غانم محمد
هكذا، وبكل بساطة، يرفعون سعر خدمات الاتصالات بحجة تحسين جودة الخدمة واستمرارها، ولا ينتظرون قياس ردّة فعل المستهلك عليها، بل توضع موضع التنفيذ دون أي حساب أدنى حدّ لرجع الصدى، والمشكلة أن الخدمة وخاصة فيما يتعلق بالإنترنت من سيئ إلى أسوأ!
أسعار الأدوية لا تعرف توقّفاً لجنونها، ومع هذا فالكثير من أنواعها مفقود، ولا ضوابط للسعر، ولا لآليات البيع، فالدواء هو الآخر يخضع لمزاج الصيدلي، يعطيه لمن يشاء، ويحجبه عمن يشاء، وكأنه يبيع شوكولاته أو موالح!
لا داعي لأقدّم الدليل، وما على أي شخص يريد التأكد إلا أن يذهب لأي صيدلية ويسأل عن دواء الضغط (ديزرتيك) ويسمع الجواب بأذنه!
وحدها، البندورة، ومع أول غيث جنيها في سهل عكار ومنطقة بانياس، انخفض سعرها، رغم الإعلان سابقاً عن السماح بتصديرها ضمن سلة خضار أخرى إلى العراق، الأمر الذي كان يجب أن يرفع سعرها لا أن يخفّضه، ولدى السؤال والتمحيص، تبيّن أن العديد من سائقي البرادات الشاحنة يمتنعون عن نقل الخضار إلى العراق وإلى الأسواق الداخلية بسبب التكلفة العالية جداً من محروقات وغير ذلك أي (محل ما … شنقوه)!
هذا لسان حال المنتج، ومن حقه أن يكرر النتيجة التي يقتنع بها، وهي أن هناك من يحاربه بلقمة عيشه، لأن الأمر يتكرر كل سنة في مثل هذا الوقت.
فقط، ما نريد قوله، ودون أن يكون بإمكاننا التدخل بشكل واقعي في معادلات السوق (إنتاج، توزيع، استهلاك، تكلفة، ربح..)، ما يجب أن يقال هو أن الدراسة لأي شيء مفقودة، أو غير مدروسة جيداً، وإلا لما تكررت الأخطاء من حبة البندورة إلى حبّة الديزرتيك…
عافاكم الله وإيانا، وجعل موائدكم عامرة بالبندورة والخيار، والفجل، وغير ذلك من مظاهر الرفاهية التي لا تليق إلا بنا!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٣)