الرئيسية » قضايا و تحقيقات » ارتفاع أسعار الفروج ..إحجام المربين وخسائر بالملايين وحلم منسي لأصحاب الدخل المحدود والصيحات تتعالى لتحقيق استقرار بالسعر والإنتاج

ارتفاع أسعار الفروج ..إحجام المربين وخسائر بالملايين وحلم منسي لأصحاب الدخل المحدود والصيحات تتعالى لتحقيق استقرار بالسعر والإنتاج

 فادية مجد:

أصبح شراء فروج واحد حلماً منسياً لدى أصحاب الدخل المحدود ليتذرعوا بأن البروتين الزائد يضر بالجسم ، وعليه يجب غض النظر والحفاظ على الصحة والجيبة ؟!
ولتشهد السوق المحلية أيضا قلة في عرض المادة بسبب عزوف اغلب المربين عن تربية الفروج جراء خسارتهم الكبيرة التي تقدر بالملايين ؟!
أحاديث ذات شجون لمربين ومستهلكين وكل من له علاقة بتلك المصلحة والقاسم المشترك بينهم هو الشكوى علّ صيحاتهم التي أطلقوها منذ أكثر من سنة يصل صداها للجهات المعنية بالأمر . ومن المعروف أن لكل معضلة حلا ، وكل عقدة يمكن فكها ولو وجدنا صعوبة في البداية.

*أسعار محلقة تأبى الهبوط ..
فمن حق المواطن أن يشتري لحم الفروج كمادة غذائية أساسية ويجب ألا يحرم منها و بسعر منطقي دون أن يحلق السعر بعيدا ليصبح حكرا على الطبقة المخملية .
كما من حق المربي أيضا الذي يعيش على تربية الفروج أن يسترزق من باب التربية الوحيد كمصدر معيشة له وألا يذوق المعاناة والخسائر المتلاحقة ، هذه المصلحة التي يعمل بها حوالي ٢٠ بالمائة من سكان سورية ويعيلون أسرا منها من مربين وباعة وأصحاب مطاعم وعمال وغيرهم.

تذبذب أسعار مادة الفروج كل فترة وارتفاعها غير المقبول ومن ثم انخفاض السعر والذي يبقى غير مناسب مع دخول مواطنينا باب الاستفهام الذي فتح ولم يغلق بعد بأسعار محلقة تأبى الهبوط ولكن إلى متى؟
من خلال تحقيقنا التالي نرصد آراء متعددة لمربي وباعة فروج ومستهلكين وجهات معنية وسؤالنا العريض لماذا لا تعمل الجهات المعنية على تحقيق استقرار في السعر والإنتاج بما يحقق مصلحة المربي والمستهلك معا وما هي معاناة المربين وانعكاس تلك الارتفاعات عليهم وعلى المستهلكين فماذا قالوا ؟

*المربون: لن ندلي بأي كلام بعد اليوم ..
البداية كانت بلقاء بعض المربين الذين رفضوا التحدث عن معاناتهم لوصولهم لمرحلة لم يعودوا يثقون بالوعود الكثيرة التي لم يتحقق منها شيء ، قائلين ما نفع الكلام ؟! تكلمنا كثيرا ولم يسمع معاناتنا احد ولهذا لن ندلي بأي كلام بعد اليوم ولنا مشيئة الله بعد أن صمت الجهات المعنية الآذان ولم تعمل لإنهاء معاناتنا والخسائر الكبيرة التي حلت بنا
*العرض والطلب..
* أما علي محمد قاسم مربي فروج لحم قال :وسطيا سعر الصوص للمدجنة هذه الفترة ٨٥٠ ل س والعلف ١٩٥٠ والأدوية ٤٥٠ ليرة ، وحسب رأيه لا علاقة لارتفاع سعر العلف بارتفاع سعر الفروج لأن سعر الفروج حسب رأيه متعلق بالعرض والطلب والقوة الشرائية للمواطن .. أما سعر الأعلاف فيحدده احتكار التجار للمواد .
مبيناً أنه يعتمد في تربيته على علف ( بيليت ) مرحلة أولى ومرحلة ثانية ، حيث يحتاج الصوص الواحد إلى أربعة كيلو غرامات من العلف حتى يزن ٢ كيلو .
وأكد المربي قاسم أنه لا مانع لديه أن يكون سعر كغ الفروج مئة ليرة شرط أن يحقق له نسبة ربح مقبولة تجاه الكلفة الكبيرة التي رصدها من بناء المدجنة وتجهيزها وأجور عمال فضلا عن كلفة كل فوج تربية .

*تنظيم المهنة ..
ورأى أن الحل بتنظيم المهنة والذي يبدأ من معرفة حاجة السوق السورية من لحم الفروج يوميا بشكل وسطي وهذا معروف من قبل ذوي الاختصاص وبناء عليه يمكن التحكم بكميات الصيصان المنزلة للمداجن أن كانت صيصان ( امايات ) أي فروج لحم وفي حال زادت الكميات عن احتياجات السوق يجب أن يصعق الفروج المباع ويحفظ لحين الطلب وليطرح في الأسواق موضحا أنه في هذه الفترة سيستقر سعر الفروج في السوق السورية وبالمقابل سيكون هناك توازن بعدد المداجن العاملة على مستوى البلد كما سيحقق نسبة ربح جيدة للمربين .

*معاناة طول فترة التربية..
_ وعن معاناتهم والصعوبات التي يواجهونها ذكر قاسم بأن المعاناة موجودة طول فترة التربية من مستلزمات التدفئة وجودة الصوص والعلف والتكاليف الهائلة لكل مستلزمات تربية الصيصان انتهاء بعمليات شحن الفروج وجشع التجار .
كما إن تكاليف التربية مرتفعة جدا في فصل الشتاء من وسائل تدفئة إلى وقود تدفئة ( تمز . فحم . حطب ) بالإضافة إلى التقنين الكهربائي والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لأسباب متعددة تلزمنا بتشغيل المولد الكهربائي وزيادة استهلاكنا بالمازوت ناهيك عن الأعطال بالأجهزة الكهربائية في المدجنة بسبب الكهرباء وتكاليف إصلاحها
وطالب بزيادة مخصصات كل مدجنة من المازوت الزراعي وان يكون هناك عدالة في توزيع هذه المادة لكونها مادة أساسية في التربية في فصل الشتاء بسبب انقطاع الكهرباء ساعات طويلة علما أن حاجة المولد الكهربائي 4_5 لتر من المازوت كل ساعة عمل .

مادة الفروج في المناسبات

* اغلب المواطنين الذين التقينا بهم تحدثوا عن الارتفاع الكبير لسعر الفروج وعدم ثبات سعره حيث كل يوم تسعيرة جديدة ، تنخفض قليلا لتعاود الارتفاع
من جديد وليصبح شراء فروج بحاجة إلى قرار جماعي مع أفراد العائلة و بالتشاركية وفي المناسبات السعيدة جدا كعيد أو احتفال عائلي أو قدوم ضيف طارئ وعزيز، هذا ما حدثتنا به أم عصام وتضيف: نتدبر بعد عملية الشراء تلك الحال ونعيش على المجدرة والبطاطا ريثما ينتهي الشهر ونستلم الراتب لنأخذ عهدا بعدها بعدم تكرار المجازفة .
وحال أم عصام هو حال اغلب أصحاب الدخل المحدود الذين أشاروا إلى أنهم يشترون أجزاء من الفروج وليس فروجا كاملا … ويتفننون بعدة أكلات منه ..
* أم إبراهيم أضافت: أشتري لأبنائي الصغار ، أجزاء من الفروج كالجوانج أو صدر الدجاج فليس لي المقدرة على شراء فروج كامل ،فبثمنه أشتري خضارا وخبزا وبعض الفاكهة لمدة أسبوع وكل شهر أو أكثر أشتري لأسعد أبنائي .

*كل يوم تسعيرة جديدة..
صاحب محل لبيع لحم الفروج محمد سليمان قال وصل سعر كيلو الفروج الحي اليوم الثلاثاء إلى ٤٣٠٠ ليرة ، أما المنظف فبلغ سعر الكيلو منه ٥٨٠٠ ليرة ، والجوانج ٨٣٠٠ ليرة وسودة الدجاج ٨٣٠٠ ليرة ، مشيرا إلى أنه كل يوم هناك سعر جديد مؤكدا أن ارتفاع سعر العلف الكبير هو الذي خلق الزيادة الكبيرة بأسعار الفروج .
وأضاف : منذ أزمة الكورونا منذ أكثر من سنة بدأت الارتفاع في سعر الفروج وعدم ثبات سعره، ونتيجة لذلك قلت حركة البيع والشراء في محله وخسر الكثير ، فبعد أن كان يأتيه في اليوم الواحد ( ٢٠٠ ) زبون ، أصبح يدخل محله بين ١٥ و٢٠ زبوناً كحد أقصى ، الأمر الذي جعله يستغني عن ستة عمال كانوا يعملون عنده لعدم قدرته على دفع الأجور لهم.

*غلاء مدخلات تربية الفروج..
رئيس لجنة الدواجن في طرطوس شعبان محفوض وحول سؤالنا عن تكاليف لحم المداجن والصوص والعلف والأدوية أكد أن تكلفة كغ الفروج تفوق ال ٤٥٠٠ ليرة وذلك لغلاء مدخلات تربية الفروج من ذرة صفراء وصويا والأدوية وتكاليف شراء المازوت المرتفعة من السوق السوداء موضحا أن تكلفة الصوص الواحد تجاوزت عتبة ال ١١٠٠ ليرة والخسائر فاقت التوقعات بسبب كثرة الإنتاج وقلة الاستهلاك وعدم وجود أي نافذة لخروج الصوص خارج بعض المحافظات، وهذا الأمر جعل أصحاب الصيصان يقدمون على إعدامها ، إضافة إلى أن الدواء وأي مادة تدخل في صناعة الفروج مستوردة وأسعارها متعلقة بسعر الصرف.

* عدم استقرار المنتج..
وقال محفوض إن سبب تذبذب أسعار أي ماده هو عدم استقرار المنتج وأضاف : مفاصل هذه المصلحة من مفقس منتج الصيصان وصاحب معمل الأعلاف والحلقة الوسيطة الممول جميعهم يعملون على التوكل ويعملون في ضبابية ، وهذا يوجد سوقاً غير مستقر بسبب عدم التنظيم من رأس الهرم إلى أصغر مرب ، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر كبيرة جداً.

*إحجام المربين والخسائر المتلاحقة ..

ولفت محفوض إلى أنه عند إحجام المربين عن العمل نتيجة الخسائر وغلاء الأعلاف والمواد الداخلة في الإنتاج يرتفع سعر الفروج ، وفي هذه الحالة يكون الربح لقلة قليلة جدا من المربين ونتيجة ربح هذه القلة يتشجع المربون أكثر فيزداد الإنتاج وتنخفض الأسعار نتيجة كثرة الإنتاج وضعف القوه الشرائية رغم الرخص.

*تحقيق استقرار إنتاجي وسعري..
وأفاد محفوض قائلا : عملنا جاهدين على تنظيم بعض الشيء في هذه المصلحة وعلى حسابنا الخاص كأعضاء لجان دواجن من أجل هذا القطاع الواسع والكبير والذي يعمل فيه بحدود عشرين بالمائة من عدد سكان سورية من مربي فروج ومن معامل صناعة الأعلاف و عمال ومحلات باعة ومطاعم و مسالخ وسيارات نقل وعمالها .

*محاولات خجولة..
لافتا إلى أن الجهات المعنية حاولت محاولات خجولة ولكن لم نلمس أي مساعدة لخروج منتجنا إلى المحافظات الشرقية أو إلى دول الجوار وهذا الأمر حمّل كل من يعمل في هذا القطاع خسائر كبيرة جدا مؤكدا أنه في جميع دول العالم هناك حماية للمنتج الزراعي وأكيد بالنهاية هي حماية للمزارع والمربي ، مبينا إلى أننا بحاجة إلى حل إسعافي وسريع من خلال السماح بخروج الفائض من مادة الصوص والفروج والبيض ، إضافة للسماح بخروج منتجنا إلى المحافظات السورية الشرقية والى دول الجوار عبر تصدير قسم من الفائض ، وبهذه العملية نعطي الأمل للمربي الكبير والصغير ، لأنه في هذه المصلحة ليس هناك من رابح ، وكل خسارته على قدر حجم عمله .
وأكد رئيس لجنة الدواجن أنه عندما تكون التكاليف عالية جدا والبيع بأسعار منخفضة نتيجة ضعف القوة الشرائية وفي غياب التدخلات الحكومية المؤثرة في تخفيف عن كاهل المربين فستكون النتائج قاسية على المستهلكين خاصة مع الانخفاضات الكبيرة في الإنتاج وهذا سوف يؤثر عاجلا أم أجلا على أسعار كل منتجات الدواجن وغيرها من الثروة الحيوانية .

* فرقعات صوتية..
_ وبخصوص تأثير ارتفاع أسعار الأعلاف على ارتفاع سعر الفروج أوضح بالقول أنه بالنسبة للدعم الإعلامي المقدم من مؤسسة الأعلاف فهي فرقعات صوتية ليس لها تأثير يذكر على تكاليف الأعلاف لمربي القطاع الخاص مبينا أن العلف وأسعاره المتذبذبة تجعل المنتج النهائي متذبذبا وتعطينا وضعاً غير مستقر ، وبالنهاية السوق وتذبذب الأسعار هي الدليل القطعي على نجاح أو فشل الخطط الاقتصادية لكل عمل.

مطالبات باستجرار الفائض ووضعه في البرادات..
_ وذكر محفوض من جهتنا كلجنة دواجن عملنا دراسات كثيرة واجتماعات مع أعلى مستويات وطالبنا الدولة باستجرار الفائض ووضعه في برادات وصالات المؤسسة الاستهلاكية وعرضه عند الحاجة لكي يعطي حالة من استقرار الفروج ، ولكن وعود أعطيت وأبر بنج فقط ولم نجد تحقيقا لمطالبنا على أرض الواقع .

*دور المؤسسة في استقرار الأسعار..
المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف المهندس عبد الكريم شباط أكد إلى أن لهم دور مهم في استقرار سعر الفروج وعدم ارتفاعه بشكل كبير وذلك من خلال قيام المؤسسة بتقديم المواد العلفية لمربي الدواجن وخاصة مادتي الذرة وكسبة الصويا بأسعار تقل بحدود / ١٥٠ _ ٢٠٠ / ألف ليرة للطن الواحد عن أسعار هذه المواد في السوق المحلية وعلى سبيل المثال قامت المؤسسة العامة للأعلاف خلال هذا العام بتأمين واستيراد كمية من مادة الذرة بحدود ١٣٠ ألف طن من مادة الذرة منها ٩٠ ألف طن استيراد من روسيا ، وبحدود ٤٠ ألف طن تم تأمينها من مستوردات القطاع الخاص من مادة الذرة المحولة بالإضافة لكمية بحدود / ١٧ / ألف طن من كسبة الصويا مشيرا إلى انه بمجرد وصول بواخر الذرة المستوردة قام التجار بتخفيض سعر مادة الذرة في السوق المحلية بحدود / ١٠٠ _ ١٥٠ / ألف ليرة للطن الواحد .
*والحل بتنظيم صناعة الدواجن..
ويرى المهندس شباط أن الطريقة الوحيدة لتحقيق استقرار في إنتاج الفروج وسعر شبه ثابت بتنظيم صناعة الدواجن بحيث يكون الإنتاج مستقراً ومستمراً ، فلا يكون هناك إنتاج وفير واحيانا ً أخرى الإنتاج قليل جداً الأمر الذي يسبب هذا التذبذب في أسعار الفروج إضافة لضرورة وجود مسالخ ومستلزمات الدواجن والحد من الحلقات الوسيطة والتي تلعب دوراً سلبياً في رفع أسعار مادة الفروج .
ولفت إلى أنه تم فتح دورة علفية للدواجن اعتبارا من ٢٠ الشهر الحالي .
وبخصوص مطالب المربين بتوزيع مواد علفية جاهزة للدواجن أوضح شباط أن ذلك غير ممكن في الوقت الحالي بسبب ما تعرضت له معامل المؤسسة من تدمير خلال فترة الأزمة السورية مبينا أنه يتم العمل على إعادة تأهيل هذه المعامل .

*آلية التسعير تخضع للعرض والطلب..
من جهته مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس يوسف حسن أوضح ردا عن سؤالنا حول التذبذب في سعر الفروج أجاب: يخضع الفروج في آلية تسعيره إلى مبدأ التسعير حسب العرض و الطلب ، الأمر الذي يجعل سعره متذبذباً بين الارتفاع و الانخفاض تبعاً لتوفر المادة في الأسواق لافتا إلى انه لا يمكن وضع تسعيرة ثابتة لهذه المادة بسبب تأثر سعرها بالكمية المنتجة من قبل المربين والمتغيرة بشكل يومي مبيناً إلى انه بلغ عدد الضبوط العدلية المنظمة من قبل المديرية خلال عام 2021 بموضوع مادة الفروج 21 مخالفة شملت عدم الإعلان عن الأسعار والبيع بسعر زائد لمادة لحم الفروج .

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكشف عن تفاصيل جريمة اغتصاب وقتل مروعة في السعودية

كشفت وزارة الداخلية السعودية تفاصيل جريمة اغتصاب وقتل مروعة نفذها مواطن خطف امرأة إلى “مكان ناء بعيد عن الغوث”، معلنة تنفيذ حكم الإعدام به. وقالت ...