آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » اتهّم نتنياهو بالمسؤولية.. رئيس الموساد الأسبق يُحذّر من اغتيالٍ سياسيٍّ تعقبه حربًا أهليّةً خطيرةً ويؤكِّد: الحاخامات يُحرِّضون المؤمنين ويُصدِرون فتاوى تُجيز القتل

اتهّم نتنياهو بالمسؤولية.. رئيس الموساد الأسبق يُحذّر من اغتيالٍ سياسيٍّ تعقبه حربًا أهليّةً خطيرةً ويؤكِّد: الحاخامات يُحرِّضون المؤمنين ويُصدِرون فتاوى تُجيز القتل

زهير أندراوس:

أطلق اليوم الجمعة الرئيس الأسبق لجهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، شفتاي شافيط، “صرخةً” هي عبارة عن قرع جرس الإنذار، مُشيرًا في مقالٍ نشره في صحيفة (هآرتس) العبريّة إلى أنّ الأرضية باتت جاهزةً وحاضِرة لتنفيذ عملية اغتيالٍ سياسيٍّ تهُزّ دولة الاحتلال الإسرائيليّ، ومُحذّرًا في الوقت عينه من أنّ الاغتيال السياسيّ ستكون تداعياته خطيرةً للغاية على الدولة العبريّة، لأنّ الحرب الأهلية ستندلِع وبقوّةٍ داخل المجتمع الصهيونيّ بحيثُ تكون تداعياتها مأساويةً على إسرائيل، على حدّ تعبيره.

شافيط ذكر في المقال أنّه عندما تمّ اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق رابين، من قبل المُتطرِّف اليهوديّ-الصهيونيّ، يغآل عامير، في العام 1995، قرّرّ فورًا وعندما كان الأطباء يُحاوِلون إنقاذ رابين دون جدوى، قرر الاستقالة من منصبه، بعد خدمةٍ استمرّت ستّة أعوامٍ ونصف، مُشيرًا إلى أنّه لم يكُن يؤمن بوقوع اغتيالٍ سياسيٍّ في الدولة العبريّة.

وتابع قائلاً إنّه وبعد سنواتٍ طويلةٍ في خدمة الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، ووصوله إلى رئاسة الموساد، ومن خلال خبرته ومُواكبته لما يجري من تحريضٍ أرعن يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ضدّ كلّ مَنْ يُخالِفه الرأي، توصّل إلى نتيجةٍ حتميّةٍ بأنّ السؤال ليس هل ستقع عملية اغتيالٍ سياسيٍّ في الدولة العبريّة، بل السؤال متى؟ واستشهد في مقاله بأقوال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، التي نشرها في صحيفة (معاريف) العبريّة بشهر تموز (يوليو) الفائت، حيث قال أولمرت بالحرف الواحد: “ضُبّاط الشرطة الذين ينتظرون الترقيّة يقومون باعتقال المُتظاهرين الذين يلتزمون بالقانون، ولذا فإنّ المظاهرات ستُمنَع قريبًا من قبل الحكومة، المُظاهرات سيتّم اعتبارها خارجةً عن القانون، فيما سيُقدّم “المُتهمين” للمحاكمة.. نتنياهو، الذي لا يعرف التاريخ، كما يُحاوِل إيهامنا، يعرِف، نعم يعرِف أنّ الوضع الحاليّ سيتدحرج إلى حربٍ أهليّةٍ تُراق فيها الدّماء في المُجتمع الإسرائيليّ”، كما قال أولمرت.

وتابع رئيس الموساد الأسبق قائلاً إنّ ضميره يؤنّبه (!) لأنّه حتى اللحظة لم يُدلِ بدلوه، لذا قرر أنْ ينشر صرخته حتى لا يسأل نفسه لماذا لم تقُل، لافِتًا إلى أنّه بعدما كتب المقال لا يشعر أحسن، إنمّا على الأقّل يُضيف، بات مُحصنًا من تأنيب الضمير، لافتًا إلى أنّه حتى اغتيال رابين كان رائجًا بأنّ أمرًا من هذا القبيل لن يحدث في إسرائيل، ولكنّه وقع، ولكن الأسس الراسِخة لم تستيقِظ، لا بلْ أكثر من ذلك، فإنّ فئاتٍ واسعةٍ من المجتمع اليهوديّ تُطالِب بإطلاق سراح القاتل، ومنذ ذلك اليوم وأنا أسأل كيف وقع الاغتيال لدينا؟ طبقًا لأقواله.

وأوضح أنّ إسرائيل هي ديمقراطيّة ولكن في طريقها للغروب والاختفاء، وهي تعتمِد على ثيوقراطيّة مسيحانيّة فيما يتعلّق بأرض إسرائيل (!)، ولذا فإنّ القائد لا يُمكِنه أنْ يتنصّل من المسؤوليّة (القصد نتنياهو. ز.أ)، بالتالي فإنّ القائد يُحدّد الهدف ويعتبره شرعيًا، والذين يأتمرون له، يقومون بالتخطيط ونشر الفكر لدى الذين يكونون تحتهم، وهؤلاء، شدّدّ رئيس الموساد الأسبق، يقومون بترجمة الكلام إلى أعمالٍ على أرض الواقع، طبقًا لأقواله.

وقال شافيط أيضًا إنّه يوجد في إسرائيل عددًا كبيرًا من الحاخامات المعروفين وغير المعروفين، الذي يُصدِرون فتوى تُجيز القتل ضدّ الهدف الذي “اختاره” القائد السياسيّ، أمّا مُنفّذ الجريمة، يُشدّدّ شافيط، فيكون عادةً ذات شخصيّة تتميّز بأطوارٍ غريبةٍ، ويكون مًتدينًا مُتعصبًا ومُتشنجًا، والذي يبحث عن دعمٍ من هؤلاء الحاخامات، وسيجِده بسرعةٍ وسهولةٍ عندهم ومنهم، على حدّ قوله.

ونبّه شافيط من أنّ وسائط التواصل الاجتماعيّ تعلب دورًا هدّامًا في تحوّل إسرائيل إلى دولةٍ دينيّةٍ مُتعصبّةٍ ومُتزمتةٍ، حيثُ يجود فيها خزانٌ كبيرٌ من أولئك الذين يتحوّلون إلى مُتطرّفين على استعداد للقيام بتنفيذ عملية الاغتيال السياسيّ، علمًا أنّه لا يُمكِن لأجهزة المُخابرات تحديدهم ومُراقبتهم، وبالتالي، جزم رئيس الموساد الأسبق، من هناك، وبعد تحريضهم المُكثّف سيخرج أحدهم أوْ أكثر لكي يضغط على الزناد، ويقتل شخصيّةً سياسيّةً ويُسبّب باندلاع حربٍ أهليّةٍ في إسرائيل، تُراق فيها دماءً كثيرة، على حدّ وصفه.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 16/10/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بيسكوف: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع الأوكراني

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا، وهناك ...