في ظروف الحرب يصبح كل شيء صعباً، وتكمن الخطورة في تدهور حالة المنظومة الصحية للدرجة التي يمكن أن يصرّح لك أحدهم بأنه لم يعد لدينا اختصاصيون يستطيعون أن يجروا عمليات نوعية، وحينها فقط تقف على مشارف ما نحن عليه من مستوصفات يوجد فيها عدد من الأطباء المتدربين ومن ضمان صحي جل اهتمامه أن يكتب لك طبيب متعاقد وصفة لا على التعيين ليقوم ذاك الجالس خلف “لابتوبه” بالموافقة على بعض الأدوية الرخيصة ولتذهب آمال المؤمن عليه بطبابة مجانية أدراج الرياح .
في الصحة كما في الصناعة والزراعة نجد دائماً من يرغب بالاستثمار ولا أرى من المفيد أن تعطي الحكومة امتيازات لعدد من الصناعيين وتسهيلات بامتلاك آلات ضخمة نواتها القروض الممنوحة من مصارف عامة وتخفيضات جمركية على مستلزمات الإنتاج و سعراً تشجيعياً للصرف واستبدال العملة المحلية بالدولار التشجيعي ليذهب بعضه إلى السوق السوداء كمنحة ترفيهية لهؤلاء وتضنّ في الوقت نفسه على الطامحين بالاشتغال بالشأن الصحي بقرارات مماثلة إلا إذا كان البعض يرى في الأفق ما لا يستطيع البوح به! مع الإشارة إلى أن بعض المترفين من الصناعيين يرون في عمالهم آلات سهلة العطب يمكن استبدالها من دون أي حقوق تذكر، عدا عن تلك الإجراءات الإسعافية التي يلحقها إعطاؤه بعض الحقوق ومن ثم فليذهب أنى يريد.
طرح أحدهم في أحد اللقاءات مع الوفد الحكومي فكرة لم تجد أذناً مصغية ومفادها بناء استثمارات صحية أساسها التشاركية مع وزارة الصحة بنسب محددة على عدد من الأسرّة يتفق عليها وأن تعطى تلك المشافي الناشئة تسهيلات ريثما ترمم ما عليها من ديون استقدام الأجهزة الطبية المتطورة وغيرها .
العشر الصحي كان معمولاً به قبل أن يهدم الإرهاب ما بنته سورية التصحيح من مشافٍ غاية في الضخامة كانت تتربع في مراكز المدن والبلدات كصروح تعمل كخلايا نحل على مدار الساعة ليجد طالب الحاجة الصحية حاجته في أي وقت من الليل أوالنهار من دون أن يتكلف قرشاً واحداً.
تغيرت اليوم معطيات الحياة وبدلاً من رصد أموال أرقامها مرعبة لبناء مشاف قد لا تبصر النور إلا بعد عشرات السنين كما هو الحال في المشفى الجامعي بحمص …إذاً فلتكن الصورة أكثر واقعية ولنستمع لمن لديه دلو يمكن أن يقدم لنا منه جديداً وتنعكس آراؤه صحة على الناس كافة .
(سيرياهوم نيوز-تشرين)