لم تقتصر احتفالية يوم المسرح العالمي التي تقيمها مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة في هذا العام على تقديم العروض الفنية باختلاف أنواعها بل شملت اليوم تكريم الخريجيين الأكاديميين القدامى ومعرضاً للكتاب ومحاضرة علمية حول تصميم المسرح.
المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق كرم ضمن احتفالية خاصة عدداً من خريجيه القدامى وسط حضور من طلاب المعهد والفنانين والمهتمين وذلك في قاعة فواز الساجر بالمعهد.
وتخلل الاحتفالية عرضاً لمشروع السنة الثانية قدمه طلاب قسم التمثيل حمل عنوان (الدرس الأول) أشرف عليه الفنانان وسيم قزق و الفرزدق ديوب.
أما المكرمون فهم (سلوى حنا وتاج الدين ضيف الله و وضاح حلوم ومحمد مصطفى وسوزان الصالح وموفق الأحمد وسهيل جباعي).
وقال عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد في تصريح لمراسل سانا: “إننا نحتفي باليوم العالمي للمسرح من خلال تقديم عدد من العروض والفعاليات مع تكريم خريجي دفعة سنة 1987 لنجدد الترابط بين المؤسسة الأكاديمية والفنانين المحترفين وللتأكيد على أن المسرح هو فن الصدق والتواصل والدفء والحميمية وهو يعكس هموم الناس فضلاً عن التذكير بعراقة المسرح السوري”.
بدوره عبر الفنان وضاح حلوم في تصريح مماثل عن أهمية تكريمه من المكان الذي تلقى فيه معارفه في الفن عموماً وفي أبي الفنون خصوصاً مؤكداً أن المسرح السوري ظل صامداً وبقوة بوجه الظروف الصعبة وتحديات الحياة.
وألقت الفنانة مريم علي كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها هذا العام المخرج الأمريكي بيتر سيلارز وتناولت حاجة المسرح إلى رؤية ملحمية جديدة تحقق له كل عناصر التجديد والمشاركة.
كما افتتح في المعهد معرض لإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ضم حوالي 300 عنوان مختص بالمسرح وقضاياه وشجونه إضافة إلى سلسلة أعداد من مجلة الحياة المسرحية الفصلية التي تصدر عن مديرية المسارح بصورة دورية منذ 45 عاماً.
وفي حمص قدمت فرقة المسرح العمالي بالتعاون مع معهد الثقافة الشعبية عرضاً بعنوان (ذكاء وين) تأليف جماعي للفرقة وإعداد وإخراج سامر ابراهيم.
وجسد 21 ممثلاً وممثلة مجموعة من المشاهد التمثيلية تناولوا فيها الحياة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن جراء ظروف الحرب الظالمة والحصار الجائر في قالب كوميدي ساخر.
وأوضح المخرج ابراهيم لـ سانا الثقافية بأن الممثلين قدموا 14 لوحة تم توليفها بطريقة سهلة وبسيطة لتناول الحياة اليومية التي باتت تلامسنا جميعاً وترهق معيشتنا بالإضافة إلى انتقاء بعض المشاهد من مسرحية شيطان الغابة للأديب الروسي أنطون تشيخوف والحياة الزوجية للكاتب الإسباني ماكس اوب والتي تظهر المعاناة التي تعيشها بعض الأسر.
واعتبر ابراهيم أن احتفالية اليوم العالمي للمسرح التي تقيمها نقابة الفنانين بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي في حمص محطة مفصلية بالنسبة للمسرحيين في هذه المحافظة ليقدموا ما في جعبتهم ولفتح الطريق أمام المواهب الشابة للظهور.
الفنان حسين عرب رأى أن هذه التظاهرة المسرحية التي تشهدها حمص تؤكد أن الفن المسرحي هو من أهم أنواع الفنون حيث تغص القاعة كل يوم بجمهور الخشبة الشغوف رغم تفاوت العروض التي تشهدها الخشبة من حيث السوية الفنية والأدائية مع ضرورة الحفاظ على السوية التي كانت تشهدها تلك الخشبة عبر سنوات طويلة مقدمة فنانين كباراً رفدوا الحركة الفنية المسرحية في سورية.
وفي حماة استضافت قاعة المحاضرات في مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “هندسة المسرح” للمهندس المعماري مجد حجازي تناولت الدور الأساسي الذي يجسده مبنى المسرح في إنجاح العرض.
وأشار المهندس حجازي إلى أن المسرح هو تكوين هندسي معماري معقد يستوجب الكثير من الدراسة والشروط ليؤدي دوره على أكمل وجه لأنه يشمل خشبة المسرح التي تؤدي عليها العروض بالإضافة إلى قاعة المتفرجين وقاعات أخرى للإدارة ولاستعداد الممثلين.
واستعرض حجازي بالصور أنواع المسارح منها المفتوح والإغريقي والروماني ومسرحي الألعاب الرياضية والمتعدد الأغراض مبيناً الاعتبارات الواجب مراعاتها عند تصميم المسارح التي تشمل المداخل والمخارج والأسقف وزوايا النظر الأفقية والرأسية والكراسي وغيرها.
وختم حجازي محاضرته بأن المسارح ودور الفنون والثقافة يجب الاعتناء بتصميمها لكي لا تنفر المشاهدين من زيارتها مع ضرورة توفير أقصى درجات الراحة في المشاهدة والجلوس بالمسرح وتحقيق المتعة والفائدة من الزيارة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا