أعلن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم آبادي، امس الأحد، أن “إيران ستقوم بتخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز عبر 174 جهاز طرد مركزي”.
وقال آبادي “لقد قلنا للترويكا الأوروبية إننا لن نعلق اجراءات تقليص التزاماتنا بالاتفاق النووي طالما أن العقوبات مستمرة”، مشدداً على أن “تنفيذ الاتفاق النووي من قبل إيران وحدها ليس منطقياً ولا عملياً”.
ويأتي القرار الإيراني بعد أيام من كشف صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استطلع الأسبوع الماضي آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين بشأن إمكانية “التحرّك” في غضون أسابيع ضدّ موقع نووي إيراني.
وأكّدت الصحيفة الأميركية أنّ ترامب طرح هذا السؤال على معاونيه غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفاد بأنّ “طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصّب”، مشيرةً إلى أنّ “الموقع النووي الذي كان ترامب يريد ضربه هو على الأرجح موقع نطنز”.
وأضافت أنّ هؤلاء المسؤولين الكبار، “أقنعوا الرئيس بعدم المضيّ قدماً في شنّ ضربة عسكرية” ضدّ طهران، خوفاً من أن تؤدّي إلى نزاع واسع النطاق.
وفي شهر آب/أغسطس، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي أن “كمية اليورانيوم المخصب لدى إيران أصبحت أكثر بكثير من 3 أطنان”.
وفي سياق متصل، قال كمالوندي إن “حادثة نطنز كانت عملاً تخريبياً”، معلناً أنه “تم إعداد قاعتين منفصلتين في مكانين مختلفين لمواصلة العمل”.
هذا وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت مطلع العام الحالي، أنها “ستخصّب اليورانيوم بلا قيود وفقاً لاحتياجاتها التقنية”، مشيرةً إلى “استمرار تعاونها مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي منذ أيام، أنّ “إيران تواصل تطبيق البروتوكول الإضافي تحت رقابة الوكالة”.
غروسي وفي تقرير قدّمه إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تطبيق إيران للاتفاق النووي، قال إن “الوكالة أجرت عمليات تفتيش تكميلية لجميع المواقع التي كانت تنوي تفتيشها في إيران، وأنها وجدت تعاوناً فورياً من جانب السلطات الإيرانية”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن “الإدارة الأميركية الحالية فرضت حرباً اقتصادية إرهابية على إيران، ولم تكتفِ بالعقوبات، وأن الإدارة الأميركية المقبلة ستعيد الأوضاع إلى قواعد المرحلة السابقة”.
كلام روحاني يأتي بعد فوز المرشح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وخسارة ترامب الذي خرج خلال فترة ترؤسه من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على إيران.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، تعهد بالعودة إلى الاتفاق المبرم في العام 2015، “وذلك في حال التزام طهران ببنوده”.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن “إيران ستنفذ الاتفاق النووي بالكامل، إذا رفع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن العقوبات عن بلاده”.
كما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح لقناة “سي بي أس نيوز”، تعليقاً على تلميح فريق بايدن، بأن إدارته ستحاول إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي قال إنه “لو أردنا القيام بذلك، لفعلناه مع ترامب قبل 4 أعوام”، مؤكداً أن “طهران لن تفكر تحت أي ظرف من الظروف في إعادة التفاوض حول البنود الواردة في الاتفاق”.
هذا وأعلنت واشنطن فرض عقوبات واسعة جديدة على إيران، تستهدف عشرات الشخصيات والكيانات، ضمن سياسة “الضغوط القصوى” التي تعتمدها إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة، “ستطبّق مزيداً من العقوبات ضد إيران في الأسابيع والأشهر القادمة”.
وتأمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أن تسير الإدارة المقبلة على نهجها حيال ملف إيران وأن تواصل بذلك حملة “الضغوط القصوى” عليها، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته الخارجية، اليوم الأحد.
(سيرياهوم نيوز-الميادين23-11-2020)