احتارت مواعيد الغرام

د.ريم حرفوش

شُرفتنا .. هل تذكرها ..
كم هنا طال بنا الوقوف بصمت ..
تُرى لو أننا كسرنا حواجز الضجر يومها ..
كان سار بنا سويّاً قطار العمر ..
ومافرقتنا كلّ في مكان هذي الدرب ..
لم تعد الشرفات والأسطحة هنا كما تركناها ..
والقمر ماعاد يُساهر ويُسامر ساكنيها ..
يئن بالصبر هذا القلب ..
قد فقد كل الشغف وهو ينادي بلا مجيب ..
تكسرت أضلاعه تحت وطأة عناق الأشباح والأطياف ..
والحنين يضحك على حماقة الاستذكار ..
يراقبك القوم وأنت تزرعين الشرفة جيئة وذهاباً ..
تلوحين تبتسمين تنادين ..
خائبة تعودين ..
فالتاريخ الجميل تم تشويهه حتى في الكتب ياصغيرة ..
لاشئ هنا حقيقي سوى أنه سيتم وأدك كلما علا للنداء صوت ..
كم كان كاذباً هوانا ..
وكم كلما أغمضت عيني ..
حمّلت نجوم الليل لتوصل إليك عتبي ..
ومابين شرفتنا والأرصفة احتارت مواعيد الغرامِ بيننا ..
بعد مرور العمر بقي البوح على ميثاقه ..
بكل حماقة يفتش عنك ..
ليلملم بقاياه المتعبة ويسكبها بين ذراعيك ..
علّها تُعيد ترميم ذاتها في أحضانك ..
وفوق الغمام لأول مرة بعد طول انتظار ..
تغفو على وسائد من دفء وأمان ..
إذا عدت ومررت يوماً هنا ..
اكتب على الركام ..
هنا دار من أحبت وأشعلت لي شمعة تلو شمعة ..
بدل من أن تلعن الظلام ..
وهي تعلم أن الحب وأنا مجرد كذبة وصرخة تم وأدها في زمن الرصاص ..
(سيرياهوم نيوز ٢-صفحة د.ريم)