الرئيسية » كلمة حرة » ادفع بالتي هي أحسن… ضرائب!

ادفع بالتي هي أحسن… ضرائب!

| د. سعـد بساطـة

الضرائب ثقافة وأخلاق في أي مجتمع، قبل أن تكون حقّاً للدولة، وقبل أن تكون التزاماً على كل شخص يكسب القدر الذي يرتب عليه هذا الالتزام!.

الضريبة تعـريفاً هي مبلغ نقدي تتقاضاه الدولة من الأشخاص والمؤسسات بهدف تمويل نفقات الدولة لتمويل كل القطاعات التي تصرف عليها كالجيش، والشرطة، والتعليم والصحة. ولدعم سلع وقطاعات معينة، والصرف على البنية التحتية. وعادة ما تعهد وظيفة جمع الضرائب وتوزيعها على القطاعات المختلفة لوزارة المالية بعد تحديد الميزانيات. قديماً كانت الضريبة تتكون من مبالغ نقدية وعطايا عينية (كأن يعطي فلاح جزءاً من محصوله كضريبة مثلاً) إلا أنها اليوم تكاد تكون حصراً على النقود. وتوجد هناك عدة أنواع للضرائب، تختلف من دولة إلى أخرى.

وما زال التهرب من الضرائب (في اليابان على سبيل المثال) جريمة مُخِلّة بالشرف، ولذلك، فالمواطن هناك يمكن أن يتورط في أي جريمة، إلا أن تكون هذه الجريمة هي التهرب من دفع جزء من الضريبة المستحقة عليه، ويقولون هناك إنك تستطيع الهروب من أي شيء.. إلا الضرائب والموت!!..

يقال إن ثريا – صاحب محل تجاري – فوجئ بشخص غـريب يقف أمامه؛ فسأله بذعـر: «من أنت؟» أجاب الشخص: «أنا ملك الموت»؛ هنا انفرجت أسارير صاحبنا؛ وقال: «خضيتني؛ افتكرتك: مصلحة الضرائب»..!

قام أستاذ المحاسبة بتقديم محاضرة عـن الفرق بين التهرب الضريبي وتجنب الضريبة؛ بنهايتها سأل أحد طلابه اللامعـين عـن الفرق بينهما؛ أجاب بكلمة واحدة: «السجن»!

في العـصور الإسلامية؛ كانت الضريبة هي: الزكاة؛ ويصرفها أمير المؤمنين في شؤون الدولة (يقال إنه في إحدى الحقب المزدهرة تم نثر البذور في أعـالي الجبال؛ كي لا يجوع طير..).

يميل كثيرون للتهرب الضريبي؛ والأسباب مختلفة [بخل- جهل بالهدف منها – شعـورهم بأنّ الخدمات لا تتناسب مع ما يدفعـون… إلخ].

ولأن هذا هو الحاصل، فإن أي مواطن لا يجد حرجاً في مساءلة أي مسؤول في العلن، ولسان حاله يقول: أنا دافع ضرائب!.

هنالك أنواع للضرائب: والمباشرة هي أن يقوم المكلف من تلقاء نفسه بتسديد ما في ذمته.

ولا ننسى الضرائب الثابتة؛ والتصاعـدية (التي تتنامى مع زيادة الأرباح).

يميل المكلـّف في الغـرب للتبرع للجهات الخيرية والتنموية، لكون تلك الأموال تقتطع من تكليفه المالي، إضافة للحظوة التي ينالها في المجتمع؛ ولا ننسى فهنالك العـديد من المكتبات المهمة والجامعـات، نتاج تبرع فردي. ونذكر هنا بيل غيتس ووارين بافيت صاحبي ثروات بمئات مليارات الدولارات؛ أنهما تبرعا بجل ثروتهما لمشاريع صحية (مساعـدة عـلاج السرطان؛ حفظ البيئة).

في بلد عـربي مجاور؛ لا تزال ضريبة هوائي (الذي يرتفع عـلى سطوح المنازل) التلفزيون سارية المفعول، بالرغـم من اندثاره؛ ووجود الساتالايت والإنترنت؛ والهوائي لا يبارح فاتورة الضرائب!

لعـلكم لا تعـلمون أن زعـيم المافيا الشهير قبض عـليه في أميركا بمنتصف القرن الماضي؛ لا لجريمة قتل أو تهديد أو تهريب، بل للتهرب من الضرائب؛ وقال جملته المأثورة: (لا يمكنكم أن تفرضوا ضرائب قانونية عـلى أموال غـير قانونية)!

أما ألبيرت آينشتاين صاحب النظرية النسبية فاعـترف بعـجزه (أصعـب شيء في العـالم فهم كيف يحسبون ضريبة الدخل)!

ختاماً العـدل المطلق لا يوجد في زمننا؛ ولكن إن أحس المواطن قليلاً بضغـط الضريبة عـليه؛ فعـزاؤه أنها ستتحوّل إلى خدمات في بلده ولمواطنيــه.

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

يسألونك عن أمريكا؟!

  سمير حماد يسألونك عن أمريكا ؟ أخطبوط المال والأعمال والسياسة والأذرع الممتدة على امتداد الكرة الأرضية, حيثما ارتُكبت جريمة حرب أو تغيير سياسي أوانقلاب ...