وائل علي
لابد من الاهتداء للطريقة التي تجعلنا نتفادى، أو لنقل نقلل من، انعكاسات اختناقات وشح توريدات المشتقات النفطية المختلفة التي تكون سببا في الكثير من الأزمات والضغوطات والمنغصات..
وإذا كنا ندرك جيدا حجم الصعوبات المادية واللوجيستية المحيطة، بحكم العقوبات الدولية الجائرة تارة، والتعقيدات الإدارية المتشعبة تارة أخرى، يظل الحرص على انتظام التوريدات – ما أمكن – أمرا غاية في الأهمية يجنبنا الوقوع في الكثير من المطبات والمشكلات والتخفيف من الضغوط، وما يتشعب عنها، بما فيها النفسية بطبيعة الحال…
وليس بخاف أن المكاشفة والمصارحة بواقع التوريدات ومواعيدها، وزمن وصول رسالة المحروقات المعتمدة في كل مرة، أفضل ألف مرة من تركه عرضة للمفاجٱت والقيل والقال، ويخلصنا من آلاعيب السوق السوداء التي تزدهر وتنشط وتشتد وتنمو في زمن القلة والندرة وضبابية المعلومة وغياب الخبر كما هو معلوم…
ولا شك أن التنسيق والمتابعة بين الجهات المتشعبة ذات العلاقة التي تدير هذا الملف الشائك المتشابك المعقد، وتتصدى لعقباته وصعوباته ومتابعاته ومستجداته، سيخفف من وقع المفاجآت المسيئة غير المحسوبة على كل الصعد، ولعل مشاهد النقل البشعة – على سبيل المثال – إلى جانب وفرة تلك المشتقات النفطية المهربة والنظامية، في السوق السوداء، وعلى الطرقات والأوتواسترادات، يقدم صورة قاتمة فاضحة عن مدى الفشل الذي يحيط بمعالجاته التي لم تستطع أي جهة تقديم ولو إجابة مقنعة واحدة عن مبرراته، اللهم تكرار اسطوانة تأخر التوريدات وتقاذف المسؤوليات والتنصل منها، و”تسويف” العمل على تفاديها في المرات القادمة وهكذا…!!
إننا نعتقد أن إيلاء معالجة ملف التوريدات النفطية الأهمية التي يستحقها على ضوء المعطيات والمستجدات والمتغيرات الطارئة من قبل لجنة الطاقة التي شكلت مؤخرا برئاسة وزير النفط سيغير الكثير ويوصلنا لنتائج معقولة وربما مقبولة، لا سيما أننا الشتاء يدق أبوابه مبكرا.. وفهمكم كفاية!!
(سيرياهوم نيوز2-اليعث)