مهما من ذاكرته التراثية والثقافية.
وتضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي تحدث عن رحلة صناعة العود والعزف عليه في سورية وايران، لينثر بعدها وعبر الأوتار السحرية قصص حب وفرح وحزن وحنين على خشبة المسرح بمعزوفة من مقام النهاوند بأنامل الطفلة شام خضور، وتلتها معزوفة لونغا نهاوند قدمها اليافع علي علي، وأخرى لونغا نكريز قدمها ربيع جان، أما علاقة المرأة مع آلة العود نسجت حكايتها غيثاء نقري بسماعي نهاوند.
وكان للمؤلف الموسيقي عازف العود كنان أدناوي مع الفرقة الموسيقية نصيب من الاحتفالية، حيث أخذ الجمهور إلى عوالم من مؤلفاته على آلة العود، بدأت بعزف مقطوعة بعنوان (تموز) والتي كانت الافتتاحية وتلتها معزوفة بعنوان (تحية)، ومن المقطوعات التي قدمها (الطريق إلى دمشق) تخللها ارتجالات وبعض الأنغام التراثية.
يذكر أن ملف صناعة الأعواد والعزف عليها هو العنصر الخامس الذي يدرج باسم سورية بعد تسجيل عناصر القدود الحلبية والوردة الشامية، والصقارة والقنص، وعنصر مسرح خيال الظل على لائحة التراث العالمي الإنساني، ويشكل العود كآلة جزءاً من ذاكرة السوريين وهويتهم ويومياتهم التي يعتزون بها، بما يجعل صونه واجباً إنسانياً، ولا سيما بعد فترة الحرب التي ارتفع صوتها لفترات طويلة فوق لحن الحياة.