كشفت دراسة جديدة بأنّ الأشخاص في بريطانيا وايرلندا يتنفسون ويستنشقون غبار المواد البلاستيكية الدقيقة أكثر من أي بلد آخر، باستثناء الصين ومنغوليا.
وتبين بأن بريطانيا وإيرلندا تحتلان كلتاهما المرتبة الثالثة في دراسة شملت 109 بلدان لتقييم وتحديد نسبة السكان الذين يستنشقون الغبار البلاستيكي حول العالم ويتنفسون تلك المواد رغماً عنهم، ويأتي ذلك نتيجة لبقايا المواد البلاستيكية التي لايتم معالجتها ويتم طرحها في البيئة.
وبدوره، قال أستاذ في هندسة الأنظمة للطاقة في جامعة كورنيل-فيجي يو:” يعد امتصاص اللدائن الدقيقة على المستوى القطري مؤشراً مهماً على التلوث البلاستيكي ومخاطر الصحة العامة، حيث يدعم رسم الخرائط العالمية الشاملة جهود التخفيف من التلوث المحلي من خلال تعزيز مراقبة جودة المياه وإعادة تدوير النفايات بشكل فعال.”
وتشمل الدراسة عادات الأكل في كل بلد، وتقنيات معالجة الأغذية، والتركيبة السكانية العمرية ومعدلات التنفس-مع جميع العوامل التي تساهم في الاختلافات في كيفية استهلاك سكان كل بلد للمواد البلاستيكية الدقيقة. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص في كل من المملكة المتحدة وإيرلندا يتنفسون ما يقدر بنحو 791000 جزيئات بلاستيكية دقيقة يومياً، ومع ذلك، فإن المستوى في الصين ومنغوليا أعلى بكثير، حيث يبلغ 2.8 مليون جسيم يومياً.
قد تكون النتيجة العالية للمملكة المتحدة جزئيا بسبب الاعتماد على دراسة أجريت عام 2019 والتي أظهرت مستويات عالية بشكل كبير من الجسيمات الدقيقة البلاستيكية في هواء عاصمة المملكة المتحدة-وخاصة الألياف الدقيقة من منسوجات الأكريليك، ووجد الباحثون أن سكان الولايات المتحدة يستنشقون حوالي 300000 جزيئة يومياً، بينما يتنفس سكان البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة كميات أقل، وتتنفس دول مثل إسبانيا والبرتغال والمجر حوالي 60000 إلى 24000 جزيئة شهرياً.
ونظرت الدراسة أيضاً في كمية البلاستيك الدقيقة التي يأكلها الناس، وللقيام بذلك، جمع الباحثون بيانات عن تركيزات البلاستيك الدقيقة في الفئات الفرعية للمجموعات الغذائية الرئيسية مثل الفواكه والخضروات والبروتينات والحبوب ومنتجات الألبان والمشروبات والسكريات والملح والتوابل، وتستخدم النماذج أيضاً بيانات توضح بالتفصيل كمية هذه الأطعمة التي يتم استهلاكها في بلدان مختلفة.
على سبيل المثال، استهلاك ملح الطعام، للفرد، متساوٍ تقريباً في إندونيسيا والولايات المتحدة، لكن تركيز البلاستيك الدقيق في ملح الطعام الإندونيسي أعلى بنحو 100 مرة.
وبشكل عام، وجدت الدراسة أن الماليزيين يأكلون حوالي 15 جراماً من اللدائن الدقيقة شهريا- أكثر من أي دولة أخرى- مع غالبية جزيئات البلاستيك القادمة من مصادر مائية مثل المأكولات البحرية.
الإندونيسيون ليسوا بعيدين عن الركب، حيث يأكلون حوالي 13 جراماً من البلاستيك الدقيق شهرياً، ويقدر المدخول الغذائي الأمريكي من اللدائن الدقيقة بحوالي 2.4 جرام شهرياً، في حين أن أدنى مستوى هو باراغواي عند 0.85 جرام.
هذا واحتلت المملكة المتحدة المرتبة 89 في استهلاك اللدائن الدقيقة حيث استهلك الشخص العادي حوالي 1.6 جرام شهرياً، وفقاً للدراسة.
وختم المؤلف المشارك شيانغ يو:” أدى التصنيع في الاقتصادات النامية، لاسيما في شرق وجنوب آسيا، إلى زيادة استهلاك المواد البلاستيكية وتوليد النفايات وامتصاص البلاستيك الدقيق البشري، وعلى العكس من ذلك، تشهد الدول الصناعية اتجاهاً عكسياً، مدعوماً بموارد اقتصادية أكبر لتقليل وإزالة نفايات البلاستيك المجانية”.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة