يعتبر التسميد العضوي من أساسيات الزراعة المستدامة لأهميته الكبيرة في تحسين مواصفات التربة وتأمين إمداد النباتات بالعناصر الغذائية وحمايتها من الآفات كما يسهم في تحسين الإنتاج كماً ونوعاً ويشهد هذا التوجه دعماً متزايداً من كل الجهات المعنية عبر اتخاذ مجموعة من الخطوات لدعم الزراعة العضوية ونشر مفاهيمها والتوسع بها.
وأوضح ياسر محمد رئيس دائرة الوقاية بمديرية زراعة اللاذقية لمراسل سانا أن السماد العضوي يسهم في تحسين مواصفات التربة ويزيد خصوبتها عبر ترميم نقص العناصر الغذائية التي يستهلكها النبات ويحافظ على العناصر المفيدة فيها بشكل متوازن ويمنع حدوث تملح في التربة أو تسمم للنبات جراء زيادتها مشيراً إلى أن الأسمدة العضوية تحسن بناء وقوام التربة في الأراضي الرملية والطينية لتصبح مناسبة للزراعة عبر تأمين العناصر الغذائية والتهوية والرطوبة.
وحذر محمد من الاستخدام المفرط للتسميد المعدني الذي يتسبب بموت الكائنات النافعة ما يجعل التربة بحاجة إلى تسميد بشكل دوري ومستمر ويفقدها خصوبتها وتزيد سرعة تملحها مؤكداً أهمية التوجه لتصنيع الأسمدة العضوية من مصادر مختلفة كالأعشاب وبقايا التقليم والثمار المتساقطة ونواتج تعزيل المسطحات المائية ” اشنيات” والمخلفات النباتية إضافة إلى مخلفات الثروة الحيوانية عبر عمليات بسيطة وغير مكلفة كالفرم والتخمير ينتج عنها أشكال مختلفة من الأسمدة العضوية كالكمبوست والتورب.
من جهته أكد علي محمد أمين سفلو مدير إحدى شركات الأسمدة باللاذقية في تصريح مماثل أن الأسمدة العضوية والحيوية تعطي زراعات نظيفة وخالية من الأثر المتبقي لأن المواد العضوية تنتج من بقايا نباتات خاصة بالاعتماد على الخبرات الوطنية عبر استخلاص العناصر الغذائية والفيتامينات والأحماض الأمينية وصولاً إلى التركيبات بمواصفات عالمية.
وقال إن شركته تنتج الأسمدة المعدنية والحيوية والعضوية الذوابة والسائلة والمبيدات الزراعية من بقايا النباتات الموجودة في الطبيعة وتعمل على تطويرها وفق خطة طموحة لاستثمار الطاقات والكفاءات والأفكار بما يتماشى مع مفهوم الزراعات النظيفة الرائجة عالميا وفق معايير الجودة العالمية مشيراً إلى أن الأولويات الأساسية للشركة تكمن في استثمار الكفاءات والخبرات الوطنية وتطوير عملها لخدمة القطاع الزراعي عبر توفير منتجات تسهم في زيادة الإنتاج بتكلفة أقل وبجودة عالية.
بدوره أوضح حسن محمد عبود مدير المبيعات في الشركة نعمل على تسويق الأسمدة المنتجة إلى أكبر شريحة عاملة في القطاع الزراعي وبأسعار منافسة للأسمدة المستوردة مشيرا الى أن حركة المبيعات جيدة على الرغم الظروف الصعبة التي يعيشها المزارع لكن العمل مستمر لزيادة حجم المبيعات في الداخل والوصول إلى الأسواق الخارجية.
يذكر أنه تم إحداث مكتب الإنتاج العضوي عام 2012 في وزارة الزراعة بهدف تنظيم هذه الزراعة والتعاون مع مختلف الجهات المعنية للوصول إلى منظومة عمل متكاملة تتيح الوصول إلى المنتج العضوي كما تم تجهيز وتأسيس دوائر فرعية للإنتاج العضوي بمختلف المحافظات لتدريب الفلاحين والمزارعين عملياً على هذه الزراعة ضمن مدارس حقلية مخصصة لها.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا