20 أيار 2021 الجاري، لم يَكن يوماً عادياً يَمر تَقليدياً، هو يومٌ سوريٌّ وطنيٌ بامتياز، كتبَ السوريون خلاله صفحة كرامة وسيادة تُضاف إلى سجلات الشرف التي سَطّرها هذا الشعب الحرّ صاحب الإرادة الصلبة المتينة، المُقاوم الرافض للاحتلال والإملاءات الخارجية، المُتمسّك باستقلال وطنه وحريته وسيادته، الثابتُ الصامد في ساحات الدفاع عن الأمة وقضاياها العادلة.
20 أيار الجاري، كان له من الرسائل الأولى التي حملَها ووجهَهَا واعتملَها بحجم مُجلدات، وحَتمياً ستُستَكمَل في ال 26 من أيار المَوعد الذي قطعَه شعبنا، ويَنتظره ليَقول كلمته الفصل من بعد ما قاله بالفعل والعمل الذي أحبطَ مُخططات قوى الشر خلال سنوات الحرب والعدوان، فهل وصلت الرسائل؟.
الرسائلُ البليغة القوية الأولى التي وضعها السوريون في المُغتربات بصناديق الاقتراع عبر مُشاركتهم الكثيفة بالانتخابات الرئاسية، الاستحقاق الوطني الأكثر أهمية في هذه اللحظة التاريخية، إذا لم تَجعل أصحاب الرؤوس الحامية يَتعظون، فإنّ رسائل ال 26 من أيار وما بَعده ستجعلهم يَتلمسون – ربما – مُنعكسات قوة سورية قبل أن يَتلمسوا بُؤس خياراتهم وحالهم؟ ستَجعلهم يُدركون – ربما – أنّ سورية ليست تفصيلاً في المنطقة من السهل تَجاوزه أو محاولة العبث باستقراره من غير تَكاليف كُبرى تترتب على ذلك، ومن دون أن يفرز ذلك معادلات من شأنها أن تُغير المَوازين والتوازنات الدولية وليس الإقليمية فقط.
لا نَتجه لإحصاء كَمِّ الرسائل التي وضعها السوريون في صناديق البريد السياسية العالمية، وليست ذاتية الرّغبة بتَعداد هذه الرسائل التي لا تنحصر غايتها بإظهار التعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز، بل مَوضوعية ينبغي أن يَمتلكها الطرف الآخر ليَعتبر ويَنكفئ، أو ليُعيد حساباته ويَتحسس مَوقعه فيَتعرف على خطأ السَّمت ومِزَقِ المَشروع وكارثية المُخطط وحُطامه!.
المُشاركة السورية الكثيفة مُنقطعة النظير بالانتخابات الرئاسية في السفارات والقنصليات السورية انطوت على الكثير من المَعاني وبالتأكيد ليست عملية إجرائية فقط، ليست تقليداً انتخابياً كلاسيكياً يَجري في مَوعده، بل هي انعكاسٌ لوطنية مُقيمة أبداً في وَجدان كل سوري، هي شكلٌ من أشكال المُمارسة السياسية القتالية في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، هي وجهٌ من أوجه تثبيت وحدة سورية ووأد مشاريع وطروحات الفَدرلة، هي رفضٌ مُعلن لكل أشكال التدخل الخارجي، هي إسقاطٌ مباشر لكل مُحاولات فرض الإملاءات الخارجية، وهي تعبيرٌ واضح جَليّ بَليغ عن الكفاءة والإرادة الوطنية التي يكتنزها هذا الشعب العريق الأصيل.
تَبلُّغ الرسائل، التقاطُ اللحظة، الاعتبارُ مما جَرى على صورة ما جَرى رغم مُحاولات التشكيك والتضليل والضغط والتضييق والاعتداء على السوريين وتَرهيبهم لمَنعهم من المُشاركة بحقهم الوطني الدستوري، قد يكون الاستحقاقُ المُستحق الواجبُ إدراكه وفهمه على الطرف الآخر المُنخرط بمُخططات العدوان والمُلتحق بها، فما بعد هذه الانتخابات لن يُشبه ما قبلَها، وإنّ مُقدماته تَكاد تُعلن عن تَفصيلاته واستحقاقاته القادمة، بل ربما الناجز منها سورياً، إقليمياً، دولياً، يَكاد يُعلن ويَكشف عن تفاصيل ومُرتسمات لمَشهد مُخالف مُختلف عن ذلك الذي تَوهمته القوى الصهيو أطلسية.
إذا كان الإنكار الصهيو أميركي بامتداداته الأطلسية منعَ أو يَمنع حتى الآن إجراء مُراجعة للسياسات والمُخططات تَقود بالضرورة للوقوف على أسباب وعوامل الفشل والإخفاق باستهداف سورية وبمُحاولة إسقاطها كمُقدمة لإسقاط الخط المُقاوم الذي تُمثله بكفاءة واقتدار، فإنّ الفُرصة مُتاحة اليوم، وقد قدمتَها مُشاركة السوريين الكثيفة في الخارج بالانتخابات الرئاسية على نحو واضح إذا لم تُحبط قوى العدوان وتَجعلها تشعر بالبؤس والخيبة، فيَنبغي أن تَدفعها لتَشكيل لجان تَدرس، تُحلل وتَستنتج، ويَقيننا أنّ لجاناً ستتشكل لتَنتهي إلى ما انتهت إليه ربما لجنة “فينوغراد” الصهيونية بعد هزيمة الكيان الصهيوني الغاصب في 2006، من يَتذكر “فينو غراد، جيمس – بيكر”؟ تَرقبوا الاعتراف بالانهيارات التي ستُقرّ بها اللجان المُماثلة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا