سلمان عيسى
يؤكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن سعر كيلو السكر الذي تحصل عليه الحكومة يصل إلى 4150 ل.س، ولازالت الحكومة توزعه على المواطنين بسعر 1000 ل.س، وهذا كلام لا يمكننا مناقشته او التشكيك به، فقد استلمت شخصيا مخصصات عائلتي ( المدعومة ) من المواد المدعومة بسعر ١٠٠٠ ليرة لكل كيلو سكر ومثلها للرز ..
لكن السؤال هو : لماذا وصل سعر السكر في السوق الى اكثر من سبعة آلاف ليرة ؟ ..اين هو دور الرقابة .. واين نتائج اجتماعات الوزير المتكررة مع التجار والمستوردين ..؟ اذا كانت الوزارة ومديرياتها في المحافظات ودورياتها في الاسواق يعلمون ذلك .. ويرون بأم العين ان السكر والارز يباع بأكثر من سبعة آلاف للكيلو .. ويعلمون ان ذلك من المخالفات التي تستلزم اتخاذ عقوبات رادعة .. فلم لا يفعلون ..؟
السعر المناسب للسكر يفترض ان يكون ٤١٥٠ مضافا اليه ٢٠% لكل الحلقات التجارية من الجملة الى نصف الجملة ..الخ . ماذا يعني هذا ؟
يعني هذا ان هناك خرق للأجهزة الرقابية .. وتهاون واضح في قمع هذه المخالفات .. بل وموافقة ضمنية من الوزارة على استفحال الاسعار .. اي عدم ضبطها.
تقوم الحكومة بشراء القمح من الفلاحين بسعر ١٨٠٠ ليرة سورية .. ولتشجيعهم على توريد القمح الى مراكز الاستلام تقوم بمنحهم ٢٠٠ ليرة مكافأة عن كل كيلو غرام .. والسورية للتجارة كانت تبيع كيلو البرغل ( المنتج محليا ) ب ٤٠٠٠ ليرة قبل ان تدرجه وزارة الحماية على قائمة المواد المدعومة وتبيعه على البطاقة حيث أصبح يباع ب ٥٠٠٠ ليرة بينما يباع الكيلو في السوق ب ٥٥٠٠ – ٦٠٠٠ ليرة..
الحكومة، وحتى لا تثبت سعر شراء القمح من الفلاحين تقوم ( بالتلاعب ) بالمصطلحات .. فتضع مكافأة، بدلا من تحديد السعر ب ٢٠٠٠ ليرة. علما انها تستورد القمح بأضعاف السعر المحلي .. ( ٤١٥ دولارا للطن الواحد ) ..
ليس هذا موضوعنا .. المهم لماذا يصل سعر البرغل المنتج محليا .. من القمح المحلي الى ٥٠٠٠ ليرة؟ وبفوارق زهيدة عن السوق ..تكلفة انتاج الكيلو من البرغل ٢٠٠٠ ليرة مضافا اليها ٥٠٠ ليرة كحد اقصى للسلق والجرش والتغليف .. اين التدخل الايجابي في هذا .. ولماذ يباع بزيادة تصل الى خمسة اضعاف الرز( على البطاقة ) وهو مادة مستوردة ..؟
في الغالب تكون الصفقات في المواد المستوردة حيث تتدخل فيها عدة عوامل مثل اسعار الصرف والحصار وقانون قيصر .. وارتفاع اجور النقل عالميا بسبب زيادة اسعار النفط .. اما البرغل ..؟!
لماذا لا يتساوى سعره مع الرز والسكر .. هل يعني هذا ان يصبح الحصول على ( مسامير الركب ) امرا ليس باليسير ..
بكل الاحوال فأن تصريح الوزير اعطى مفاعيل عكسية لما كان يريد وفتح ابواب كثيرة للتأويل ليس اولها المقارنة بين اسعار السكر والرز من جهة والبرغل من جهة ثانية .. اراد الوزير ان ( يكحّلها فعماها ) .. كل الشكر للوزير لأنه اكد على انه لا يوجد نية لرفع سعر أي مادة مدعومة.. وهذا مصدر قلق يجعلنا نترقب عكس ذلك اولاً بأول ..؟!
(سيرياهوم نيوز1-خاص)