تستمرّ المعارك الدامية في إقليم ناغورني قره باغ بين قوات الإقليم والقوات الآذربيجانية، في ظلّ دعم تركي مطلق لباكو. دعمٌ جدّده، أمس، الرئيس التركي بكلمة عالية النبرة، مضاعفاً احتمالات تصاعد النزاع، واتّجاهه إلى حرب مفتوحة في جنوب القوقاز، لن يكون الأطراف الإقليميون والدوليون، الداعون الآن إلى وقف القتال، بعيدين عن إمكانية التدخّل فيه. وهو ما ينسحب، أيضاً، على إسرائيل، التي قد تجد نفسها مضطرة إلى حسم موقفها من المواجهة، على ضوء ما يمكن أن تكتنفه الأخيرة من فرص في سياق الحرب المستمرّة على إيران
لا يزال الوضع الميداني ضبابياً في ظلّ تضارب التصريحات
في الأثناء، واصلت القوى الإقليمية والدولية الأخرى، وتحديداً روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران والاتحاد الأوروبي، دعواتها إلى وقف فوري لإطلاق النار. واعتبر متحدّث باسم الخارجية الأوروبية أن «أيّ تدخّل في هذا النزاع ليس مقبولاً»، لافتاً إلى أن تصاعده «مثير جداً للقلق». كذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن الأخير وإردوغان بحثا العنف بين أرمينيا وآذربيجان في ناغورني قره باغ، وحثّا على خفض التصعيد في المنطقة على الفور. يأتي ذلك فيما من المتوقّع أن يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، اجتماعاً طارئاً مُغلَقاً يناقش فيه التطوّرات في القوقاز، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية. وأوضحت المصادر أن هذه المبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا، وتحظى بتأييد دول أوروبية أخرى هي إستونيا وبلجيكا وبريطانيا. ميدانياً، لا يزال الوضع ضبابياً، مع تأكيد سلطات ناغورني قره باغ، أمس، سيطرتها على مواقع خسرتها في اليوم السابق، فيما تقول آذربيجان إنها حقّقت تقدّماً إضافياً، مستخدمة الصواريخ والمدفعية والطائرات. وأعلن اللواء الآذربيجاني، مايس بارخوداروف، أن قوّاته «مستعدّة للقتال حتّى آخر قطرة دم للقضاء على العدو».
(سيرياهوم نيوز-رويترز، أ ف ب-الاخبار)