اعتبر وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن الإرهاب والعدوان والحصار الظالم والإجراءات القسرية الأحادية الجانب لا يمكنها أن تثني إرادة الشعب السوري عن مواصلة المقاومة والصمود، لافتاً إلى الفرص الاقتصادية الواسعة المتوافرة للتعاون بين سورية وإيران بما يوجب العمل لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.
المقداد الذي اختتم زيارته لإيران أمس، أشار خلال لقائه مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، إلى العمق التاريخي للعلاقات بين سورية وإيران، لافتاً إلى بلوغها مرحلة بات من الصعب النيل منها بفضل صمود شعبي البلدين وحكمة قيادتيهما.
من جانبه، أكد ولايتي مواصلة إيران وقوفها إلى جانب سورية قيادة وشعباً ودعمها الراسخ والمتواصل لها على كل الصعد، منوهاً بالإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب والتي أسست لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في كل المجالات والميادين.
وخلال اللقاء الذي جمعه مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أكد المقداد أن استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني على سورية يعطي مثالاً حقيقياً عن الإرهاب ويشكل عملاً استفزازياً.
ولفت إلى الفرص الاقتصادية الواسعة المتوافرة للتعاون بين سورية وإيران بما يوجب العمل لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، داعياً إلى زيادة حضور الشركات الإيرانية من القطاعين العام والخاص في السوق السورية.
من جانبه، أدان شمخاني اعتداءات الكيان الصهيوني المستمرة على الأراضي السورية، مؤكداً أنها استمرار لاعتداءات الكيان الوحشية على فلسطين ولبنان، مشدداً على أن المقاومة والصمود هما الطريق الوحيد لاجتثاث الغدة الصهيونية السرطانية من المنطقة.
كما بحث المقداد ووزير الطرق وبناء المدن ورئيس اللجنة الوزارية المشتركة من الجانب الإيراني رستم قاسمي، سبل تعزيز العلاقات والتعاون في المجال الاقتصادي والزيارة المرتقبة للوزير قاسمي إلى سورية.
وأكد المقداد ضرورة تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين ودراسة توقيع اتفاقيات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه الشعبين السوري والإيراني والمتمثلة بالإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب.
من جانبه شدد قاسمي على تطلعه إلى زيارة سورية والعمل على ضمان الخروج بنتائج إيجابية في مجال تفعيل التعاون الاقتصادي بين سورية وإيران وتحقيق الأهداف المتوخاة في زيادة هذا التعاون وتعزيزه.
حضر اللقاءات نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري وسفير سورية في طهران شفيق ديوب، وعبدالله حلاق ورؤى شربجي من مكتب الوزير، وتوفيق أبوغالون من السفارة السورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» وصف السفير ديوب نتائج زيارة المقداد لإيران بالمثمرة والإيجابية للغاية وستشكل نقلة نوعية في العلاقات الإستراتيجية القائمة بين البلدين ولاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري.
ولفت إلى أنه تم الاتفاق خلال هذه الزيارة على توسيع وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في المجالات كافة لمصلحة البلدين والشعبين، وقال: «بالإضافة إلى ذلك تم خلال الزيارة بحث كل القضايا الإقليمية والدولية والتطورات التي تشهدها المنطقة وكانت وجهات النظر متطابقة بشأنها، وتم الاتفاق على تعزيز التواصل والتنسيق بين البلدين، وبما يخدم العلاقات السورية- الإيرانية وتهدئة الأجواء في المنطقة بما يعزز الأمن والاستقرار فيها».
وأشار السفير ديوب إلى الرسالة التي حملها الوزير المقداد للرئيس الإيراني رئيسي والتي تضمنت دعوة الرئيس بشار الأسد لنظيره الإيراني لزيارة سورية، حيث أعرب الرئيس الإيراني عن ترحيبه بالدعوة واستعداده لتلبيتها في أقرب فرصة.
سيرياهوم نيوز-الوطن