أشار اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية الدكتور فلاديمير غلاغوليف إلى أن مستوى ضغط الدم يعدّ مرتفعاً عندما يصل إلى 140/90 ملم عمود زئبق وأعلى، ووفقاً للتوصيات الروسية لعام 2020 والتوصيات الأوروبية الأحدث لعام 2023، يعدّ ضغط الدم مرتفعاً عندما يصل إلى 140/90 ملم زئبق وتكرر هذا المستوى عند قياسه مرة ثانية، وقد اعتمد هذا المعيار لتبسيط الممارسة الطبية، أي إذا ظهر أن مستوى ضغط الدم ارتفع إلى 140/90 ملم زئبق فعلى الشخص تناول أدوية لتخفيضه إلى مستواه الطبيعي وتخفيض خطر المضاعفات الناجمة عنه.
ولكن نتائج الدراسات تشير إلى أن احتمال الإصابة بالجلطة الدماغية وأمراض القلب يتضاعف عندما يصل مستوى ضغط الدم الانقباضي «العلوي» إلى 130 ملم عمود زئبق مقارنة بـ 120 ملم وأقل، وينصح بضرورة استشارة الطبيب في مثل هذه الحالات، وكذلك زيادة النشاط البدني والتحكم بالوزن، واتباع نظام غذائي صحي والتقليل من تناول الأطعمة المالحة والتخلي عن العادات السيئة.
فيما أكد الدكتور رومان إيفانوف أن مستوى ضغط الدم حالة قوة ضخ القلب للدم عبر الشرايين ويحدد من خلال رقمين – الضغط الانقباضي « الأعلى»، والانبساطي «الأدنى»، مشيراً إلى أن الفرق الأساسي بينهما هو أن الضغط الانقباضي يسجل في لحظة التوتر الأقصى للقلب، والضغط الانبساطي في لحظة استرخائه، ويوضح كيفية الاشتباه في المشكلات الصحية استناداً إلى الإختلاف في الضغط الأعلى والأدنى، وإذا كان الفرق بينهما 60 وحدة وأكثر قد يكون بسبب الإجهاد والتعب والتدخين وتناول الكحول وعند النساء يمكن أن يكون بسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الطمث.
وبالإضافة إلى الأسباب الفسيولوجية، هناك أسباب مرضية لارتفاع مستوى الضغط. من بينها اضطراب إمدادات الدم إلى الدماغ، قصور الغدة الدرقية – نقص هرمونات الغدة الدرقية، داء السكري، أمراض الكلى المزمنة، فقر الدم بسبب نقص الحديد تسبب جميع هذه الحالات اختلال عمل القلب ما يؤثر على مستوى ضغط الدم والأعراض المميزة منها « طنين في الأذنين، والدوخة، والشعور بالنبض في الصدغ، واضطراب ضربات القلب، وألم في الصدر، وأعراض أخرى…».
ووفقاً له، إذا كان الفرق بين الضغط الأعلى والأدنى 20 وحدة وأقل، فإنه في معظم الحالات يشير إلى وجود خطأ في قياس الضغط ولكن إذا تكرر الفرق في حالة قياس الضغط عدة مرات فإنه يشير إلى ضرورة استدعاء سيارة الإسعاف لأنه في أفضل الأحوال يشير إلى تصلب الشرايين والأخطر منها كثيراً تمدد الشريان الأورطي أو الشريان الكلوي.
إلى ذلك، اكتشف بعض العلماء بأن الأشخاص الذين يعانون من تقلبات مستوى ضغط الدم، أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والجلطة الدماغية.
وتشير مجلة «European Heart Journal»، إلى أن الباحثين تابعوا حالة أكثر من 8000 شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم لمدة 20 عاماً واكتشفوا أن التقلبات في الضغط الانقباضي «الرقم العلوي لمقياس مستوى الضغط، الذي يميز الضغط في الشرايين في اللحظة التي ينقبض فيها القلب ويضخ الدم» بمرور الوقت تصبح عامل خطر للإصابة بالجلطة الدماغية واحتشاء عضلة القلب والرجفان الأذيني، اتضح ذلك من خلال المشاركين في الدراسة إلى مجموعات وفقاً لمتوسط ضغط الدم الانقباضي وتنوعه أن بين المتطوعين الذين لديهم متوسط ضغط دم انقباضي أعلى من 140 ملم عمود زئبق، هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والجلطة الدماغية وغيرها من مشكلات القلب والأوعية الدموية مقارنة بالأشخاص ذوي التباين الأدنى.
ويشير الباحثون إلى أنه حتى تقلبات الضغط ضمن القيم الطبيعية كانت مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بهذه الأمراض، ويمكن أن تشكل التقلبات في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 13 ملم عمود زئبق أو أكثر على مدى خمس سنوات، مشكلات صحية خطرة.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين