حسين فحص
تبدأ تصفيات بطولة أمم أوروبا (2024) بمبارياتٍ مرتقبة، يبرز منها لقاء فرنسا أمام هولندا غداً، (21:45 بتوقيت بيروت). قمة بين عريقين أوروبيين يحتل فيها المنتخب الفرنسي العناوين العريضة إثر التغييرات التي طالت منظومته بعد خسارة نهائي كأس العالم الأخير أمام المنتخب الأرجنتيني
ad
كان منتخب «الديكة» الأفضل مقارنةً بنظرائه الأوروبيين في بطولة كأس العالم الماضية، حيث وصل لاعبو المدرب ديدييه ديشامب إلى المباراة النهائية، وخسروا اللقب أمام الأرجنتين بعد الاحتكام إلى ركلات الجزاء، عقب انتهاء المباراة ضمن أشواطها الأساسية والإضافية بنتيجة (3-3).
ثلاثة أشهر تقريباً مرّت على وصافة فرنسا للعرس الكروي في قطر. مدّة كافية تغيّر خلالها الكثير ضمن تشكيلة المنتخب على غرار تنحّي القائد هوغو لوريس عن منصبه إثر الاعتزال الدولي، كما الحال بالنسبة إلى المدافع رافاييل فاران.
وفي وجه المتغيرات الحاصلة، ظلّ ثابتٌ واحد: استمرار خطف النجم الشاب كيليان مبابيه للأضواء. فبعد ارتفاع أسهمه في بورصة كرة القدم العالمية إثر تتويجه هدّافاً للمونديال بواقع ثمانية أهداف (جاء ثلاثة منها في النهائي)، تم إعطاء مبابيه شارة قيادة منتخب «الديكة» خلفاً للوريس.
ad
فرض مبابيه نفسه نجماً أوّل للمنتخب إثر مساهمته في إحراز لقب كأس العالم عام 2018 في روسيا، عندما نال جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة حينها. واستمر مهاجم باريس سان جيرمان في التألق بعدها حتى فرض نفسه كأحد أبرز المهاجمين في العالم. يشهد على ذلك تسجيله 36 هدفاً في 66 مباراة دولية علماً أنه استهل مشواره مع المنتخب الفرنسي عام 2017.
ورغم اعتبار جزء كبير من الوسط الرياضي قرار الجهاز الفني صائباً، إلا أن تعيين مبابيه قائداً، أدى إلى تفشّي أزمة بين عناصر المنتخب الفرنسي، وذلك وبحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية. وتحدثت الصحيفة في تقرير لها عن وجود حساسية عند بعض اللاعبين الفرنسيين، لا سيما المهاجم أنطوان غريزمان الذي يعتبر نفسه أحق بالشّارة تبعاً لأرقامه وخبرته في المنتخب، ثم لفت بأن هناك شكوكاً حول إمكانية اعتزال غريزمان الكرة الدولية على خلفية الاكتفاء بتعيينه نائباً للقائد مبابيه، رغم إنه كان القائد الثاني في المنتخب بعد هوغو لوريس خلال الفترة السابقة.
ad
هناك حساسية بين اللاعبين الفرنسيين على خلفية تعيين مبابي قائداً للمنتخب
وفي خضم المتغيرات الجديدة، سوف تتمثّل العقبة الحقيقية في الاختبار الصعب أمام هولندا بقيادة المدرب رونالد كومان، الذي عاد إلى الدكّة الفنية لمنتخب «الطواحين» خلفاً للويس فان خال المتنحّي عن منصبه بعد الخسارة من الأرجنتين في ربع نهائي قطر 2022.
كان المنتخب الهولندي مرشحاً للذهاب بعيداً في المونديال العربي الأخير، على خلفية خوضه 19 مباراة بدون هزيمة قبل الخسارة أمام الأرجنتين، بطلة العالم في نهاية المطاف. ويأمل كومان أن يستأنف مشواره مع المنتخب بفوزٍ أمام وصيفة المونديال.
هي مباراة منتظرة بين منظومتين تتّصفان بأسلوب اللعب الشامل، والكمال في مختلف الصفوف، قد تكون الكلمة النهائية فيها للنجاعة الفرنسية في الهجوم بقيادة مبابيه، أو لمهاجم ليفربول كودي غاكبو الذي يقود خط الطواحين الأمامي أملاً بتحقيق أمجاد طال انتظارها.
ad
لكن في ظل الإصابات المختلفة بين الفريقين، سوف يجد ديشامب وكومان صعوبة في حصد الانتصار.
ويعاني «الديكة» من نقص في مركز قلب الدفاع نظراً إلى اعتزال فاران وكثرة الإصابات. سبق وأن تعرّض برسنيل كيمبيمبي لإصابةٍ أبعدته حتى نهاية الموسم، ثم خرج مدافع تشيلسي ويسلي فوفانا من قائمة المنتخب بسبب إصابة في الأوتار، ليلتحق بمدافع آرسنال المصاب ويليام ساليبا. مقابل ذلك، أعلن الحساب الرسمي للمنتخب الفرنسي استدعاء الثنائي آكسيل ديساسي مدافع موناكو، وجان كلير توديبو، لاعب نيس.
من جهته، يفتقد منتخب هولندا خدمات متوسط ميدان نادي برشلونة فرينكي دي يونغ إثر شعوره بآلام في الفخذ، و بيرغوين مهاجم أياكس أمستردام للإصابة في الركبة. ووفقاً للاتحاد الهولندي لكرة القدم، تمت إضافة دونييل مالين لاعب بوروسيا دورتموند وجوي فيرمان لاعب أيندهوفن لتعويض المصابين.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية