آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » “اتّفاق اللّا اتّفاق” بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي.. الإدارة الأمريكية تتفادى الكونغرس وإسرائيل وضمانات عدم الانسحاب مُستقبلًا.. وطهران تحصل على المطالب بُدون قُيود.. والدول الأوروبية “الزّوج المخدوع”

“اتّفاق اللّا اتّفاق” بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي.. الإدارة الأمريكية تتفادى الكونغرس وإسرائيل وضمانات عدم الانسحاب مُستقبلًا.. وطهران تحصل على المطالب بُدون قُيود.. والدول الأوروبية “الزّوج المخدوع”

تنفي كل من إيران والولايات المتحدة وجود اتفاق او البحث في اتفاق مؤقت كبديل عن العودة الى اتفاقية “العمل الشاملة المشتركة” والتي انسحبت منها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 8 مايو 2018 وحاولت إدارة الرئيس جو بايدن العودة اليها عبر مفاوضات غير مباشرة شاقة لم تصل الى أي نتائج. ورغم انفي مسؤولين إيرانيين ونظرائهم الأمريكيين وجود اتفاق غير معلن توصل اليه الطرفان عبر الوسطاء، الا ان التسريبات تتحدث عن حصول ذلك وان كان لا يرقى لوصفه باتفاق انما هو ما يبدو اقرب للتفاهمات العملية التي تحقق مصالح الطرفين دون التقيد بتوقع اتفاق ملزم.

الاحداث خلال الأسابيع الماضية تثبت ان قنوات التفاوض بين الإدارة الامريكية وايران تعمل بشكل نشط. وقد أشار الى ذلك المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الذي اعلن ان بلاده تواصل محادثاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط. وقد بدأت ايران تحصل على ارصدتها المجمدة في عدد من الدول بدأت من العراق حيث تم الافراج عن ثلاثة مليارات دولار قبل أيام، وتجري إجراءات الافراج عن ٧ مليارات أخرى في كوريا الجنوبية، كما ان هناك ارصدة في اليابان وأوروبا، وبعضها يعود الى ما قبل الثورة الإسلامية في ايران عام 79، وتقدر ارصدة ايران المجمدة في الخارج ما بين 100 و130 مليار دولار لم يعرف بعد ما هو المدى الذي يمكن ان تبلغه ايران فيما يخص الحصول على هذه الأموال. وحسب التسريبات فان هذا الانفراج المالي سيتوازى مع تفاهم على تبادل السجناء بين الطرفين، بينما بدأت ايران برفع حجم صادرتها من النفط الخام. وقد يكون ذلك مرتبط بالتزام إيراني بعدم رفع درجة تخصيب اليورانيوم الى مستوى يتجاوز 60 بالمئة.

التفاهمات او “اتفاق اللا اتفاق” يجري وفق مسار أساسي قائم على التفاوض غير المباشر عبر الوسيطين العماني والقطري، لكن ثمة تطور حصل على هذا الصعيد تمثل في المحادثات التي اجرها المبعوث الأمريكي الخاص لإيران ” روب مالي ” مع ممثل ايران في الأمم المتحدة ” امير سعيد ايراوني ” في نيويورك والتي تعتبر اول اتصال مباشر جرى بين الطرفين، وهذا اعطى دفعة قوية للتفاهمات التي يجري تنفيذها على شكل خطوات متتالية.

وقد يجد كلا الطرفين مصلحة في “اتفاق لا اتفاق”. فالادارة الامريكية لن تكون مضطرة لمواجهة الكونغرس للمصادقة على اتفاق مبرم مع ايران سيثير عاصفة من الانتقادات بين النواب الجمهوريين الذين يشكلون اغلبية في الكونغرس. ولن توجه ردود فعل واعتراض غاضب من إسرائيل، وبذات الوقت تتفادى مطلب ايران الأساسي في أي اتفاق وهو الضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق كما جرى في عهد الرئيس دونالد ترامب. وهذا ما لا يمكن ان تلزم به إدارة سابقة أخرى في البيت الأبيض. فضلا ان حاجة الولايات المتحدة الى خفض التصعيد في المنطقة الى حده الأقصى، وقلق الإدارة من نوايا نتنياهو في شن حرب بشكل منفرد هناك بعض المؤشرات عليها على الجبهة الشمالية مع لبنان.

بالمقابل فان هذه الصيغة تحمل لإيران فوائد اقتصادية تحتاجها، ومكاسب سياسية وبذات الوقت لا تقيدها، وعند انسحاب الولايات المتحدة من تلك الصيغة فلن يكون هناك تبعات دولية او انتقادات داخلية اذا ما تخلت ايران عن التزاماتها كرد على ذلك. ويبدو شركاء الولايات المتحدة الاوربيون “كالزوج المخدوع”، فبينما هم اخذوا موقفا حازما من التعاون والتواصل مع ايران على خلفية اتهامها بمساعدة روسيا عسكريا في الحرب مع أوكرانيا، وقمع الاحتجاجات داخل البلاد، تجاوزت الولايات المتحدة هذه المسائل بعملية فصل بين الملفات. وبات على الدول الأوروبية اللحاق بالركب وفق صيغة خاصة بها وبعيدا عن الاتفاق النووي الجامع بين الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة. وبالمحصلة سنكون امام اتفاق نووي غير معلن، ومن دون قيود او التزامات، في عملية إدارة للخلاف بدلا من الإعلان عن حله بشكل كامل.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

شي وبوتين: العلاقات بين البلدين تؤدي إلى السلام والاستقرار في العالم

الرئيس الصيني شي جين بينغ يُجري محادثاتٍ ثُنائية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ويشير إلى أنّ العلاقات بين بكين وموسكو “يجب تقويتها”.     أشاد ...