير متوفرة، الطبقي المحوري يحتاج إلى أيام طويلة من الانتظار بسبب الضغط، والبدائل لا يمكن للمواطن العادي أن يفكّر بها!
السوق الطبيّة الخاصة ممنوع الاقتراب منها، لأن أسعارها ليست باهظة، وإنما فوق القدرة كلياً على التحمّل… الأسعار غالية بطبيعة الحال، ويزيدها غياب الضمير قسوة وألماً، فما الحلّ؟
إياكَ أيّها المواطن أن تمرض، اختصر الطريق من الحياة إلى الموت، دون المرور بما هو حقّ لك من طبابة واستشفاء، ولا تستطيع أي جهة أن تقدمه لك مجاناً، أو بما يرضي الله من أجر!
أي إجراء طبي مهما كان بسيطاً، يكلف ما لا يستطيع أيّ منّا تحمّله في الجهات الخاصة، وقد لا يتوفّر لدى الجهات العامة..
الغوا الدعم الوهمي الذي يكلف الخزينة ولا يريح المستفيد منه (5 كيلوات سكر في السنة لن تحلّ أزمة أسرة)، خفّفوا من اجتماعاتكم المضاءة والمكيّفة، قللوا من جولاتكم التي تُهدر الطاقة والأموال ولا ترى تلال القمامة على أقل تقدير، وبما توفرونه من خلال ذلك ادعموا المشافي العامة، وحدّثوا أجهزتها، وزيدوا عدد هذه الأجهزة، فعلى الأقل إن مات أحدنا، فليمت (كريماً) على سرير في مشفى!
(سيرياهوم نيوز4-خاص)