آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » اختتام «المنتدى الصيني – الأفريقي»: بكين تملأ «الفراغ» الغربي

اختتام «المنتدى الصيني – الأفريقي»: بكين تملأ «الفراغ» الغربي

ريم هاني

لم ينتظر عدد من المراقبين وصنّاع السياسة في الغرب انطلاق «المنتدى الصيني – الأفريقي» حتى، ليعبّروا عن «مخاوفهم» من النمو المطّرد في العلاقات الأفريقية – الصينية، محذرين من أن بكين تسعى إلى «استمالة» دول عالم الجنوب في مواجهة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة. ووصف تقرير نشره «المجلس الأطلسي»، نهاية الشهر الماضي، المنتدى الأخير الذي صنّفته الخارجية الصينية، في وقت سابق، على أنّه «أكبر حدث ديبلوماسي استضافته الصين في السنوات الأخيرة»، بأنّه ليس سوى واحد من «سلسلة» من البرامج والمبادرات والتجمعات التي أطلقتها بكين، لتشديد الأواصر الديبلوماسية والأعمال والتجارة، مع الدول في جميع أنحاء الجنوب العالمي، بعدما كان لدى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ما يكفي من «البصيرة»، للمس الإحباط في العالم النامي وتطلّعاته، «والاستفادة» منها لتنمية النفوذ السياسي والاقتصادي لبلاده في العالم، في وقت أصبح فيه شي، طبقاً للتقرير، يتبنّى، في السنوات الماضية، نهجاً «أكثر عداءً» تجاه الولايات المتحدة على الساحة العالمية. وفي أعقاب انطلاق المنتدى، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأنّ الصين جمعت القادة وكبار المسؤولين من أكثر من 50 دولة أفريقية هذا الأسبوع في بكين، وأقامت لهم المهرجانات، فيما صوّر شي جين بينغ، بلاده على أنها «المدافعة عن العالم النامي»، ما يمكن أن يدفع بالغرب إلى البدء بـ«الاستماع إلى أصوات الدول الفقيرة». وتنقل الصحيفة نفسها عن إريك أولاندر، رئيس تحرير موقع «China-Global South Project»، قوله إن الصين «تحاول الاستفادة من الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وأوروبا، اللتان تنفصلان بشكل متزايد عن أفريقيا». وفي ظل «تراجع» العلاقات الصينية مع كل من الولايات المتحدة، يرى مراقبون آخرون، في حديث إلى الصحيفة، أن أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم الجنوبي ستصبح بمنزلة أسواق مهمّة للصين، وتحديداً في ما يتعلق بمنتجات التكنولوجيا الجديدة، مثل ألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.

واللافت، أنّه في حين تدأب بكين، عادةً، على التأكيد أنّ شراكاتها لا تستهدف «أي طرف ثالث»، إلا أنّه لدى حديث المراقبين، من كلا البلدين، عن التعاون الصيني – الأفريقي، هذه المرة، لم يخفِ هؤلاء الرغبة الأفريقية المتزايدة في إيجاد مسار بديل من الهيمنة الغربية، كسبيل لتحقيق التقدم. وفي السياق، تنقل صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، عن خبراء أفارقة، قولهم إنّه «بالنسبة إلى البلدان الأفريقية، التي عانت بشدة من تدخلات القوى الخارجية في الماضي، تمكنت الصين، التي عانت، بدورها، ذات مرة، من النهب الاستعماري»، من «تبديد الاعتقاد الخاطئ» بأن «التحديث يساوي التغريب»، وأطلقت مساراً جديداً قائماً على «الاستقلال والحكم الذاتي». كما تنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إنّ التحديث على النمط الصيني، أعطى أفريقيا والعالم «خياراً آخر» يختلف عمّا يطرحه الغرب، ويركز بشكل أكبر على إيجاد مسار يتلاءم بشكل أكبر مع الظروف الخاصة بالبلد الآخر، وإنه يمكن اعتبار الصين بمنزلة مرجع «أكثر إفادة»، نظراً إلى أنّها تتشارك مع الدول الأفريقية «الخلفيات التاريخية المتشابهة، ونقاط انطلاق متماثلة، ومهمة مشتركة تتمثل في ضرورة التحول السريع»، ما يجعل التعاون «أمراً بالغ الأهمية».

اعتبر شي أنّ النهج الغربي تسبّب في «معاناة هائلة» للدول النامية

 

وقبل توجّههم إلى بكين لحضور المنتدى، زار عدد من قادة الدول الأفريقية بعض المدن الصينية، التي حققت نهضتها الاقتصادية بعد إطلاق سياسة «الانفتاح والإصلاح»، وعلى رأسها شنغهاي وتشينجن. ومن جهته، أكّد الرئيس الصيني، الذي كان قد أجرى اجتماعات ثنائية مع عشرات القادة الأفارقة في الأيام التي سبقت انطلاق أعمال المؤتمر، الخميس، أنّ «التحديث حق لا يمكن المس به لجميع الدول»، مشيراً إلى أنّ «النهج الغربي تجاه ذلك التحديث تسبب في معاناة هائلة للدول النامية». وأسفرت الاجتماعات الثنائية المشار إليها عن الإعلان عن عدة مشاريع ثنائية، على رأسها رفع العلاقات الثنائية بين الصين وكل من الكاميرون وليبيا إلى مستوى «الشراكة الإستراتيجية الشاملة»، وتوقيع شي، الأربعاء، مع كل من الرئيسة التنزانية، سامية سولوهو حسن، والرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما، مذكرة تفاهم بشأن مشروع تنشيط السكك الحديد بين تنزانيا وزامبيا.

 

الاستثمارات «الصغيرة»

وفي حين يضغط بعض القادة الأفارقة من أجل جعل التعاون الصيني أكثر مواءمة لأهداف التنمية في القارة، وتوسيع صادراتهم بشكل يضمن تقليل العجز التجاري مع الصين، التي أصبحت أكبر شريك في التجارة الثنائية مع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ووسط انتقادات لبكين بأن إعطاءها الأولويات للبنية التحتية باهظة الثمن، على حساب خلق الأعمال والوظائف المحلية، زاد من الديون المتراكمة في بعض الدول الأفريقية، فقد وعد شي بخلق مليون فرصة عمل في القارة السمراء، وأعلن تقديم قروض ومساعدات واستثمارات بقيمة 50 مليار دولار لها، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مشيراً إلى أنه سيتم تقسيم التمويل بين 30 مشروع بنية تحتية، وألف مشروع أصغر، تركز على تحسين «سبل العيش».

كما أكد شي أنّ الصين ستلغي الرسوم الجمركية على منتجات معظم الدول الأفقر في العالم، من ضمنها 33 دولة في أفريقيا، في توسيع للإعفاءات الجمركية الموجودة بالفعل. وكان لافتاً، أيضاً، إعلان الرئيس الصيني عن 140 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وأن الصين ستدرب 6 آلاف عسكري وألف ضابط شرطة في أفريقيا، ونيّتها دعوة ألف سياسي أفريقي إلى الصين لمناقشة أساليب الحكم. وتندرج بعض هذه المبادرات في إطار ما سمّاها شي «إجراءات الشراكة العشرة»، والتي تشمل تدريب السياسيين الأفارقة، وانفتاحاً إضافياً على السوق الصينية، والتدريب المهني والتقني، ومشاريع الطاقة الخضراء، وغيرها.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استقرار أسعار الذهب

    استقرت أسعار الذهب اليوم وسط تقييم المستثمرين لاحتمالات إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” خفضاً كبيراً للفائدة في وقت لاحق من اليوم. ...