في الوقت الذي تظهر فيه الأعراض النفسية كعلامات أولية للاكتئاب، تشير الأبحاث إلى أن هناك جوانبًا جسدية لهذا المرض المعقد. يتبع العلماء والأطباء الآن نهجًا جديدًا باستخدام تحليل التمثيل الغذائي لفهم الأمراض العقلية وتطوير وسائل جديدة لتشخيصها وعلاجها والوقاية منها.
في دراسة نشرت مؤخرًا في دورية “ترانسليشن سيكتري”، قام باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالكشف عن صلة محتملة بين التمثيل الغذائي الخلوي والاكتئاب. اكتشفوا وجود مركبات في دماء الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب ويفكرون في الانتحار، مما يمكن تحديد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الانتحار. أظهرت الدراسة أيضًا اختلافات جنسية في تأثير الاكتئاب على استقلاب الخلايا.
روبرت نافيوكس، أستاذ طب الأطفال وعلم الأمراض في جامعة كاليفورنيا، يشير إلى أن “الأمراض العقلية لها تأثيرات جسدية تتعدى الدماغ”. يقول أن فهم تأثير كيمياء الجسم على حالتنا النفسية كان صعبًا في الماضي، ولكن تقنيات حديثة مثل علم التمثيل الغذائي تساعد على فهم التفاعلات الخلوية.
خلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل دماء مشاركين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج والتفكير في الانتحار، وجمعوا أيضًا عينات من أفراد أصحاء. اكتشفوا خمس مركبات يمكن استخدامها كمؤشرات حيوية لتصنيف المرضى، مما يفتح الباب لفهم أعماق الاكتئاب والتحدث عن تغييراته الأيضية.
وفقًا لنافيوكس، “تعتبر هذه النتائج خطوة مهمة في التشخيص، ولكنها تفتح أيضًا محادثة أوسع حول العوامل التي تؤدي إلى هذه التغييرات الأيضية”. يشير إلى أن هذا يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتدخل في عملية التمثيل الغذائي لمساعدة المرضى على الاستجابة بشكل أفضل للعلاج.
تتنوع هذه الاكتشافات الجديدة في الفهم العلمي للاكتئاب، وتوفر فرصًا جديدة لتطوير استراتيجيات العلاج والتشخيص، مما قد يسهم في تحسين رعاية الأفراد المصابين بهذا المرض المعقد.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم