syriahomenews أخبار سورية الوطن
عاصم احمد
كنا عودتكم دائماً على بالصراحة والصدق سأقول لكم بكل شفافية (البدايات الخاطئة توصل لنهايات خاطئة حكماً )
وهذا هو الذي دأبت على قوله (موثقاً ومنشوراً) منذ عام ٢٠٢١ منذ استلام السيد حاكم مصرف سوريا المركزي مهامه وإنشاء بدعة أسماها المنصة كخيار أوحد في السيطرة على سعر الصرف متجاهلاً كل الأدوات الأخرى (والتي ظهر لاحقاً للأسف أنها ثقب أسود كبير للفساد والاحتكار والتغول المالي وإكمال تدمير ما بقيَ دائراً من آثار الحرب اللعينة )
لنضع بالميزان الخسائر والأرباح من هذا الخيار
هل تم السيطرة على سعر الصرف ؟
الجواب قطعاً لا ، كان سعر الصرف ٢٥٠٠ الان ١٥٠٠٠ تقريباً مضافاً له التضخم القاتل ووقف دوران عجلة الانتاج
هل نجح في جعل سعر الصرف بعبع ووحش يجب ان نخاف منه ؟
الجواب نعم وبامتياز
هل انعكس تثبيت سعر الصرف ايجاباً على المواطن ومعيشته وتعليمه وصحته ؟
الجواب قطعاً لا بل بالعكس
هل نستطيع ان نقول ان سعر الصرف وهمي وغير حقيقي نتيجة القمع المالي ؟
الجواب نعم هو وهمي ويُعرف السعر الحقيقي عندما يتم إلغاء المنصة ومعرفة حجم الطلب الحقيقي للدولار
هل أدى هذا القرار الى الدخول في حالة التضخم الجامح والذي ابتلع أخضر الاقتصاد ويابس المواطن ؟
الجواب : نعم صحيح باعتراف المركزي نفسه
هل أضعف الثقة بالقطاع المالي والمصرفي ؟
الجواب باتت الثقة معدومة نتيجة تقييد السحب وعشوائية القرارت وتخبطها
وكذلك اعتمد على شركات صرافة بعينها (احتكار) متجاهلاً ومغلقاً شركات مرخصة اخرى وليس عليها أية عقوبات وبدون وجه قانوني
هل اعتمد على الحل الأمني لمعالجة مشاكل اقتصادية مما ساهم بهروب رؤوس الاموال إلى ملاذات غير آمنة بدلاً من احتضانها وطمأنتها ؟
الجواب : نعم وبشكل كبير جداً وقطعي وكانت النتيجة هروب التاجر ورأسماله ودولاراته
هل أثر على دوران عجلة الانتاج بكل أشكاله بإبطاء وصول المواد الاولية ، ومن ثم لاحقاً القضاء على الانتاج ؟
الجواب نعم (الانتاج والمنتجين يبكون في الزاوية متحسرين )
هل أوجد طبقة جديدةً من المحتكرين الجدد (الغير معروفين سابقاً ) بدلاً من اصحاب رؤوس اموال كانو موجودين وأموالهم بالأسواق ؟
الجواب : نعم تم تبديل أشخاص معروفين وأصيلين وقدماء بمصالحهم مقابل أشخاص لاوزن اقتصادي لهم ، وللأسف رغم ذلك تضاعف الوضع سوءاً مع التجار الجدد ولم نر أي فارق افضل انعكس على الوضع الاقتصادي والمعاشي بل بالعكس ازداد سوءاً (من هو الشخص الذي تجرأ وعبث بهذه المعادلات التاريخية وهل تويجر عمره اشهر لديه خبرة تاجر عمره سنوات طوال ؟ )
هل كبّل الوزارت الاقتصادية والصناعية عن القيام باداء دورها بشكل أمثل ؟
الجواب نعم ومن هنا العتب على اللجنة الاقتصادية التي رضخت لهذا الأمر ولم تقوَ على مجابهته بشكل كاف مما اعطى انطباع بأنه لا حول لها ولا قوة وهذا بحد ذاته خطير وخطير جداً (فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف )
هل وهل وهل ….؟
بالمقابل :
هل لو تم العمل بمنهجية الاحتضان والمحافظة على رؤوس الاموال والتي هربت نتيجة هذه السياسات بل والعمل على استقطاب المهاجر منها نتيجة الحرب للعمل في هذا البلد اليس كان خيار افضل وأنجح ؟؟
هل تستأهل للمحافظة على سعر الصرف تدمير كل ما عاداه من ثروة بشرية واقتصادية وقطاعات إنتاجية صناعية وزراعية وتنمية واستثمار ماذا كان حصل لو كان سعر الصرف مرتفع مع وجود تنمية اقتصادية وزراعية وصناعية حرة؟
هل تستأهل المحافظة على سعر الصرف ان يموت كل شيء ويحيا هذا الفكر الخاطىء ؟
هل هنالك بلد محاصر ويحتاج إلى دولار يتبع سياسة طرد لمن يملك دولار ؟ أم يجب الاستقطاب له ولحامله؟
كيف ولمصلحة من هذا ؟
ماذا كان سيحدث لو تم ترك سعر الصرف للعرض والطلب
سأورد مثال بسيط عن لبنان كان سعر الصرف ١٥٠٠٠ الف ليرة لبنانية واصبح ٩٥٠٠٠ ليرة لبنانية ولم تهتز الدنيا
بل بالعكس اصبح وضعهم متوازن بسرعة اكثر من وضعنا رغم عدم جواز المقارنة بين الاقتصادين السوري واللبناني ،فلبنان لا اقتصاد لديه بل بلدٍ قائم على الخدمات
وهذا غيض من فيض الالم والوجع الاقتصادي والذي انقله لكم بأمانة بغاية الحل والفرج وليس بغاية التشهير وخاصة اننا مقبلون على مرحلة اقتصادية جديدة لا يجب ان تمر بطريقة عفا الله عما مضى ، بل يجب محاسبة ومساءلة كل من أساء عن جهل أو عمد من باب تحمل مسؤولية القرار ونتائجه
ومن هنا تنطلق اشارة البدء لنستطيع أن نتكلم عن حل اقتصادي حقيقي وجدي نتوسمه بالقيادة الجديدة للحزب
*الكاتب:اقتصادي بطرطوس
(سيرياهوم نيوز -الكاتب)
