آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » اسرائيل في الفوضى.. الانقلاب جار فما النتائج..

اسرائيل في الفوضى.. الانقلاب جار فما النتائج..

ميخائيل عوض

اسرائيل القديمة في موت سريري وامكانية إحيائها باتت في طي المستحيلات. واسرائيل الجديدة تستعصي ولادتها وتتأزم ومخاضها طويل ومتعب وقد يتحول الى دام…
فالكيان الوظيفي كأخواته من نواتج الحرب العالمية الاولى التي صنعت في خدمة المصالح الاستعمارية بتصميم ومقص سايكس بيكو- وعد بلفور والتعاقد بين بريطانيا والاسرتين السعودية والوهابية، كنظم وجغرافية استنفذت صلاحياتها وزمانها ووظائفها والعالم والاقليم والمنطقة في مخاض ولادة الجديد واعادة هيكلة الجغرافية والنظم والتكتلات والتشكيلات الوطنية والقومية والقارية وعالم ونظام جديد في مخاض الولادة  وكل واي من العناصر والاسباب التي امنت تلك الكيانات قد انتهت والى زوال..
فما المصير والى اين المسار؟
اسرائيل تأسست عنوة وقسرا واعطيت وظيفة تامين ورعاية ما صمم من نظم وجغرافية بالتفاعل مع اخواتها من الكيانات المصنعة قسرا، لتامين مصالح الغرب، واصبحت اليوم كلها في خبر كان..
*الانقلاب جار؛
يجمع الباحثون والكتاب على القول؛ ان نتنياهو – بن غفير يمارسون انقلابا نوعيا على إسرائيل لإعادة تكييفها وتغير بنيتها وهيكلياتها واعادة تشكيلاتها، بما في ذلك محاولات استنباط مهام لكيانها، ويحاولون تفصيلها دولة دينية حريدية، سفرديمية، الا ان المحاولة خطرة ولم ولن تتوفر لها الفرص والزمن والعناصر المساعدة لأسباب تاريخية وواقعية جارية؛ لطبيعة إسرائيل واليات إنشائها ووظيفتها، وبسبب التحولات الإقليمية والعالمية العاصفة والتي تنتظم كلها وكل مجريات مستقبلها في غير صالح اسرائيل الكيان المصنع في خدمة قوى استعمارية والعالم الانكلو ساكسوني الذي دخل طور الذبول والانهيار، والدول الدينية وتسييس الدين انتفت شروطها وظروفها واسبابها وتغرب شمسها.
فليس من دولة او قوة او جهة نافذة تحتاج لإسرائيل وخدماتها وكلفتها العالية وهي اصبحت كمثل زائدة دودية ملتهبة  لا حل لها الا مبضع الجراح، وقد شحذت وتجري الاستعدادات لإتمامها وما تكثيف الاعتداءات الاسرائيلية على سورية واعلان ايران ان احد مستشاري الحرس قد استشهد جراء عمليات القصف، الا تحضير الاجواء والمسرح لجولات عنف ما يعني ان زمن المواجهة قد ازف وقد تقع الحرب او جولة عنف كاسرة في اي لحظة. فقد سبق للسيد حسن نصرالله ان هدد وتوعد وسبق ان ابلغت ايران الوسطاء والروس واعلنت ان استشهاد اي من عناصرها في سورية يلزمها بالرد القاس واللاجم…. والان باتت الميه تكذب الغطاس….
وفي العودة الى الانقلاب الجاري في اسرائيل  فعلى ضفة المعارضة ايضا فقد اتخذت سلسلة خطوات انقلابية بحسب كل الاعراف وتعريفات الانقلاب.
وزير الدفاع برغم انتسابه لكتلة الليكود٠ في الكنيست تمرد، ومازال لم يتسلم قرار اقالته ويمارس صلاحياته، ويداوم في مكتبه، والجيش في اهم وحداته تمرد وامتنع عن تلبية الاوامر وتنفيذها خاصة طياري سلاح الجو والاطباء والضباط من رتبة رائد ومتطوعي واحتياطي مجموعات النخبة  وضباط الشرطة تمردوا ورفضوا الاوامر، ورفضوا الالتحاق بالوحدات وبالتمارين الدورية، ومجالس البلديات اعلنوا لإضراب، والموظفون في مختلف القطاعات اضربوا واقفلوا المؤسسات وأوقفوا المطارات والمرافئ.
الجاري في اسرائيل يوصف بالفوضى وبالاستنفار الاقصى وبتحشيد القوى للحرب الاهلية لتي طالما حذر منها قادة الاجهزة الامنية والنخب الاسرائيلية، والمتاريس قد تم بناءها وتحصينها والمظاهرات المتضادة كانت بمثابة اختبار لموازين القوى سجل المراقبون اختلالا بالحشود  لصالح المعارضة التي حشدت ٦٠٠ الف بينما تظاهرات اليمين وانصار حكومة بن غفير لم تحشد نسبة ١٠% وتاليا فالمرحلة تكاد تكون زمن الحسم، وانجاز المهمة، والاحتمالات تتراوح بين قبول نتنياهو الهزيمة والانسحاب من الحياة السياسية، وترك الليكود يختار زعيما ويدير مفاوضات لتشكيل حكومة بلا سيموريتش وبن غفير وستستحيل المهمة، او الاتفاق بدعم وضغوط امربكية اوروبية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تبدو ظروفها ومعطياتها وحجم الانقسامات والقضايا الصراعية الراديكالية العميقة غير الممكن تسويتها او تأجيل انفجارها، ويبقى الاحتمال الوحيد صاحب الحظ هو في انقلاب عسكري مسند من حركة الشارع وتشكيل حكومة انتقالية لادارة الازمة .
في اسرائيل ارتسمت موازين القوى بين قبائلها، والمعركة فاصلة هي حياة او موت فإما تنتصر اسرائيل القديمة المتهالكة والفاقدة لدورها الوظيفي ولقوى حمايتها واسنادها، واذا انتصرت ستخسر عضلاتها وفتوتها وقوتها الاجتماعية الهجومية والمتطرفة، وكتلة المستوطنين، وكي ترمم قدراتها فهي ملزمة اما بقبول دولة ثنائية القومية يتشكل فيها الفلسطينيون قوة وازنة تناصف في الوظائف والمكانة والقوة المجتمعية، وهذه ستعني تحولات جوهرية لصالح استعادة فلسطين وتعريبها وعودتها الى محيطها وطبيعتها، او ستجري محاولة محمومة للعودة الى حل الدولتين في توازن قوى جديد يجعل من المستحيل تمريرها وقبولها من الفلسطينيين الذي قاوموا ودفعوا اثمان باهضه واكثر من خمسين سنة بالرهان على التسوية التي انتهت الى محاولات تهويد الضفة والقدس واقامة دولة يهودية.
وتاليا كل الخيارات تبدو مسدودة الافق. وبكل حال لتجري احدى المحاولتين لابد ان يحسم الاشكيناز وبإسناد امريكي اوروبي ومن الجيش والدولة العميقة لإسقاط واضعاف نتنياهو بن غفير، والمنطقي ان نتنياهو بن غفير المالكين لقوة فتية ومحاربة ومتدينة في إسرائيل لن يستسلموا لانقلاب او لمحاولات التصالح مع الفلسطينيين بطرح مشروع الدولة الثنائية القومية او الدولتين بحدود ٤ حزيران وبعودة اللاجئين، ويصير الافضل لنتنياهو بن غفير الشارع والمتاريس والحرب الاهلية وهذه الارجح.
في اسرائيل الفوضى ضاربة وموازين القوى رجراجة، والرعاة لها من امريكا والاطلسي يساندون الاشكيناز بينما السفىرديم اقوياء فيها ولا سند لهم في البيئة او العالم، وعلية فوصفة استدامة الفوضى هي الاكثر واقعية والمحاولات الانقلابية جارية وعلى الضفتين ولن يكتب لواحدة الظفر واعادة تأسيس اسرائيل واختراع وظائف للكيان وتأمين قوى دولية واقليمية تسانده وتحميه وتموله وتؤمنه فهذه انتفت والى الابد.
غدا؛ ماذا عن الفلسطينيين وعن محور المقاومة وهل يستطيعون اللعب بالتناقضات الاسرائيلية وباي اليات واستراتيجيات.
…/ يتبع

 

(سيرياهوم نيوز4-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مسيرات اليمن في 460 ساحة.. تحت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”

  خرجت مسيرات حاشدة، اليوم الجمعة، في محافظات صعدة ورَيْمَة ومأرب وعدد من مديريات محافظات عَمْران وإب وتعز وحَجَّة وذَمَار والجوف والمَحْوِيت نصرة للشعبين الفلسطيني ...