يامن الجاجة:
لا شك بأن ما طرأ من تعديلات على لائحة الانضباط و الأخلاق المعمول بها في مسابقاتنا الكروية المحلية وما اتسمت به تلك التعديلات من تشديد و تغليظ للعقوبات، يعد مؤشراً واضحاً على التوجه الجديد الذي سيعتمده اتحاد كرة القدم و لجنة انضباطه لكبح جماح حالات الشغب الجماهيري والاعتراض الذي عادة ما تمارسه كوادر اللعبة ضد حكام المباريات.
ربما وجد اتحاد كرة القدم أن تعديل لائحة الانضباط و الأخلاق و تشديد عدد لابأس به من العقوبات المذكورة في عدة مواد لحالات مختلفة، حلاً لا مفر منه ولو بشكل مؤقت ريثما يتم تغيير واقع التحكيم في مسابقاتنا و الذي يعتبر سبباً رئيسياً في كل ما يقع من أحداث مؤسفة نتيجة التشنج و الخروج عن النص الذي يتسبب به خطأ تحكيمي أو أكثر خلال أي مباراة و لاسيما إن كانت تتسم بالحساسية و التنافسية العالية.
لكن في ذات الوقت و رغم القناعة بأن توجه اتحاد اللعبة لتشديد العقوبات بمثابة شر لابد منه إلا أن تساؤلات كثيرة تفرض نفسها على الواقع لناحية حقيقة التفكير بحلول أخرى و اتباع سبل مغايرة من شأنها أن تنهي كافة المظاهر السلبية على المستوى الانضباطي و الأخلاقي في مسابقاتنا الكروية أو التقليل من تلك المظاهر كأضعف الإيمان.
بصراحة تامة فإن الحلول موجودة و لا يمكن أن تكون معدومة حيث يمكن العمل على الخطاب التوعوي من المكاتب الإعلامية في الأندية تجاه جماهيرها، عدا عن إمكانية تطبيق وسائل تحفيزية من شأنها أن تدفع جمهور أكثر من نادٍ للتصرف بصورة حضارية و اتباع السلوك المثالي و لكن كل تلك الأساليب تحتاج إمكانات مادية و مساحة زمنية لابأس بها لتطبيقها.. بينما وجد اتحاد الكرة أن تعديل لائحة الانضباط عبر تغليظ وتشديد العقوبات هو أقصر طريق للوصول لما هو مراد دون أي تكاليف لا بل يوجد إمكانية كبيرة لزيادة المداخيل إلى خزينة الاتحاد من خلال العقوبات المادية التي ستترافق مع عقوبات إدارية وفقاً لطبيعة المخالفة المرتكبة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة