آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » إيران ومحور المقاومة يدرسان الرد على اغتيال هنية.. خبيرة ترى أن أولى نتائج التصعيد الأخير ستكون “تعميق التنسيق التكتيكي” بين طهران وباقي مكونات المقاومة

إيران ومحور المقاومة يدرسان الرد على اغتيال هنية.. خبيرة ترى أن أولى نتائج التصعيد الأخير ستكون “تعميق التنسيق التكتيكي” بين طهران وباقي مكونات المقاومة

قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري، الخميس، إن بلاده تعمل على تقييم طبيعة الرد على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.
وأفاد باقري، في حديث للتلفزيون الرسمي خلال مراسم تشييع جثمان هنية في طهران: “محور المقاومة ونحن نقيّم الرد الذي سنقدمه كي لا تذهب دماء الشهيد هنية هدرا”.
وأضاف: “يجب اتخاذ خطوات مختلفة.. من المؤكد أن إسرائيل ستندم على فعلتها”.
وصباح الأربعاء، أعلنت “حماس” وإيران اغتيال هنية بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وبدأت في طهران اليوم مراسم تشييع رسمية وشعبية لهنية، قبل نقل جثمانه إلى الدوحة لإقامة صلاة الجنازة ودفنه فيها الجمعة.
وفيما تلتزم إسرائيل الصمت إزاء اغتيال هنية، ألمح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم في طهران.

وتستعدّ المجموعات المنضوية في إطار “محور المقاومة” لرد منسّق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد حركة حماس وحزب الله، وفق ما يرجّح محللون، مع الحرص على عدم الانجرار الى مواجهة شاملة.

وبحث مسؤولون إيرانيون مع ممثلين عن مجموعات موالية للجمهورية الإسلامية، بينها حزب الله وحماس، خلال اجتماع عقد في طهران الأربعاء، في سيناريوهات الردّ المحتملة على إسرائيل، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الفصيل اللبناني مطلّع على مضمون المباحثات.

وجاء الاجتماع على وقع دعوات للانتقام من اسرائيل، بعد اتهامها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء، وفؤاد شكر، أحد أبرز القادرة العسكريين لحزب الله بضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.

وتعرب الأستاذة المحاضرة في جامعة كارديف البريطانية والخبيرة في شؤون حزب الله أمل سعد عن اعتقادها بأن ردّ إيران وحزب الله “سيكون منسّقاً مع بقية مكونات المقاومة”.

وترى أنّ أولى نتائج التصعيد الأخير ستكون “تعميق التنسيق التكتيكي بين إيران وحزب الله و”أنصار الله” وفصائل الحشد الشعبي العراقي وحركتي حماس والجهاد الإسلامي”، مضيفة “سيكون هذا هو المشهد الجديد من الآن فصاعداً”.

وبعد تشييع شعبي لهنية في طهران صباح الخميس، يشيّع حزب الله عصراً فؤاد شكر، قائد عملياته في الجنوب، ويلقي نصرالله كلمة خلال المراسم.

وأثار استشهاد هنية وشكر مخاوف من اتساع نطاق المواجهة المستمرة بين حماس واسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إثر اغتيال هنية، بإنزال “أشدّ العقاب” بإسرائيل، معتبرا أن “من واجبنا الثأر لدماء” هنية.

وأكّدت حماس على لسان الرجل الثاني في مكتبها السياسي في غزة خليل الحيّة على أن “الاحتلال يعلم أن الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة وجبهات المقاومة لن تمرّر له هذا الاغتيال”.

في اليمن، قال زعيم “أنصار الله” عبد الملك الحوثي “لن نألو جهداً بإذن الله وبالتعاون مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة في الانتقام”، تزامناً مع توعّد فصائل عراقية منضوية ضمن الحشد الشعبي بردّ “مزلزل”.

– أهداف عسكرية.. ومدنية؟ –

وناقش المجتمعون في طهران الأربعاء، وفق المصدر المقرّب من حزب الله، “إمكانية أن يحصل الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق”.

ورجّح قيادي في “المقاومة الإسلامية في العراق” رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن “تقود إيران الردّ الأول بمشاركة فصائل من العراق واليمن وسوريا ضد أهداف عسكرية، على أن يتبعه ردّ ثان من حزب الله”.

ولم يستبعد أن “تشمل ضربات حزب الله أهدافاً مدنية”، وهو ما قد يحدّده خطاب نصرالله بعد ظهر الخميس، بعد مقتل خمسة مدنيين، هم ثلاث سيدات وطفلان، في الضربة التي استهدفت الضاحية الجنوبية الثلاثاء وأسفرت عن مقتل مستشار إيراني الى جانب شكر.

وسبق لحزب الله أن حذّر مراراً على لسان مسوؤلين فيه، إسرائيل من مغبّة استهداف مدنيين في لبنان.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يعلن اليمنيون شنّ هجمات على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، “دعماً” لغزة ومقاومتها.

وتعلن “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي ائتلاف فصائل موالية لطهران، منذ أشهر توجيه ضربات تقول إنها ضدّ أهداف في إسرائيل للسبب ذاته، وإن كان الجيش الإسرائيلي يؤكد في معظم الأخيان عدم بلوغ المقذوفات القادمة من العراق الأراضي الإسرائيلية.

– “ردع” اسرائيل –

ويرى محللون أنّ ردّ إيران وحزب الله مع حلفائهما على إسرائيل لن يكون عشوائياً خشية استدراجهم الى حرب إقليمية حرصوا حتى اللحظة على تجنّبها.

وتقول سعد “أعتقد أن إيران وحزب الله لا يرغبان بالانجرار للعبة نتانياهو أو منحه الطعم أو الذخيرة التي يحتاجها لجرّ الولايات المتحدة الأميركية الى حرب”.

وتضيف “أعتقد أنهما سيحاولان على الأرجح تجنّب الحرب وفي الوقت نفسه ردع إسرائيل بقوة” عن مواصلة شنّ ضربات موجّهة، موضحة أنه حتى لو “تجاوزوا خطوطاً حمراء” في الردّ “لكبح جماح” اسرائيل، إلا أنهم “لن يصعدوا الى درجة المواجهة الشاملة”.

واعتبرت واشنطن الأربعاء أن التقارير عن مقتل هنية وشكر “لا تساعد بالتأكيد في احتواء التوتر” في المنطقة، مشيرة في الوقت ذاته الى أن “لا مؤشرات على أن التصعيد وشيك”.

ويقول خبراء إن واشنطن لا تزال تضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب في قطاع غزة الى جبهات أخرى.

في طهران، يقول أستاذ العلوم السياسية والخبير في العلاقات الدولية أحمد زيد عبادي لفرانس برس إن “ردّ الفعل المتوقع سيكون أقوى” من الهجوم غير المسبوق الذي شنّته طهران ضد إسرائيل في 13 نيسان/أبريل.

وجاء الهجوم حينها ردا على اتهام اسرائيل باستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع الشهر ذاته. واستخدمت طهران خلال الهجوم 350 طائرة مسيرة وصاروخا، لكنها حرصت قبل تنفيذه على إبلاغ واشنطن بنيّتها شنّ الهجوم عبر السفارة السويسرية في إيران.

ويرى عبادي أن “تكرار العملية السابقة لن يكون ذات مغزى كبير، لأنّ الصواريخ والمسيّرات لم تصل الى مناطق حساسة ولم يكن لها تأثير رادع”، مستبعداً في الوقت ذاته احتمال “حرب شاملة لا يمكن احتواؤها”.

ويقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط رودجر شاناهان “الأمر الوحيد الذي يهم إيران هو بقاء النظام، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى حزب الله”.

ويتابع “ستمارس إيران ضغوطا قوية على الإسرائيليين نيابة عن الفلسطينيين، لكنها لن تخاطر بأي تهديد وجودي” ضدها.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هرتسوغ يحذر من تفكيك إسرائيل بسبب الصراعات السياسية الداخلية: هناك من يدمر بلادنا ويجب أن يتوقف هذا الجنون الآن

حذر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الخميس، من “تفكيك” البلاد جراء حملات الاتهام المتبادلة في الساحة السياسية المحلية، داعيا إلى أن “يتوقف هذا الجنون الآن”. وفي ...