ارتفاع جرائم السرقة في أمريكا يهدد مجتمعها ويعكس فشل سياستها

 عامر ضوا

لا تعتبر سلسلة جرائم السرقة والنهب المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية مستغربة أو جديدة على واقع المجتمع الأمريكي باعتبار سياسة الولايات المتحدة الأمريكية قائمة على حرية وهمية وديمقراطية كاذبة تغيب العقوبات الرادعة بحجة حمايتها للحريات الفردية.

ووفقا لتقرير شبكة CNN الأمريكية فإن كاليفورنيا التي تعرض فيها مؤخراً متجر للمجوهرات لعملية سطو مسلح ليست المكان الوحيد الذي يتصارع مع جرائم التحطيم والاستيلاء في أمريكا حيث اقتحم 14 ‏لصاً متجراً في إحدى ضواحي شيكاغو الأسبوع الماضي وفروا ‏بأكثر من 100 ألف دولار من البضائع إضافة إلى قيام مجموعة مسحلة في فرانسيسكو بنهب متجر معروف وضح النهار. ‏

وأشار التقرير إلى أن سان فرانسيسكو شهدت ارتفاعاً في معدلات الجريمة منذ أن أعيد فتحها بعد إغلاقات ‏كورونا حيث ارتفعت حوادث السرقة بنسبة 88 بالمئة تقريباً عن العام السابق وارتفع إجمالي ‏الجريمة بنسبة 52 بالمئة تقريباً وفقاً لإحصاءات الشرطة.‏

وذكر التقرير أن أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة أن مثل هذه الحالات لا تأخذ أولوية في تطبيق القانون وقال بيت إلياديس المسؤول السابق عن إنفاذ القانون ومؤسس شركة إنتليجنس ‏كونسلتينج بارتنرز الأمنية: “إن الشرطة في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو قامت ببعض الاعتقالات ‏لكن اللصوص لا يواجهون سوى عواقب قليلة” لافتاً إلى افتقار السلطات لإنفاذ القانون إلى الموارد ما يعني أن قضايا ‏السرقة في بعض الأحيان لا يتم وضعها في الاعتبار مضيفا إنه لا توجد إرادة سياسية لمحاكمة الأشخاص في هذا المناخ.

في حين قالت ليندا بويل رئيسة شركة الاستشارات الأمنية SRM إن إلغاء ‏تجريم الجرائم منخفضة المستوى في بعض الولايات قد خلق فرصاً للمجرمين للتلاعب ‏بالنظام القانوني وأضافت إن عصابات الجريمة المنظمة غالباً ما تكون وراء هذه الأنواع من عمليات التحطيم والاستيلاء وتدفع للمجرمين من المستوى الأدنى مقابل السرقة من أجلها.‏

‏وما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية والغربية مؤخرا عن سرقة ونهب أكبر المتاجر في أهم المدن الامريكية خلال عمليات سطو منظمة وسلسلة الحوادث الأخرى المماثلة في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا وغيرهما من المدن ما هي إلا واحدة من مفرزات الليبرالية الحديثة التي تعطي الفرد حرية منفلتة من أي ضوابط وتهدد المجتمع الأمريكي ولا سيما في ظل انتشار أعمال العنف والانتحار وجرائم القتل الجماعي.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا