| ناصر النجار
قصص كثيرة في اتحاد كرة القدم، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، هناك الكثير من الأعمال الناجحة وهناك العديد من الأعمال الفاشلة، وهناك أيضاً العديد من الأعمال التي يزرعها اتحاد كرة القدم ولن يظهر نتاجها إلا بعد سنوات في عملية بناء طويلة حسب الاستراتيجية التي وضعها والتي تعني القواعد وتطورها.
من ينظر إلى السلبيات فقط ير أن اتحاد كرة القدم فاشل ولم يقدم أي شيء لكرة القدم الوطنية ومن ينظر إلى الإيجابيات يدرك أن اتحاد كرة القدم يسير على الطريق الصحيح وإن كانت خطواته بطيئة.
ولا شك أن الاتحاد يسير بين خطين فيه الموجب وفيه السالب، وهذا مبعثه أمور كثيرة منها أن أعضاء الاتحاد ليسوا على مستوى واحد من الخبرة والعمل وكذلك الموظفون ومثلهم الأندية، فصلاح الأندية من صلاح اتحاد كرة القدم والعكس صحيح، وكلما كان عمل الأندية في مجال كرة القدم صحيحاً كان عمل الاتحاد قوياً، لأن للأندية اليد الطولى في بناء كرة القدم وتطويرها، وإذا ما أضفنا إلى ما سبق الظروف الصعبة التي تمر بها كرة القدم من تركات ثقيلة وأزمات مالية وما يتبعها من أمور لوجستية لأدركنا أن الاتحاد الحالي أو غيره على صعيد الأشخاص والخبراء لا يملكون العصا السحرية لتحويل الصعب إلى سهل، والقضية تحتاج إلى خطوات عديدة والمشكلة أن هذه الخطوات متباعدة ومتثاقلة.
والأعمال في الاتحاد تقسم إلى أبواب مختلفة، منها ما يتعلق بالنشاط الداخلي ومنها ما يتعلق بالمنتخبات ومنها ما يتعلق بالعمل الإداري ومنها ما يخص جانب البناء والتطوير.
أما العمل الخارجي الذي يقوم به نائب رئيس الاتحاد فندعه اليوم ليتحدث بنفسه عن الاتفاقيات التي تمت مع العديد من الاتحادات وعن خطوات التنفيذ التي بدأ بعضها وستظهر خطواتها بشكل ملموس في هذا الشهر، ومن الخطوات التي بدأت (مثلاً)، استضافة السعودية لناديي أهلي حلب والفتوة على أرضها بالتكاليف كاملة (إقامة، إطعام، مواصلات، ملاعب) في كل مباريات الفريقين المقررة في السعودية، بالإضافة إلى استقبال كل المنتخبات الوطنية.
وهناك أمور أخرى تخص تطوير العمل الإداري بالاتحاد وتطوير الكوادر الفنية والإدارة وتقديم تجهيزات (للفار) والتدريب على استعماله وغير ذلك كثير من الأمور الفنية والإدارية واللوجستية.
المنتخبات
صلاح الدين رمضان رئيس اتحاد كرة القدم قال في حديثه لـ«الوطن» نعمل في الاتحاد على محاور عدة، منها المنتخبات الوطنية التي هي جزء مهم من عملنا ولكن عملنا لا يُختصر بنجاح المنتخبات أو فشلها، فنحن نبذل كل جهدنا في رعاية ودعم المنتخبات، وما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة صحيحاً، فهناك من له غايات ومصالح إن تضررت بدأ هجومه على الاتحاد بحق أو بغير حق، لنا وجهة نظر في التعامل مع المنتخبات وفي عملية اختيار كوادر المنتخبات، ومواقع التواصل الاجتماعي لها وجهات نظر كثيرة، فكل شخص ينظر إلى المنتخب من وجهة نظره، فإذا عيّنا المدرب الفلاني كان له مؤيدون وكذلك كان له معارضون، ومهما بدلنا من أسماء فسنجد معارضين لها فإرضاء الجمهور غاية لا تدرك أبداً.
لذلك نحن نعمل وفق آليات معينة نسعى من خلالها إلى تطوير كل المنتخبات وتحقيق نقلة نوعية، قد يطول الزمن أو يقصر، لكن الأهم أننا نسير نحو الاتجاه الصحيح والنتائج ستأتي لاحقاً.
على سبيل المثال (الكلام لرمضان) لأول مرة يتم انتقاء منتخب الناشئين وفق خطة مدروسة عبر مشروع تطوير الكرة السورية، واللجنة المختصة انتقت اللاعبين بعد عدة مراحل من التدريب والصقل والمباريات، بدأت بتمارين ومباريات في المحافظة الواحدة بين أنديتها، ثم تشكل منتخب المحافظة وانطلقت بطولة المحافظات، ومن خلال البطولة الأخيرة تم انتقاء اللاعبين عبر اللجنة الفنية المؤلفة من أحد عشر مدرباً يرأسهم فجر إبراهيم، وهذا الكلام يعني أن لاعبي المنتخب الحالي هم صفوة الصفوة من لاعبي هذه الفئة، وأي لاعب يظهر فجأة يمكن اختباره وإن نجح فسينضم إلى المنتخب لأننا نسعى أن يضم هذا المنتخب العناصر الأفضل التي ستقدم لها كامل الدعم والرعاية وسنتابع هذا المشروع ليكون سنوياً بشكل تقليدي، ولاشك أن تجربة هذا الموسم كانت ناجحة ومفيدة مرت بمراحل صعبة ومطبات وعثرات وأخطاء، ونحن نعمل منذ الآن على دراسة هذه التجربة بشكل معمق لتدارك الأخطاء والعثرات ليكون الموسم القادم أفضل، وهذا المشروع هو اللبنة الأولى في مشروع وطني كبير سيوسع بدءاً من الموسم القادم.
منتخب المحليين
أما طرح فكرة منتخب المحليين وهل ستكون مماثلة لمنتخب حسام السيد في الموسم الماضي فأجاب رئيس اتحاد كرة القدم بقوله: تنطلق الفكرة من مبدأ وجود منتخب رديف جاهز للمنتخب الأول من اللاعبين المحليين، وتجربة الموسم الماضي درسناها بكل أبعادها، فكرة هذا الموسم قد تكون أكثر نضجاً من ناحية أعمار اللاعبين، لأن تشكيل المنتخب سيعتمد على اللاعبين الذين هم في سن الأولمبي إضافة للاعبي منتخب الرجال مع إضافة بعض اللاعبين حسب احتياج المنتخب للمراكز، وسيتولى تدريب هذا المنتخب غسان معتوق وفراس معسعس، ونظراً لأن غسان معتوق هو مساعد هيكتور كوبر فسيكون صلةالوصل بين المنتخب الأول ومنتخب المحليين وفي حال احتاج المنتخب أي لاعب فسيكون هذا اللاعب جاهزاً تماماً، وستكون تمارين المنتخب داخل الأسبوع وسيتم تأمين مباريات له عند الضرورة.
الدوري الأولمبي
هل سيقام الدوري الأولمبي في موعده؟ أم إن اتحاد كرة القدم سيستجيب لمطالب بعض الأندية بإلغائه؟
رمضان يجيب بكل ثقة عن هذا التساؤل بقوله: نعم سيقام الدوري الأولمبي بموعده ولا رجعة عن ذلك مطلقاً نظراً لفوائده الكثيرة على الأندية وعلى الكرة السورية أيضاً.
الفكرة بأساسها هو دعم الكرة السورية والدوري وضخ دماء جديدة، وكما يلاحظ الجميع أن متوسط أعمار اللاعبين في الأندية بات كبيراً وتجاوز أكثر من نصف عدد فرق الدوري الممتاز الثلاثين عاماً، وشاهدنا عدم جرأة الأندية على دفع اللاعبين الشبان ليحتلوا مكان الذين بلغوا سن الاعتزال، لذلك ولأن اللاعبين باتوا قليلين فإن الأندية باتت تبحث عن ضالتها هنا وهناك فصار لدينا هذا التوزيع العشوائي للاعبين على الأندية.
من جهة أخرى فإننا نسعى من خلال الدوري الأولمبي إلى إعادة فكرة الانتماء للنادي، فالولاء للنادي بات مفقوداً تماماً وأصبح ولاء اللاعبين إلى المال.
النقطة المهمة الأخرى أن الكثير من اللاعبين الذين تخرجوا من فرق الشباب لا يجدون لهم مكاناً في فرق الرجال والقليل منهم قد يجد له مكاناً، أما الأغلب فإنهم يذهبون إلى البيت أو العمل أو بأفضل الأحوال فرق الأحياء الشعبية، لذلك فإننا من خلال هذا الدوري الذي فرضناه على الأندية بات عليها أن تحافظ على لاعبيها الشباب وأن تضمهم إلى فريقها الأولمبي وفتحنا بالمقابل العمر الافتراضي لهذه الفئة بحيث يشارك فيها لاعبون من سن الشباب وحتى سن الـ23 سنة، وحتى لا تتكلف الأندية توقيع عقود مع لاعبيها ودفع أثمان مالية باهظة رفعنا سن الرعاية إلى الـ23 سنة.
من الفوائد التي ستجنيها كرتنا أننا جددنا دماءها بإدخال عناصر شابة كثيرة، وعلى صعيد اللاعبين فإن بعض اللاعبين سيخوضون مباريات كثيرة مع فرق الشباب والأولمبي ومع الرجال كما يحدث حالياً مع فريق أهلي حلب، وعلى صعيد المنتخبات سيكون لاعبو الشباب والأولمبي أمام أعين المدربين لمراقبتهم ولاختيار الأفضل منهم وسيبقى لاعبنا بجاهزية تامة فنية وبدنية وهو ما ينعكس إيجاباً على المنتخبات الوطنية وعلى الأندية أيضاً.
الدوري العام
وعن المسابقات الرسمية قال في ختام حديثه: نتابع كل المسابقات بكل دقة ونوفر كل المتطلبات حسب إمكانياتنا، والدوري بعهدة اللجنة الفنية التي تقوم على متابعته ولنا ثقة بلجنة الانضباط والأخلاق من خلال عملها النزيه والعادل المبني على القانون.
كل الدوريات في العالم تشتكي من التحكيم، وهي حالة جدلية لا يمكن حسمها بالمطلق، الجهود التي يقوم بها اتحاد كرة القدم كثيرة في هذا المجال، من خلال الدعم المالي، وقد تم رفع أجور المباريات ومن خلال الدعم اللوجستي، وهناك الكثير من الدورات التي تقيمها لجنة الحكام لتطوير العملية التحكيمية، وهناك استقطاب للعديد من الشباب والشابات لتوسيع قاعدة التحكيم.
يد واحدة لا تصفق، والمفروض من أنديتنا وجماهيرها أن تساهم برفع مستوى الحكام من خلال مؤازرتهم ودعمهم، بل عمليات الضغط على الحكام سواء في الملعب أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالعملية بالمحصلة العامة تكاملية ولابد من تضافر جميع الجهود لإنجاح أي عمل، فما بالنا بكرة القدم التي لا يمكن لها نجاح من دون تعاون الجميع.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن