علي حسون
لم نعد نفهم العقلية التي تدير الأمور في اتحاد كرة القدم في ظل خيبات الأمل والفشل الذريع لمنتخباتنا بكافة الفئات العمرية، فبعد كارثة منتخب الرجال والخروج المحبط من تصفيات كأس العالم، جاء الدور على منتخبات الفئات العمرية ولاسيما منتخبنا الشاب الذي خرج أمس من بطولة غرب آسيا بخسارة من المنتخب السعودي دقت ناقوس الخطر منذرة بفشل آخر ينتظر كرتنا على يد اتحادنا الحالي الذي لا يبالي بما يحدث وكأن الأمر لا يعنيه!.
والمحزن في الأمر تصريحات سابقة لرئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان الذي تبرّأ من منتخب الرجال بقوله بالحرف الواحد “لا تحاسبوني على منتخب الرجال حاسبوني على الفئات العمرية”.
من سمع وتابع هذا التصريح اعتقد بأن هناك خطة إستراتيجية لمستقبل كرة القدم السورية وما علينا إلا الانتظار، ليفاجئنا الأداء المخيّب لمنتخبنا الشاب رغم وجود مواهب واعدة افتقرت للتوجيه والخبرة التدريبية لهكذا فئة عمرية.
فمن تابع البطولة وخاصة مباراة أمس مع المنتخب السعودي، يدرك أن منتخبنا ضائع من دون عنوان، لا انتشار صحيح ولا تمرير متقن، حتى الفنيات لم تكن في مكانها، إضافة إلى اللعب الدفاعي البحت والخوف من الخصم، وكأن اللاعبين قبل دخولهم أرض الملعب موقنون بالخسارة، وما زاد الطين بلّة أسلوب المدرّب وطريقة اللعب وعدم استغلال ضياع ضربة جزاء للمنتخب السعودي في الشوط الثاني، فبدلاً من رفع معنويات اللاعبين وإجراء التبديلات الصحيحة والضغط الهجومي بدأ بالاعتراض على قرارات التحكيم واستفزاز الحكم، مما دفع الحكم لطرد مساعده بعد كثرة الاعتراضات.
ولم يكن هذا التصرف مستفزاً للحكم فقط، بل استفز معلق المباراة الذي استغرب تصرف مدرّب منتخبنا غير المسؤول، خاصة وأنه مدرّب فئة شابة بحاجة إلى هدوء وضبط للنفس وعدم الانفعال كي لا ينعكس سلباً على أداء اللاعبين.
تساؤلات كثيرة تركتها مشاركة منتخبنا الشاب في بطولة غرب آسيا، لعلّ أهمها: إلى متى سنبقى نراهن على أسماء من دون خبرة؟ وهل خلت ساحتنا الكروية من خبرات ومدرّبين يملكون خبرة التعامل مع الفئات العمرية، أم إن الموضوع مقرون بالعلاقات الشخصية؟!
(سيرياهوم نيوز ٣-البعث)