د.ولاء زريقة
كلمة حق للزمن: حقيقة بناء منظومة اقتصادية واجتماعية ودولة متينة من كافة الجوانب في ظل مظاهر الخلل الاقتصادي والإداري والقانوني والاجتماعي والدولي وووووو….. أمر غاية في الصعوبة والتعقيد….. يتطلب هذا الأمر تبني وإيمان حقيقي من قبل:
-أولا: المعنيون باتخاذ القرار لبناء هكذا منظومة بشفافية ونزاهة بحيث لا تخدم مصالح عدد محدود وتزيد من سيطرة المحتكرين على الاقتصاد وإنما تخدم سورية أولاً وأخيراً….
– ثانياً: من قبلنا كمنظومة اجتماعية حيث ان قسماً كبيراً منها يحتاج إلى فرمتة فكرية واعادة بناء قيم وثوابت أخلاقية اجتماعية واقتصادية وتعليمية ووطنية حيث لا مكان لثقافة الفساد (الذي يسير مع التيار شاطر وحربوق والذي يقف بوجه التيار غبي وغشيم أغلبنا يعلم بأنه يتم تلقين العبارة السابقة للأطفال من قبل البيئة الاجتماعية منذ نعومة اظافرهم) وثقافة الفوضى والخروج عن القانون وتحصيل الحق باليد والقوة وشريعة الغاب والهيبة والزند وأسياد المال والفكر التكفيري المتطرف…. والبرمجة والتربية السلبية التي تأتينا من كل حدب وصوب داخلياً وخارجياً ونتلقاها بكل سعادة وسرور دون توجيه من قبل المعنيين بالاعلام والثقافة والشؤون الاجتماعية والدينية لا بل هم من قد يساهم بنشرها عن قصد او غير قصد)
لا حل إلا باصلاح شامل ومتكامل إداري وتشريعي واجتماعي واقتصادي وثقافي وقضائي وتعليمي ….
لا حل إلا باقتصاد شفاف وحقيقي وقائم على التنافسية وحرية الدخول لكافة المستثمرين ضمن ضوابط سوق وتشريعات بناءة….
عندما بدأ مصرف سورية المركزي بتسعير سعر صرف الحوالات بسعر قريب من سعر السوق الموازية “السوداء” أذكر بأني أوضحت بأن هذا الإجراء وحده لن يضبط سعر الصرف…. لأن حجم حوالات المغتربين من الاقتصاد الكلي للبلد لا يتعدى 12% (على فرض حجم الحوالات السنوي يقارب 2 مليار $) وبالتالي الانعكاس على ضبط سعر الصرف سيكون ضعيفاً…
فالحل لن يكون إلا ببناء اقتصاد يتم فيه توزيع الدخل القومي بنوع من العدالة الاجتماعية لضمان طلب فعال ومتوازن من قبل كافة الشرائح الاجتماعية هذا من جهة
بالاضافة للعنصر الأكثر اهمية وهو الاعتماد على الاقتصاد المعرفي للانتقال من الندرة إلى الوفرة
باختصار لا كلام فصل إلا كلام سيد البلغاء الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث قال “لو كان الفقر رجلاً لقتلته” ثم اوضح معنى الفقر في خطبة أخرى “لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل” فادارة موارد البلد وثرواته المادية والبشرية بنموذج علمي وحديث قائم على القيم المضافة الحقيقية من أحدث العلوم والمعارف وتبنيها محليا ونقلها من البيئة الخارجية ونماذج الاقتصاد المعرفي والابتعاد عن الأساليب التقليدية المتمثلة بالاعتماد على قرارات شخصية ارتجالية بعيده كل البعد عن المعلومات الحقيقية لن يؤدي إلا إلى نتائج كارثية….
سبب كلامي السابق وحسب اعتقادي أن المركزي سيتوقف عن التسعير وفقا للسوق الموازية وسيثبت السعر عند 7500 لأنه إن استمر بزيادة السعر ستتدحرج الكرة بسرعة وتكبر بشكل مخيف وقد تخرج عن السيطرة….
حمى الله سورية قيادةً مخلصة وجيشاً قوياً وشعباً ناضجاً…
حمى الله المخلصين …. ولعنة الله على المفسدين والفاسدين بأي موقع من مواقع القرار وفي أي زمان ومكان …. إن الله يمهل ولا يهمل
(سيرياهوم نيوز ١-صفحة الكاتب)