محمود القيعي:
أثار الاستقبال الحافل لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قي تركيا جدلا هائلا بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
البعض قال إن ما يفعله الرئيس التركي أردوغان يتسق مع السياسة التي لا تعرف سوى لغة المصالح.
آخرون ذهبوا إلى أن أردوغان باستقباله آبي أحمد جهارا نهارا يكون قد قطع شعرة معاوية بينه وبين السيسي، وعاد العداء إلى نقطة البداية، بعد أن كان هدأ قليلا بإيقاف البرامج المصرية المعارضة في تركيا.
إثيوبيا
برأي وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام فإن أحداث أثيوبيا الداخلية والنزاع الحدودى مع السودان والصراعات الدولية حول المصالح والنفوذ فى القرن الإفريقي غطت على الأهمية الدولية لأزمة سد النهضة بالرغم من أهميتها الحيوية لمصر.
وأضاف علام أن أمريكا والغرب معنيان بحقوق الانسان والأزمات الانسانية فى أثيوبيا وهذا لايتماشى مع نزعة أبى أحمد الدكتاتورية الدموية الذى وجد ضالته فى روسيا التى تمده بالسلاح على النوتة، والصين وكذلك إيران اللاعب الجديد فى المنطقة وتمده بالطائرات المسيّرة والمحمّلة بالصواريخ.
وتابع علام: “وهناك من يمد القبائل المتنازعة بالسلاح، وتتفاقم المعارك فى العديد من الجبهات وسط أزمات اقتصادية طاحنة، وليس واضحا المخرجات المحتملة لهذه الصراعات الطاحنة.
وهناك زيارة رسمية لبرهان السودان لتركيا تلتها زيارة أبي أحمد والاعلان عن صفقات سلاح تركية لأثيوبيا واستعداد تركي للوساطة فى النزاع الحدودى الأثيوبي السودانى”.
واختتم علام مؤكدا أن مجلس الأمن، فى سبات عميق، تاركا أزمة سد النهضة فى أيدى الخمس الكبار ولو الى حين.
وأردف قائلا: وأخبار مرتعشة عن مبادرة من هنا وهناك فى محاولات لتضييع الوقت.
لا تلوموا إلا أنفسكم
بعض متابعي علام أبدوا عجبهم من توجيهه اللوم على مجلس الأمن، قال قائل منهم: لا تلوموا إلا أنفسكم!
الغرب
محمد عبد السلام جمعة قال إن الغرب لم يتدخل يوما لحل الازمات فى الشرق الأوسط بل يتوسط ليزيدها اشتعالا.
تركيا
السفير فرغلي طه علق على استقبال أردوغان لآبي أحمد والبرهان بقوله: “من أسبوع زيارة البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى لتركيا، وتصريحات وتوقيع اتفاقيات هامة بين السودان وتركيا، واليوم زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لتركيا ، وتصريحات من رئيس الأخيرة باستعدادهم للوساطة بين السودان وإثيوبيا، حول مشاكل الحدود”.
وقال إن كل الدول حرة فى إقامة علاقاتها مع أى دولة أخرى ، متمنيا للسودان الشقيق كل تطور فى علاقاته الدولية.
وتساءل طه: أين وصلنا بشأن سد الخراب مع إثيوبيا والسودان؟
وأجاب: لقد توقف مجلس الأمن وتوقف الإتحاد الأفريقى ، وجاء الفيضان، وسكت الجميع خاصة مصر، وشعب مصر أصابه الملل والقرف بعد أن تملكه القلق والخوف على المياه
وقال إن ثمة ركودا أو صمتا أو توقفا للاتصالات بين مصر والسودان، على الأقل طبقا لما هو ظاهر، مشيرا إلى أنه يواكب ذلك حركة فى علاقات السودان مع روسيا وتركيا وأوروبا وصندوق النقد الدولي، ومنح وإعفاءات من الديون.
وتابع قائلا: “شيء جيد ويسعدنا أن تتسع علاقات السودان الخارجية ، ولكننا لا نسمع ولا كلمة واحدة عن السد رغم خسائر السودان الكبيرة جراء الفيضانات التى ربما يرى كثير من السودانيين أن سد الخراب سوف يحميهم منها ، وقد ينسون أن السد ممكن أن يمنع المياه عنهم ، ثم نسمع أخبارا عن طلب السودان حصة من كهرباء السد التى لم يتم توليدها بعد”.
وأنهى فرغلي طه قائلا: “هل مصر أيضا فرحت بالفيضان واطمأنت طالما مياه هذا العام لن تتأثر ؟ وماذا بعد ذلك ؟ .. لقد صمتنا كشعب عن مسألة السد من فرط التعب والسأم واليأس ، ولكننا نريد أن نعرف ما يدور أم أن القرار هو : يبقى الوضع على ماهو عليه؟!”
(سيرياهوم نيوز-رأي اليوم 21-8-2021)