ابتسمي ..فأنتِ ياسيدتي أول وآخر المعجزات ..

د.ريم حرفوش

كالعادة .. بدأوا حملة ستة عشر يوماً ..

لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي .. سيتحدثون عنك ياسيدتي كلهم بلا استثناء ..الإعلام المحلي العالمي المرئي والمسموع والمقروء ..مواقع التواصل .. المنظمات الجهات الحكومية الرسمية وغير الرسمية ..

الكل هنا سيعرب عن شجبه واستنكاره لكل أنواع العنف الممارس ضدك ..

ستة عشر يوماً ياسيدتي ستجلسين كملكة ..تراقبين النفاق .. تنصتين .. تستمتعين بالوعود الخلبية ..وتبهرك البيانات المشيدة باستقلاليتك وتحررك والداعية لإنصافك ..لاحاجة بك للتمرد وكسر القيود ..يمكنك ربما الرقص حتى منتصف الليل على ناصية العتم الموحش ..وخلخالك بضجيجه يزعج هدوء الضمائر النائمة ..تُحدثين الثورة وأنت تركضين حافية على الأواني المتكسرة ..تتركين خيطاً من القهر ينزف وجعاً مستتراً ..

فلاأحد اليوم يتجرأ في وجهك أن يرفع السلاح ..

اخترقي الثرثرات والأقاويل ..اعتلي المنابر واصرخي بعلو الصوت الساخر ..أنا أحتاج عمراً وفوقه عُمر ..أحتاج تاريخاً جديداً ينصفني فيه ما قد يسمى قانون ..لاأرتدي فيه عباءة حريم السلطان ..لاتحكمني أي سلطة ..

فأنا لايعنيني الدين ولا السياسة ولاتدهور الاقتصاد والدولار ..

أحتاج يوماً .. يوماً واحداً فقط ..لاأكون فيه ملاحقة ولامحاصرة ..يوماً لاأحتاج لتبرير نفسي فيه ..يوماً لست مضطرة فيه للاحتجاج والسقوط في دوامة الفراغ ..يوماً لا يكون فيه على رقبةطموحاتي سيف الجلاد ..

يوماً أُشعل فيه الحرائق برسائل الحب والغرام الكاذبة ..

في ليلة شتاء باردة ليتدفأ بها أطفال الأرامل ..

فهنا يتسلى القوم بالخطابات الرنانة الكاذبة ..من أجل أنثى لا تملك زاد أطفالها ..يفترسوها ثم يصفقوا سعيدين بالإنجاز ..

يلتقطوا الصور ويعبروا عن تضامنهم ..أجل .. كيف لا .. فاليوم بدأت حملة المناصرة لأجل المرأة ..امرأة مملوءة بالانهزام والانكسارات ..

أطفأ القوم الأضواء .. أنزلوا الشعارات أسدلوا الستار ..

تعودين إلى قوقعتك وحدك ..ابتسمي ياسيدتي وافتخري ..

فأنتِ حتى في أشد لحظاتك ضعفاً ..قادرة على إحداث ثورة تهزم أي رجل في الأعماق ..

تغيرين لديه ترتيب الأبجدية وتضاريس الكره الأرضية ..

ابتسمي .. فجبروت صبرك على كل ماحولك من رياء ..

سيسجله التاريخ يوماً ما ..

آخر المعجزات ..

أجل ابتسمي ..

فأنتِ ياسيدتي أول وآخر المعجزات ..

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتبة)