في ظل تصاعد الهجمات السيبرانية على مستوى العالم، تشهد سوريا مؤخراً موجة من الاتصالات المشبوهة عبر تطبيق “واتساب”، تُجرى من أرقام دولية غير معروفة، وغالباً ما تحمل صوراً جذابة لنساء، بغرض استدراج المستخدمين للنقر أو الرد، ما يفتح الباب أمام اختراق الهاتف والوصول إلى البيانات الشخصية.
أنواع الهجمات السيبرانية عبر “واتساب”
أولاً، هجمات الهندسة الاجتماعية (Social Engineering):تعتمد على الخداع النفسي عبر صور مغرية أو أسماء وهمية لإقناع الضحية بالرد أو النقر على روابط خبيثة.
ثانياً، التصيد الاحتيالي (Phishing):بعد الرد على المكالمة، قد تُرسل روابط تبدو رسمية لكنها تؤدي إلى تثبيت برمجيات تجسس.
ثالثاً، برمجيات الوصول عن بُعد (RATs):بمجرد فتح اتصال أو الرد على مكالمة معينة، قد يتمكن المهاجم من زرع تطبيقات تسمح له بالتحكم الكامل بالجهاز، ونسخ محتواه.
رابعاً، الاحتيال المالي (Scam):يقوم المهاجم بإيهام الضحية بعروض مالية، أو تهديدات قانونية مزيفة، لدفع مبالغ مالية أو تقديم معلومات حساسة.
لماذا تستهدف هذه الهجمات السوريين؟
أولاً، ضعف التوعية الرقمية: يُعد غياب الثقافة السيبرانية أحد الأسباب التي تجعل السوريين أهدافاً سهلة لهذه الهجمات.
ثانياً، الظروف الاقتصادية الصعبة: يستغل المخترقون حاجة الناس لعروض العمل أو المساعدات المالية كطُعم لجذب الضحايا.
ثالثاً، كثافة استخدام “واتساب”: يُستخدم التطبيق على نطاق واسع في سوريا للتواصل والعمل، ما يجعله منصة مثالية للمهاجمين.
رابعاً، الفوضى المعلوماتية: في أوقات الأزمات، تنتشر الشائعات والرسائل المزيفة، ما يساعد على تمرير الهجمات دون تدقيق.
كيف تحمي نفسك من هذه الهجمات؟
أولاً، لا ترد على الأرقام الدولية غير المعروفة، خاصة تلك التي تستخدم صوراً مثيرة للشك.
ثانياً، قم بحظر أي جهة اتصال غريبة فوراً من داخل التطبيق.
ثالثاً، لا تنقر على أي رابط يُرسل إليك من مصدر مجهول، حتى لو بدا مألوفاً.
رابعاً، فعّل المصادقة الثنائية (Two-Step Verification) لحسابك على واتساب.
خامساً، ثبّت تطبيقات الحماية الموثوقة ولا تمنح أذونات عشوائية لأي تطبيق.
سادساً، احرص على تحديث نظام التشغيل باستمرار لسد الثغرات الأمنية.
ختاماً..
في مواجهة هذا النوع المتزايد من الهجمات السيبرانية، لم يعد الاكتفاء بالحذر خياراً، بل أصبح الوعي الرقمي ضرورة وطنية ومجتمعية، فالهاتف الذكي لم يعد مجرد وسيلة اتصال، بل بوابة مفتوحة على عالمك الشخصي والمهني، وأي ثغرة قد تُستغل لتقويض خصوصيتك أو سرقة بياناتك.
لذلك، فإن تبني ثقافة الحماية الإلكترونية، والمبادرة بالإبلاغ عن أي نشاط مريب، ومشاركة التوعية مع الآخرين، هي خطوات أساسية في تحصين مجتمعنا ضد هذه الأخطار، لنجعل من كل مواطن خط دفاع رقمي، لأن أمننا السيبراني يبدأ من وعينا الفردي.