| بيروت حمود
اتّسع نطاق استدعاء جنود الاحتياط بموجب الأمر رقم ثمانية، وإعلان الحرب ردّاً على «طوفان الأقصى»، ليشمل تجنيد 300 ألف مقاتل، مطاولاً بتأثيراته أيضاً جميع القطاعات في الكيان، وفي مقدّمتها الصحّة والنقل والمواصلات والاقتصاد والتجارة، وغيرها من القطاعات التي تشهد نقصاً أصلاً في عدد الموظفين والعمّال، وتواجه ضغوطاً كبيرة في ظلّ حالة الطوارئ المعلَنة. وتلقّى الأطبّاء والممرّضون الإسرائيليون الخادمون في صفوف الاحتياط أوامر بالتجنّد للحرب والتواجد في الميدان، فيما طُلب من الأطباء الفلسطينيين من حمَلة الجنسية الإسرائيلية، ومن ضمنهم أولئك الذين يسكنون في الضفة أو القدس، الحضور إلى المستشفيات والمراكز الصحّية والطبية، لتغطية النقص الحاصل في مناوبات الأطباء.
توقّف محطّات القطار
في قطاع النقل والمواصلات، توقّفت مئات خطوط الحافلات والقطارات عن العمل، في ظلّ استدعاء السائقين وحارسي الأمن، فيما أُلغي في اللحظات الأخيرة تعيين بديلٍ من المدير التنفيذي لـ«قطارات إسرائيل»، نتيجة الوضع؛ إذ كان من المفترض أن يتسلّم المدير السابق لميناء أسدود، والضابط العريق في سلاح البحرية، موشي (شيكو) زانا، أمس، منصبه الجديد مديراً تنفيذياً للقطارات، خلَفاً لميخا مايكسنر الذي سيظلّ في منصبه في الوقت الحالي، علماً أن الأخير استقال من منصبه قبل أسابيع، من جرّاء ضغوط مارستها عليه وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، ليُعيِّن موظفين في القطارات بناءً على اعتبارات سياسية. وطبقاً لموقع «واللا» العبري، فإنه منذ بدء الحرب، يواجه قطاع النقل عموماً، والقطارات خصوصاً، أزمة حادّة في نقص القوى البشرية، ولا سيما بعد تجنيد حرّاس أمن المحطّات، والسائقين، والمُراقبين والمفتّشين، للخدمة في صفوف الاحتياط. وفي ضوء ذلك، أعلنت «قطارات إسرائيل» إغلاق سلسلة من المحطّات المركزية، وإبطال خطوط فرعية، باستثناء خطّ القدس – هرتسليا، الذي بات بحدّ ذاته خطّاً بديلاً من خطوط الحافلات التي أُلغيت نتيجة لاستدعاء سائقي المواصلات العامّة للخدمة العسكرية.
مئات الإسرائيليين في مطار لارنكا عالقون حالياً، ومن بينهم إسرائيليون مستدعون للخدمة بموجب الأمر ثمانية
إسرائيليون عالقون في الخارج
أمّا بالنسبة إلى شركات الطيران الإسرائيلية، التي بقيت تعمل تقريباً لوحدها في المطارات الإسرائيلية، على نقل الإسرائيليين والسيّاح على حدٍّ سواء من وإلى فلسطين المحتلة، فتواجه هي الأخرى أزمة غير مسبوقة، في ظلّ استدعاء طياري الاحتياط وحراس الأمن، ورَفضِ الموظفين، ومن ضمنهم موظّفو صيانة الطائرات والطيارون والمضيفون الأجانب، العمل معها لأن دولهم تحظر عليهم حالياً السفر إلى إسرائيل نتيجة الحرب. وتجلّت الأزمة أمس، بصورة خاصة في اليونان، حيث رفض طاقم الطيارين والمضيفين البُلغاريين العاملين لصالح شركة «أركياع» الإسرائيلية، قيادة طائرة للأخيرة في رحلة الإجلاء رقم 221 من أثينا إلى تل أبيب، والتي كان من المفترض أن تقلع في حدود الـ09:40 صباحاً، وذلك لأن دولتهم تحظر عليهم السفر إلى إسرائيل في الوضع الراهن. وفي السياق، قال الإسرائيلي، أوفير بحميا، المتواجد في أثينا مع مئات الإسرائيليين، والذي فُقدت آثار والد زوجته في خلال هجوم المقاومة المباغت على مستوطنات «الغلاف»: «فوجئتُ، مثلي مثل المسافرين الآخرين، برفض الطيار وأفراد طاقم العمل البلغاريين قيادة الطائرة؛ إذ حملوا حقائبهم ونزلوا فجأة من الطائرة، ثمّ طُلب إلينا المكوث في حافلة بالقرب من الطائرة». وأمل بحميا في أن «تتمكن الشركة الإسرائيلية من إرسال طيارين إسرائيليين من أجل إجلائهم من أثينا». أمّا الإسرائيليون الذين كانوا على متن رحلة متوجّهة من سالونيك اليونانية إلى تل أبيب على متن طائرة لشركة «يسرائير» الإسرائيلية، ففوجئوا وهم في الأجواء، بإبلاغهم بأن الطائرة ستهبط في لارنكا القبرصية، بسبب كون الطيّار وموظفي الطائرة أوروبيين ويُحظر عليهم السفر إلى إسرائيل. وفي الإطار، لفت أون أوحنا، وهو أحد المسافرين على متن الطائرة، إلى أن «مئات الإسرائيليين في مطار لارنكا عالقون حالياً، ومن بينهم إسرائيليون مستدعون للخدمة بموجب الأمر ثمانية، وليس واضحاً بالضبط كيف سيعودون إلى إسرائيل».
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار