وأصدرت «تحرير الشام» بياناً أمس، قبلت فيه إيقاف القتال، مشترطةً توقّف الطرف الآخر عن إطلاق النار. قبل ذلك، كانت غرفة عمليات «فاثبتوا» قد قبلت الدعوة التي أطلقها بعض رجال الدين في إدلب للصلح بين المتقاتلين أوّل من أمس، حيث اعتبروا أن «الساحة لم تعد تحتمل مزيداً من التشرذم والدماء»، داعين جميع الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال و«الانقياد لشرع الله». وبدأت الاشتباكات بين «الهيئة» وغرفة «فاثبتوا»، يوم الثلاثاء، بعد اعتقال القيادي السابق في «تحرير الشام»، والمسؤول العسكري الحالي في الغرفة الجديدة، أبو مالك التلّي، من قبل عناصر «الهيئة»، مع ما سبق ذلك من اعتقال أبو صلاح ومرافقيه أيضاً. وكانت «فاثبوا» قد حذّرت بعد ذلك «تحرير الشام» من عواقب عدم إطلاق التلي، لكن «الهيئة» بررت اعتقالها للتلي بأنه كان يحاول «إضعاف الصف وتمزيق الممزق». وتصاعدت وتيرة الاشتباكات ليل أوّل من أمس بين الطرفين في ريف إدلب الغربي، إثر محاولة «الهيئة» اقتحام بلدة عرب سعيد التي تتمركز فيها فصائل «فاثبتوا». وتزامن ذلك مع سيطرة «حراس الدين» (أبرز فصائل غرفة «فاثبتوا») على حاجز في اليعقوبية قرب جسر الشغور، ونشر حواجز جديدة في المنطقة.
تصاعدت وتيرة الاشتباكات إثر محاولة «الهيئة» اقتحام بلدة عرب سعيد
في غضون ذلك، مُني تنظيم «حرّاس الدين»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وأحد تشكيلات غرفة عمليات «وحرّض المؤمنين» التي انضمت لاحقاً إلى غرفة عمليات «فاثبتوا» الجديدة، بخسارة عدد من قيادييه في الأيام القليلة الماضية. القيادي الأوّل الذي فقده التنظيم، هو المسؤول العسكري خالد العاروري، المعروف بـ«أبو القسام الأردني»، الذي توفي متأثراً بجروحه جراء استهدافه من قبل طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأسبوع الماضي. وأعلن التنظيم في بيان له أوّل من أمس، أن «أبو القسام أصيب إصابة بالغة بقصف للتحالف الدولي، بقي بعدها مدة ثمانية أيام حتى وفاته». وأشار البيان إلى أن استهداف أبو القسام كان في أثناء ذهابه إلى الاجتماع مع القادة العسكريين في غرفة «فاثبتوا» لتشكيل اللجنة العسكرية للغرفة. أمّا القيادي الثاني، فهو ذو المهمات الإدارية في التنظيم، أبو عدنان الحمصي، الذي قُتل أوّل من أمس، إثر استهدافه بغارة من طائرات التحالف على طريق بنش في ريف إدلب. وآخرهم هو القائد العسكري أبو زيد الأردني، الذي قتل على يد «هيئة تحرير الشام»، خلال معارك عرب سعيد في ريف إدلب الغربي. وبحسب حسابات مقربين من «حرّاس الدين»، فإن «الهيئة» قد «منعت تسليم جثّة القيادي، وأخذت جثته إلى مكان مجهول». وأثار مقتل القياديين الأوّلين، تساؤلات حول دور «تحرير الشام» في تسليم معلومات إلى «التحالف الدولي» عن تحرّكات القياديين في «حراس الدين»، ما أدّى إلى استهدافهم ومقتلهم، في الوقت الذي تعلن فيه «الهيئة» نياتها العدائية تجاه غرفة «فاثتبوا»، التي من أبرز فصائلها «حراس الدين».
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الأخبار)