في تقدم علمي قد يبدّل الطريقة التي يُجرى بها تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، توصل فريق من الباحثين الأوروبيين والأميركيين إلى أن اختبارات دم معروفة ولكنها غير مستخدمة على نطاق واسع قد تكون أكثر دقة من فحوص الكوليسترول التقليدية في التنبؤ بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الدراسة التي نُشرت في «مجلة القلب الأوروبية» في 28 نيسان (أبريل) الماضي، وشارك فيها باحثون من جامعات أوروبية عدة بالتعاون مع «جامعة هارفارد» الأميركية، أوصت بالاعتماد على قياسين محددين لمستويات نوعين من البروتينات في الدم: «أبوليبوبروتين بي» (Apolipoprotein B) و«البروتين الدهني إيه» (Lipoprotein A)، بدلاً من الاعتماد الكامل على قياس الكوليسترول التقليدي.
دقة أعلى في كشف الخطر
وأوضح أحد المشاركين في الدراسة، وزميل ما بعد الدكتوراه في «جامعة تشالمرز» السويدية، الدكتور جايكوب مورزه، أن فحص الكوليسترول المتبع حالياً لا يزال مفيداً، ولكنه «قد يُقلل من تقدير خطر الإصابة لدى بعض المرضى»، إذ لا يقدم صورة واضحة عن العدد الفعلي لجزيئات الكوليسترول الضار في الدم، بعكس فحص «أبوليبوبروتين بي» الذي يعكس العدد الإجمالي لهذه الجزيئات.
كما أظهرت الدراسة أن فحص «البروتين الدهني إيه»، الذي ترتبط مستوياته بالعوامل الوراثية وغالباً ما يُغفل الأطباء عن قياسه، يلعب دوراً كبيراً في تقييم خطر الإصابة، خصوصاً عند الأشخاص الذين لا تبدو مؤشراتهم التقليدية مقلقة.
البروتينات الدهنية ودورها في صحة القلب
يتنقل الكوليسترول في الدم عبر ما يُعرف بـالبروتينات الدهنية (*lipoproteins*)، وتنقسم هذه البروتينات إلى أنواع رئيسية منها:
– البروتين الدهني المنخفض الكثافة (*LDL*)
– البروتين الدهني المنخفض الكثافة جداً (*VLDL*)
– البروتين الدهني إيه (*Lipoprotein A*)
وتشترك جميعها في حمل بروتين «أبوليبوبروتين بي» على سطحها، وهو ما يجعل قياس هذا البروتين مؤشراً دقيقاً إلى كمية الكوليسترول الضار المتداول في الجسم. وعندما ترتفع مستويات هذه البروتينات، فإنها تترسب على جدران الأوعية الدموية وتشكل لويحات دهنية تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات.
أما البروتين الدهني العالي الكثافة (HDL)، فيُعرف بالكوليسترول الجيد، وتكمن وظيفته في التخلص من الكوليسترول الزائد عبر الكبد.
خطوة وقائية ممكنة
ويُشار إلى أن اختباري «أبوليبوبروتين بي» و«البروتين الدهني إيه» ليسا جديدين في عالم المختبرات، بل متوافران منذ سنوات، غير أن الدراسة تؤكد أهمية إعادة النظر في استخدامهما كوسيلة أولى للتنبؤ بالخطر القلبي، لا سيما لمن لديهم عوامل وراثية أو تاريخ عائلي مع المرض.
والجدير بالذكر أنه، بحسب «منظمة الصحة العالمية»، تظل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفيات عالمياً، ولكن يمكن تفادي جزء كبير منها عبر تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، تحسين النظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني بانتظام.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار