آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » استئناس البعث.. من يحاول حرف المسار؟

استئناس البعث.. من يحاول حرف المسار؟

 

 

عبد الرحيم أحمد

 

قد تكون تجربة “الاستئناس” المؤتمتة التي أطلقها حزب البعث في سوريا لاختيار ممثليه “الأكثر كفاءة” إلى قبة البرلمان تجربة متطورة في مجال الانتخابات الحزبية، لكن هذه التجربة تحتاج إلى تصويب مسارها وتجاوز الأخطاء والثغرات التي ظهرت في أثناء التطبيق على مستوى الأفرع الحزبية في المحافظات.

 

فعمليات “الاستئناس” التي أجراها الحزب في محافظات عدة منها دمشق وريفها والسويداء والقنيطرة وحمص وحماة لم تُحدث تلك الضجة والصخب الذي أحدثه الاستئناس الحزبي في محافظتي الحسكة وحلب وريفها.

 

 

ماذا جرى في حلب والحسكة؟

 

اللافت أنه فور انتهاء عملية “الاستئناس” في محافظتي الحسكة وحلب وريفها، علت بعض الأصوات رفضاً لما قيل إنها ممارسات شابت العملية، بدءاً من طريقة إجراء “الاستئناس” إلى اتهامات “بتدخل” أفراد من الفريق الفني المسؤول عن نظام الاقتراع (الاستئناس) لصالح بعض المرشحين، وكذلك استغلال بعض الحزبيين مناصبهم المنظماتية والنقابية والحزبية “للترويج لمرشحين محددين” ناهيك عن “الهدايا” التي تم تقديمها مقابل الحصول على الأصوات بحسب ما تحدث عدد من المرشحين لموقع “هاشتاغ”.

 

 

ثغرات ومشكلات في عملية الاستئناس..

 

المرشح البعثي عن مدينة حلب عبد الملك تحاوي قال لـ “هاشتاغ” إن “القوائم لم تكن بحسب الترتيب الأبجدي كما ينبغي أن تكون بل بحسب الأولويات”، وبذلك تم وضع الأسماء المراد التصويت لها في المقدمة، ومثال على ذلك “هي اختيار أعضاء المؤتمر مسبقاً والتصويت لهم تحصيل حاصل”.

 

ويضيف أنه “بإمكان أي شخص سواء كان حزبيا أم غير حزبي أن يشارك في التصويت بمجرد حصوله على “كود” الدخول لنظام الانتخاب سواء داخل مكان الاقتراع أم خارجه وانتخاب من يريد، إذ لا توجد أي عملية تأكد من هوية الناخب بعد حصوله على “الكود”.

 

وهذا الأمر أكدته عهد بريدي المرشحة عن مدينة حلب أيضاً، مشيرة إلى أن “الكود” لا يكفي للتحقق من هوية الناخب ويمكن تمريره لأناس خارج الاستئناس للتصويت”.

 

في حين رأى المرشح عن مدينة الحسكة يونس خلف في ردٍ على أسئلة “هاشتاغ” أن هناك عدداً من المشكلات اعترت عملية الاستئناس منها “عدم تأدية القائمين على عملية الاستئناس سواء اللجنة الفرعية أو بعض القيادات الحزبية دورهم على أكمل وجه وهذا تسبب بالفوضى وعدم ضبط قاعات الاستئناس ودخول أشخاص من خارج المؤتمر تم إخراجهم فيما بعد من القاعة”.

 

 

المال الانتخابي .. هدايا وولائم

 

أما بخصوص المال الانتخابي فتقول بريدي لـ “هاشتاغ”: “هنا المشكلة الحقيقية” فهناك مرشحون “حصلوا على الأصوات بالأموال والهدايا التي قُدمت إلى قيادات الشعب الحزبية”، التي “وجّهت الرفاق لانتخابهم علنياً وأحياناً فردياً”.

 

هذا الأمر أكده تحاوي بقوله “المال الانتخابي” يؤثر في خيارات الناخبين و”لاحظنا زيارات مكثفة بين قيادات الشعب الحزبية طبعاً للنخب وبحسب المزاجية من أجل نيل الأصوات بالإضافة إلى إقامة الولائم والتجمعات للبعض”.

 

لم يخلُ استئناس الحسكة من هذا الأمر بحسب خلف الذي أكد في منشور له على الفيس بوك أن “المشكلة ليست في الحزب وليست بالمسار الديمقراطي وإنما المشكلة فينا”، متسائلاً “هل يستطيع أحد أن ينفي أو يتجاهل أنه تم شراء الذمم وبالعلن؟”.

 

 

الفريق الفني .. ما حقيقة الاتهامات؟

 

وعن الاتهامات الموجهة للفريق الفني المشرف على عملية الدخول إلى البرنامج الانتخابي بالتدخل لصالح بعض المرشحين، أوضح خلف لـ “هاشتاغ” أنه تم في الاجتماع مع الشعب والفرق الحزبية والمرشحين قبل يوم من الاستئناس في الحسكة التنبيه إلى “وجود أقارب لبعض المرشحين من الفريق الفني” و “تم ضبط حالات تزوير من قبل بعضهم لصالح بعض المرشحين”.

 

وأضاف أنه “تم تسريب صور من الكود الذي كان يوزع على الناخبين داخل القاعة وخارجها وقام البعض بالتصويت من أماكن مختلفة خارج مكان الاستئناس”.

 

لكن تحاوي نفى أن يكون للفريق الفني في حلب أي دور أو تدخل في خيارات الناخبين بل “كان لهم دور محايد فقط المساعدة بإدخال الكود عبر أجهزة الجوال والمساعدة في التعرف إلى كيفية تأدية عملية الاختيار”.

 

 

استغلال المناصب المنظماتية والنقابية للترويج لمرشحين

 

 

تقول بريدي إنه من استعراض أسماء المرشحين في الاستئناس لعضوية مجلس الشعب نرى أن “عدداً كبيراً منهم هم من أصحاب المهام الحزبية أو النقابية أو المنظماتية الحالية”، وقد حصل البعض منهم على الأصوات بوساطة “جولات واتصالات ولقاءات مع أعضاء المنظمات التي تتبع لهم بالمحافظة وهذا ملاحظ للجميع”.

 

الأمر نفسه حدث في الحسكة بحسب خلف الذي أكد “تدخل بعض قيادات الشعب الحزبية والنقابية بالنشاط الانتخابي ومرافقة بعض المرشحين والطلب علناً من الناخبين التصويت لهم بدافع ابن العشيرة الواحدة أو العلاقات المنفعية والولاءات الشخصية”.

 

 

ما حدث غير معقول.. ويكاد لا يصدق .!

 

وكتب خلف في صفحته على الفيس أن “ما حدث غير معقول ويكاد لايُصدق”، إذ استطاعت الولاءات الضيقة أن تستبعد الكفاءات وأن يتم استبعاد شرائح كاملة من محافظة الحسكة.

 

وقال لـ “هاشتاغ”: “ما حدث في الحسكة من إساءات لهذا الاستئناس سواء بتدخل بعض القيادات الحزبية لمصلحة بعض المرشحين أو تعدد المرجعيات التي يستند إليها بعض الناخبين في خياراتهم سواء كانت عشائرية أم محسوبيات أم إملاءات من خارج أعضاء المؤتمر وأحيانا من خارج الجسد الحزبي” أساءت لعملية الاستئناس الحزبي وحرفت العملية عن مسارها الصحيح.

 

 

عدد الأصوات المنخفض يدعو للتساؤل..

 

 

لوحظ أن أول الناجحين في الاستئناس الحزبي لم يحصل على 50% من أصوات من يحق لهم الانتخاب، في حين تراوحت نسب الأوائل في غالبية المحافظات بين 15 و20 في المئة، وهذا يدعو للتساؤل عن السبب.

وقد عزا البعض الأمر إلى ضعف المشاركة والغيابات إضافة إلى السماح للناخب أن يختار حتى لو مرشح واحد من كل فئة ويكون انتخابه مقبولاً.

 

لكن الأمر يدعو للتوقف عنده، فهل يعقل أن الناخب لم يجد في القوائم من يمنحه ثقته من رفاقه حتى يكتفي بعدد قليل؟

سؤال يتطلب التدقيق والوقوف عند الأسباب الحقيقية من قبل القيادة الحزبية.

 

 

تصويب الأخطاء واستعادة الثقة..

 

دعا المرشح تحاوي إلى معالجة الأخطاء بأن يكون “التصويت مباشرا في قاعة بوساطة شاشة إلكترونية وبرقم موبايل الشخص الناخب تحدد هويته ورقمه الحزبي” وليس اعتماد الكود فقط وأن يتم الاقتراع في وقت واحد وتظهر النتيجة على شاشة عرض إلكترونية مباشرة وذلك بهدف “تحقيق الشفافية التي ننشدها دوماً لنصل بوطننا إلى بر الأمان بفضل أبنائه المخلصين الشرفاء”.

 

من جهته رأى خلف أن “الأمور باهتمام القيادة للتحقق منها والتدقيق في الاعتراضات التي قُدمت”، معرباً عن أمله بأن يتم “التدقيق في أسماء الفريق الفني من اتحاد الطلبة، متسائلا: “لماذا لم يتم استبعاد كل من له علاقة قرابة منهم مع المرشحين وكذلك تحديد المسؤولين عن توزيع وتسريب الكود خارج قاعة المؤتمر وغرفة الاستئناس إضافة إلى كل من شارك بالممارسات المبنية على ذهنية عشائرية وثقافة متخلفة بعيدة عن السلوكية البعثية والتي تسببت بإقصاء واستهداف مكونات اجتماعية وكفاءات مشهود لها بالعمل الحزبي والوطني”.

 

قد يكون ما جرى في الحسكة وحلب وريفها مناسبة للقيادة الحزبية من أجل إعادة النظر في الشكل الذي جرت فيه عملية الاستئناس وتطويرها تقنياً وإشرافياً واتخاذ إجراءات حاسمة بمحاسبة كل من حاول حرف الاستئناس عن مساره الصحيح، وكشف من نجح بالمال الانتخابي ومعاقبته مع من تعاون معه، خصوصاً وأن سورية على عتبة وضع القواعد الأساسية لإعادة البناء والإعمار بعيداً عن الفساد والمفسدين.

(سيرياهوم نيوز ١-هاشتاغ)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المصارف.. استعدادات ودوام إضافي لإنجاز “حسابات الدعم”.. وموظفوها يسألون: أين تعويضاتنا؟

بدأت المصارف العاملة في سورية من عامة وخاصة الإعلان عن استعدادها لفتح الحسابات المرتبطة ببطاقات الدعم الالكترونية التي يحوزها المواطنون، وذلك لتلقي الدعم النقدي الذي ...