| خالد عرنوس
تقترب منافسات الدور الأول (دور المجموعات) لدوري الأمم الأوروبية بنسختها الثالثة من نهايتها فتقام بداية من يوم غد الجمعة وحتى الثلاثاء القادم مباريات الجولتين الخامسة والسادسة والتي يتحدد على أثرها أبطال المجموعات التي ستتأهل إلى نصف النهائي وكذلك المنتخبات التي ستهبط إلى الدرجة الأدنى، وهذا الكلام يتعلق بالدرجة الأولى، على حين سيصعد أبطال المجموعات في الدرجات الأخرى إلى الصعود إلى الدرجة الأعلى، على حين تهبط المنتخبات الأخيرة إلى الأدنى.. وهكذا، وقد شهدت الجولات الأربع الأولى على مستوى التصنيف الأول عدداً من المفاجآت، حيث خسر المنتخب الفرنسي لقبه رسمياً وبات يحاول البقاء في الدرجة الأولى عندما يبحث عن فوزه الأول أمام ضيفه النمساوي، وعلى الصدارة يلتقي منتخبا كرواتيا والدانمارك، هذا في المجموعة الأولى، أما في الثانية فالجميع ينتظر لقاء القمة الختامي بين الجارين البرتغالي والإسباني، لكن قبله يجب على اللاروخا الفوز على ضيفه السويسري لضمان الصدارة بينما السيلكسيون فعليه تخطي نظيره التشيكي في براغ للحفاظ على فرصته حتى النهاية.
وفي الثالثة مازل المنتخب المجري يحلم بالتفوق على الثلاثي الكبير أبطال العالم، لكنه يقف على المحك الفاصل عندما يزور المانشافت الألماني السعي لقلب المنقلة واعتلاء الصدارة وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى، يأمل الآتزوري أن تسير الأمور في مصلحته وهو يلتقي نظيره الإنكليزي الباحث عن فوز أول والهروب من المركز الأخير، وفي الرابعة يبدو أننا سننتظر الجولة الأخيرة التي تجمع هولندا وبلجيكا لمعرفة البطل، ذلك أن المنافسة انحصرت بينهما تقريباً ويحل منتخب الطواحين ضيفاً على نظيره البولندي بينما الشياطين الحمر يستضيف المنتخب الويلزي.
أحلام وواقع
تذكرنا المجموعة الثالثة بما حدث في مونديال 2014 عندما اجتمع ثلاثة من أبطال العالم (إيطاليا والأورغواي وإنكلترا) مع منتخب كوستاريكا في مجموعة واحدة وقد استطاع هذا المنتخب الذي لا يملك سجلاً يذكر احتلال صدارة هذه المجموعة الحديدية وها هما الآتزوري والأسود الثلاثة يجتمعان إلى جانب المانشافت في مجموعة واحدة ويعيشان خطر الخروج من البطولة بخفي حنين، وإذا كان الإنكليز ضمنوا عدم العودة إلى نصف النهائي فإن الطليان الذين احتلوا المركز الثالث في النسخة الثانية مازالت آمالهم قائمة، وبالعودة إلى أول الحديث نجد أن المنتخب المجري تصدرر ترتيب هذه المجموعة ضارباً بالتوقعات عرض الحائط على الأقل حتى اللحظة، وسيكون المنتخب المحسوب على المعسكر الشرقي من القارة العجوز على محك خسارة كل شيء دفعة واحدة عندما ينزل ضيفاً على المانشافت في ملعب ريد بول أرينا في لايبزيغ وعندها سينسى الجميع كل ما فعله أسلاف بوشكاش وكوتشيش في الجولات الأربع الأولى.
المنتخب المجري صاحب التاريخ الناصع بعد الحرب العالمية الثانية والغائب عن المونديال منذ ثلاثة عقود ونصف العقد والعائد على استحياء إلى بطولة أوروبا دخل المسابقة بحظوظ ضئيلة جداً بل إن مجرد بقائه في الدرجة العليا سيكون مفاجأة ذلك أنه سيكون على حساب أحد الكبار الثلاثة لكنه قهر الإنكليز مرتين ذهاباً وإياباً وخسر أمام الطليان وتعادل مع الألمان حاصداً 7 نقاط وضعته بالمقدمة مستفيداً من سلسلة التعادلات التي ضربت مواجهات الكبار، وبالطبع لا يمكن مقارنة الفريقين بالأسماء والحاضر على الرغم من تراجع المانشافت منذ تتويجه بطلاً لمونديال 2014، وها هو أخفق بالتأهل إلى نصف نهائي البطولة في نسختيها الأوليين بل كان قريباً من الهبوط إلى الدرجة الثانية في النسخة الأولى لولا رفع عدد فرق الدرجة الأولى، ورغم افتقاده رويس المصاب ودراكسلر لهبوط مستواه وربما الحارس نوير للإصابة فإنه مطالب بالفوز ولا شيء غيره من أجل المضي نحو مربع الكبار بينما قد يرضى الضيف المجري بالتعادل لعل وعسى أن يخدمه الإنكليز في آخر المطاف.
على المقلب الآخر يأمل الآتزوري الخروج بالفوز على ضيفه الإنكليزي عندما يستقبله في سان سيرو وكان الفريقان تعادلا سلباً في الذهاب قبل أن يتلقى هزيمة قاسية على الأراضي الألمانية فك بها المانشافت عقدته الرسمية أمام الطليان ما أضعف حظوظه، ويعد الوصول إلى نصف النهائي تعويضاً بسيطاً عن خيبة الابتعاد عن كأس العالم وخاصة أن الآتزوري هو بطل يورو 2020 قبل نحو 14 شهراً، ولن يكون الإنكليز أقل شغفاً بالنقاط الثلاث خاصة بعد النتائج المخيبة التي وضعتهم في مأزق الهبوط إلى الدرجة الثانية، واعتبر مدربهم ساوثغيت أن المباراتين الأخيرتين في المسابقة هما الأهم، ويجب على فريقه تقديم نفسه بصورة لائقة قبل معترك المونديال، ولذلك فقد استدعى كتيبة من المهاجمين بقيادة هاري كين ومنها إيفان توني الذي يظهر للمرة الأولى بقميص الأسود الثلاثة.
خيبة الأبطال
في المجموعة الأولى خسر الفرنسيون اللقب رسمياً وبات عليهم إنقاذ أنفسهم من الهبوط وهاهم يلتقون النمساويين في باريس على أمل تسجيل الفوز الأول في النسخة الحالية وخطف المركز الثالث قبل مواجهة الديناميت الأحمر في كوبنهاغن وتغيب عن الديوك تشكيلة كاملة تقريباً من النجوم بداية من الحارس لوريس ونهاية بكريم بنزيمة ومروراً بالشقيقين هيرنانديز وغيرهما، وعلى صعيد بطاقة نصف النهائي فمن الممكن أن يحسمها الدانماركيون شريطة تجاوز الناري الكرواتي في زغرب، علماً أن مباراة الذهاب شهدت خسارة الديناميت الأحمر بهدف.
وفي وارسو يبحث الطواحين عن الفوز على نسور بولندا البيض وهو الذي غاب عنهم في لقاء الذهاب وذلك من أجل الوصول إلى القمة الختامية المرتقبة في أمستردام أمام البلجيك وهم متقدمون بفارق النقاط الثلاث الذي يمنحهم أفضلية بالطبع، ويعد هجوم البرتقالي الأفضل في النسخة الحالية لكن دفاعه بالمقابل هو الأسوأ بين المتصدرين علماً أن الفريق الذي يقوده المدرب المخضرم لويس فان غال صاحب الرصيد الأعلى من النقاط بين منتخبات الدرجة الأولى، وهو الأمر ذاته الذي يبحث عنه شياطين بلجيكا الحمر، عندما يستضيفون التنين الويلزي صاحب المركز الأخير والطامح للبقاء بين الكبار.
بانتظار الديربي
في المجموعة الثانية يبدو اللاروخا الإسباني وصيف النسخة الماضية في وضعية مريحة قبل لقاء الناتي السويسري في ملعب لاروماريدا في سرقسطة، ذلك أنه مازال متصدراً والفوز ربما يضعه في مربع الكبار للمرة الثانية على التوالي في حال تعثر نظيره البرتغالي في براغ واستبعد المدرب لويس إنريكه كلاً من: سيرجيو راموس وأنسو فاتي وياغو أسباس من القائمة التي ستخوض الجولتين الأخيرتين وتميزت القائمة بوجود خمسة لاعبين من برشلونة ولاعبين من ريال مدريد إضافة إلى خمسة لاعبين يلعبون خارج الليغا وهم: رودري وسارابيا وكارلوس سولير ودييغو ليورينتي وأزبيلكويتا إضافة إلى حارسي المرمى دي خيا وديفيد رايا، ويتطلع المنتخب السويسري لإحداث مفاجأة كبيرة والهروب من المركز الأخير مع إدراك مراد ياكين ولاعبيه صعوبة الأمر خاصة إذا ما عرفنا أن الناتي سجل فوزاً يتيماً على اللاروخا تاريخياً.
بالمقابل يأمل المنتخب البرتغالي الوصول إلى اللقاء الحاسم أمام جاره الإسباني بأفضل وضعية، وبالتالي فالمطلوب العودة بالنقاط الثلاث من أرض مضيفه التشيكي وقد عرف الفوز مرة واحدة تاريخاً خلال أربع زيارات إلى براغ كانت قبل قرابة 90 عاماً، ويخوض المدرب سانتوس اللقاء بتشكيلة يقودها رونالدو ويغيب عنها جواو كانسيلو للإيقاف، يذكر أن السيلكيسيون حامل اللقب في النسخة الأولى سقط في النسخة الثانية وقد تلقى هزيمة مفاجئة أمام الناتي في المباراة الفائتة.
مواجهات سابقة
– تقابل منتخبا الدانمارك وكرواتيا 7 مرات كلها في الإطار الرسمي وأهمها في يورو 1996 يومها فاز الكرواتي 3/صفر والغلبة بالعموم للكراوتي بواقع 3 انتصارات آخرها في مباراة الذهاب بهدف مقابل فوزين للدانماركي وتعادلين.
– 24 مباراة جمعت النمسا وفرنسا والغلبة للأخيرة بـ12 فوزاً مقابل 9 هزائم و3 تعادلات، والأشهر فوز النمسا في مونديال 1934 بنتيجة 3/2 وفوز فرنسا بهدف في مونديال 1982 وقد تعادلا ذهاباً 1/1.
– 24 مباراة جمعت إسبانيا وسويسرا والتفوق للاروخا بـ17 فوزاً مقابل هزيمة يتيمة كانت في مونديال 2010 بهدف و6 تعادلات، وأشهر انتصارات إسبانيا في مونديال 1966 بهدفين لهدف وفي مونديال 1994 بثلاثة أهداف وتواجها في النسخة الثانية لدوري الأمم فتعادلا 1/1 وفاز اللاروخا بهدف وهي النتيجة التي خرج بها من لقاء ذهاب النسخة الحالية.
– تتفوق البرتغال على تشيكيا تاريخياً بما فيها أيام تشيكوسلوفاكيا بواقع 6 انتصارات من 13 مباراة كلها في الإطار الرسمي مقابل 4 للتشيك و3 تعادلات، والأشهر فوز تشيكيا في يورو 1996 بهدف وفوز البرتغال في يورو 2008 بنتيجة 3/1 وفي يورو 2012 بهدف، أما لقاء الذهاب فانتهى برتغالياً بهدفين.
– تقابلت ألمانيا مع المجر 36 مرة ففاز الألمان بـ13 منها مقابل 11 للمجريين وتعادلا 12 مرة وأشهرها نهائي 1954 الذي انتهى للمانشافت 3/2 بعدما خسر في مواجهة الدور الأول 3/8 وآخرها في ذهاب النسخة الحالية وانتهى 2/2.
– 28 مرة تواجه الإنكليز مع الطليان والتفوق للأخيرين بواقع 10 انتصارات مقابل 8 انتصارات لآباء كرة القدم وانتهت 11 مباراة بالتعادل، وومنها 10 مواجهات رسمية ففاز الآتزوري 4 مرات مقابل فوز يتيم للإنكليز وتعادلا 5 مرات منها في نهائي يورو 2020 الذي حسمه الطليان بالترجيح.
– 19 مباراة جمعت هولندا مع بولندا والغلبة للطواحين بواقع 8 انتصارات و3 هزائم و7 تعادلات ومنها 13 مباراة على المستوى الرسمي فاز الهولنديون بخمس منها والبولنديون بثلاث وتعادلا 5 مرات.
– 16 مباراة جمعت بلجيكا بويلز ففازت الأولى 6 مرات والثانية 5 مرات وتعادلتا 5 مرات، وعلى المستوى الرسمي 13 مرة ففازت بلجيكا 5 مرات وويلز 3 مرات وتعادلتا 5 مرات.
مباريات الجولة الخامسة
– الخميس: فرنسا × النمسا، كرواتيا × الدانمارك، بولندا × هولندا، كرواتيا × ويلز (9.45).
– الجمعة: ألمانيا × المجر، إيطاليا × إنكلترا (9.45).
– السبت: إسبانيا × سويسرا، تشيكيا × البرتغال (9.45).
المجموعات والترتيب
1- الدانمارك 9 نقاط، كرواتيا 7 نقاط، النمسا 4 نقاط، فرنسا نقطتان.
2- إسبانيا 8 نقاط، البرتغال 7 نقاط، تشيكيا 4 نقاط، سويسرا 3 نقاط.
3- المجر 7 نقاط، ألمانيا 6 نقاط، إيطاليا 5 نقاط، إنكلترا نقطتان.
4- هولندا 10 نقاط، بلجيكا 7 نقاط، بولندا 4 نقاط، ويلز نقطة واحدة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن