وصف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية الهجوم الأوكراني الأخير (المضاد) ضد القوات الروسية بـ«الفاشل»، على حين أظهر استطلاع للرأي أن 34 بالمئة من الأميركيين يعارضون إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا.
وأفادت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، أمس الأربعاء، بأن القوات الغربية التي تدعم أوكرانيا أصيبت بـ«خيبة أمل شديدة»، ولاسيما بعد أن قامت قوات كييف بهجومٍ جديد في جنوبي شرق البلاد، الأسبوع الماضي.
بدورهم، وصف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، الهجوم الأوكراني الأخير، الذي شهد قيام أوكرانيا بإرسال الآلاف من التعزيزات التي درّبها الغرب للتقدم جنوباً من بلدة أوريكيف، بـ«الفاشل»، مضيفين إنه «لم يُسفر بعد عن أي نتائج»، وأشاروا إلى أن المكاسب الأوكرانية تتلخص فقط باكتساب أوكرانيا بضعة أمتار فقط, وأوضحت الصحيفة أنه لدى أوكرانيا الآن نحو 150 ألف جندي ملتزمين بالهجوم المضاد عبر 3 محاور للهجوم، وهؤلاء يضمّون ألوية مُتعددة مدرّبة في الغرب، وفق مسؤول أميركي.
كما لفتت «بوليتيكو» إلى أن كييف لا تزال تحتفظ بعدد من القوات في الاحتياط، إذ يواصل الجنود الأوكرانيون فحص الدفاعات الروسية الملغمة بشدة بحثاً عن نقاط الضعف.
وأضافت الصحيفة: إنه حتى عندما تتمكن القوات الأوكرانية من تطهير حقل ألغام والتقدّم، تستخدم روسيا المدفعية والمروحيات لإسقاط المزيد من الألغام خلفها، في محاولةٍ لمُحاصرة الوحدات بين حقول الألغام، وذلك وفقاً لشخص يُقدّم المشورة للحكومة الأوكرانية.
وقال عالم السياسة الأميركي جون مارشيمر أول من أمس الثلاثاء: إن أي شخص لديه أدنى معرفة، بالتكتيكات والإستراتيجيات العسكرية، كان عليه أن يفهم أنه لم تكن هناك أي فرصة، تقريباً، لنجاح الهجوم الأوكراني المضاد.
وفي وقتٍ سابق، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد، وأشار بوتين إلى أن الجيش الروسي دمّر عدداً قياسياً من المعدات الغربية، وأنّ القوات الأوكرانية لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي تقدّم حقيقي على أي محور، وتكبدت خسائر فادحة في قواتها.
وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بداية تموز الماضي، أن «خسائر أوكرانيا، منذ بداية الهجوم المضاد، بلغت أكثر من 26 ألف عسكري، و3 آلاف وحدة من مختلف الأسلحة»، بما في ذلك 1244 آلية مدرّعة، بينها 17 دبابة «ليوبارد»، و5 دبابات فرنسية «إيه أم أكس»، و12 مركبة أميركية من طراز «برادلي».
من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الهجوم المضادّ الذي شنّته قوّاته ضدّ القوات الروسية بعدما أعدّت له طوال أشهر بالصعب، وأن «الطقس لم يكن مواتياً».
وعلى خطٍّ موازٍ، جاء في استطلاع للرأي العام أجرته مجلة «نيوزويك» بالتعاون مع شركة «ريدفيلد وويلتون إستراتيجيز» أن 34 بالمئة من الأميركيين يعارضون إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا مقابل 31 بالمئة يؤيدون إرسال جيش بلادهم للمشاركة في النزاع هناك.
وأشارت الدراسة، إلى أن 31 بالمئة من الناخبين في الولايات المتحدة يؤيدون أو يؤيدون بقوة مثل هذه الفكرة، على حين يعارض 34 بالمئة من الأميركيين إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا.
ووفقاً للدراسة، قال ربع الذين تم استطلاع آرائهم: إنهم لا يؤيدون ولا يعارضون مثل هذا الاحتمال، و10 بالمئة أجابوا بأنه يصعب عليهم الرد.
ويلفت النظر أن إرسال القوات الأميركية كان مدعوما من المشاركين في الفئة العمرية من 27 إلى 42 عاماً.
وفي وقت سابق، جاء في استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» مع معهد «سينا كوليدج بول»، أن نحو 40 بالمئة من الأميركيين لا يؤيدون تخصيص مساعدات عسكرية واقتصادية إضافية لأوكرانيا.
وقبل ذلك، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن الجيش الأميركي موجود في أوكرانيا، لكنه لا يشارك في الأعمال القتالية ولا يقدم الدعم للعمليات الأوكرانية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن