آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » إيران تغلق باب التفاوض: لن نخضع لـ«إملاءات» ترامب

إيران تغلق باب التفاوض: لن نخضع لـ«إملاءات» ترامب

 

محمد خواجوئي

«الاتفاق أو الحرب»، هما الحدّان اللذان وضعهما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام إيران، التي يعتقد مسؤولوها، في المقابل، بأن ما تتشدّق به واشنطن من رغبة في المحادثات، ليس سوى لـ»التأمّر»، مؤكدين أن الجمهورية الإسلامية «لن ترضخ» لذلك. وممّا قاله المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، خلال استقباله مساء السبت كبار مسؤولي الدولة، وبعد يوم واحد من إعلان ترامب إرسال رسالة إليه، أن «إصرار بعض الحكومات المتغطرسة على المحادثات، ليس من أجل تسوية القضايا، بل من أجل التأمّر والتحكُّم، وإملاء ما تريد على الطرف المفاوض». ورأى أن المحادثات تشكّل سبيلاً للطرف الآخر لإثارة «توقّعات جديدة»، إذ «لا تقتصر القضية على الموضوع النووي. إنهم يطرحون توقّعات جديدة، مِن مِثل البرنامجَين الدفاعي والصاروخي والقدرات الدولية لإيران، وهذه توقّعات لن تستجيب لها الجمهورية الإسلامية قطعاً».

 

وبعد ساعات على كلمة المرشد، كرّر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، ثنائية: «إمّا الاتفاق أو الحرب»، قائلاً إنه يمكن التعامل مع الجمهورية الإسلامية عسكرياً، أو من خلال اتفاق. كذلك، قرّرت الإدارة الأميركية إلغاء الإعفاء الذي كان يُسمح للعراق بموجبه بدفع أموال لإيران مقابل حصوله على الكهرباء. ووفق متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فإن القرار بعدم تجديد الإعفاء عند انتهاء صلاحيته «يضمن أنّنا لا نسمح لإيران بأيّ درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي». وأضاف أنّ حملة ترامب ضدّ إيران تستهدف برنامجَيها النووي والباليستي، و»منعها من تقديم الدعم الخارجي» (في إشارة إلى حركات المقاومة).

 

وكان ترامب أعلن، في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس»، أنه وجّه، الأربعاء الماضي، رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، دعاه فيها إلى الدخول في مفاوضات، وتابع: «أفضّل إجراء محادثات، وأن أتوصّل إلى اتفاق مع إيران». وعن كيفية التعاطي معها، قال: «ثمّة خياران: التعامل عسكرياً، أو التوصّل إلى اتّفاق. إنّني أفضّل الاتفاق، لأنّي لا أريد الإضرار بإيران. إنهم شعب عظيم». وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي وقّع، في الرابع من شباط الماضي، تعميم «الضغوط القصوى» ضدّ ايران، وعبّر بالتوازي عن حرصه على لقاء نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، والتفاوض معه. وبعدها بثلاثة أيام، علّق خامنئي على هذا الأمر، بالقول إن أيّ محادثات مع أميركا «غير مُشرّفة وغير عقلانية وغير ذكية».

 

أثيرت في الأيام الأخيرة تكهنات عن مساعٍ تقوم بها روسيا للتوسّط بين طهران وواشنطن

 

 

وعلى رغم إشارة ترامب، في مقابلته التي بُثّت الجمعة، إلى موضوع الرسالة، لكنّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال على هامش اللقاء مع المرشد: «لقد سمعنا نحن أيضاً، لكن لم نتلقَّ شيئاً إلى الآن»، في إشارة إلى الرسالة. وفي سیاق متصل، أکّد رئيس البرلمان الإیراني، محمد باقر قاليباف، أمس، أن «إيران لا تنتظر أيّ رسالة من أميركا، وستحبط العقوبات بقدراتها الداخلية وعلاقاتها الدولية»، مضیفاً أن سلوك الرئيس الأميركي مع بقية الدول، «يعكس أنّ تصريحاته حول المفاوضات هدفها فقط الخداع ونزع السلاح من إيران»، و»دفعنا إلى تقديم تنازلات». وشجّعت الإهانات التي تعرّض لها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، المعارضين للمحادثات مع الولايات المتحدة في إيران، على التأكيد أنه لا توجد إمكانية للتوصّل إلى اتفاق رابح – رابح مع ترامب، لأن غايته تتمثّل في إملاء مطالبه القصوى على طهران، لدفعها إلى الاستسلام بالكامل.

 

وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة «كيهان» التي يعيّن خامنئي رئيس تحريرها، إلى رسالة ترامب، بالقول إن الرئيس الأميركي «ومع علمه بأن مسؤولينا رفضوا مسبقاً أيّ محادثات غير عادلة وغير مُشرّفة، يسعى، من خلال هذا العرض، إلى إظهار أن المسؤولين الإيرانيين مقصّرون». ومن جهتها، رأت صحيفة «جوان» التابعة لـ»الحرس الثوري»، أن ترامب ينوي استهداف المنشآت النووية الإيرانية، وأن رسالته «جاءت بعد إجراء مناورة تحاكي الهجوم على إيران، ليظهر أنه أتمّ الحجّة قبل شنّ الهجوم». وأضافت الصحيفة أن «حرباً جديدة في المنطقة، ليست بالعمل الهين بالنسبة إلى أميركا، بل هي عمل صعب، بحيث أن أيّ أحد، ولا سيما البادئ بالحرب، لا يمكن له التنبؤ بمآلاتها».

 

ويبدو أن ترامب يسعى، في الأشهر الأولى من رئاسته، إلى تحقيق إنجازات ملموسة في مجال السياسة الخارجية، بما في ذلك في ملفّات مِن مِثل أوكرانيا وإيران؛ لكن معارضة السلطات الإيرانية للمحادثات، تجعل من الصعب التوصّل إلى الاتفاق الذي يصبو إليه ترامب. وليس واضحاً بعد ما إذا كانت هذه المعارضة، ستؤدي إلى تراجع الرئيس الأميركي عن مواقفه القصوى ضدّ ايران، أو أنها ستدفعه إلى اعتماد خيار الهجوم العسكري، الذي تدعمه إسرائيل ونتنياهو شخصياً.

 

وفي ظل هكذا واقع، أثيرت في الأيام الأخيرة تكهنات عن مساعٍ تقوم بها موسكو للتوسّط بين طهران وواشنطن، وأكّدتها سلطات الكرملين. وتقول مصادر دبلوماسية مطّلعة في إيران، إن الأخيرة ترحّب بالمساعي الروسية، لكنها أبلغت موسكو، في الوقت ذاته، أنها غير جاهزة للدخول في محادثات على أساس شروط ترامب، بل لمناقشة الموضوع النووي فحسب. وفي حين تتزايد التحذيرات من احتمال تعرُّض إيران لهجوم عسكري، حذّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة سبقت إعلان ترامب عن رسالته إلى المرشد الأعلى الإيراني، من أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، يمكن أن يشعل فتيل حرب إقليمية. وقال: «هكذا حرب، ستلقي بظلالها على مصالح أميركا في أرجاء الشرق الأوسط».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الخارجية الصيني: ندعم السلام في أوكرانيا.. وقطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني

  أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، اليوم الجمعة، أن بلاده تدعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، مشدداً على أن العلاقات بين ...