ميخائيل عوض
باي مقياس وبالمقارنة بأية حرب يمكن الجزم أن “اسرائيل ” نتنياهو هُزمت في حربها الوجودية ، وتالياً لا مكان لها في المنطقة ، كما قال نتنياهو نفسه وغالانت وزير دفاعه.
هُزمت بالوقائع والمعطيات الجارية والمعاشة ، فقد بلغ مشروع وأوهام نتنياهو ذُروة المنحنى بعد إغتيال السيد حسن نصرالله ، وخرج يعلن مشروعه للشرق الأوسط ، وعزمه على إعادة هيكلة المنطقة نُظُم وجرافيا وتكتلات.
ذروة أوهامه أستنفذت بأيام قلائل وبدا المنحنى يهبط ، والهبوط في العادة يتسارع.
جرّب عزيمة جيشه في غزو لبنان ، ودمرت دباباته ، وقتل جنده وضباطه ،وعجز.
رَفعت المقاومة من مَنسوب إستهدافاتها عمقاً واهدافاً ، وتثبّت الجميع من سلامة صواريخها وقواعدها وتمكّنها من النهوض من كبوتها التي اودت بحياة قادة وكوادر.
بعد سنة وقرابة الشهر لم يحقّق نتنياهو أي من اهدافه في غزة ولبنان وسورية واليمن ومع ايران ، بل ردّت ايران وأكدت شراكتها وامتلاكها السلاح القادر ، ولم تساوم أو تبيع.
زمن برطعة وَتفرد نتنياهو وتمردّه على معلّميه يسارع النفاذ والإنتخابات الأميركية تقترب ساعتها ، ولن يبقى له فرص او إسناد مفتوح.
في تاريخ البشرية لكل فرد أو دولة او حزب وإمبراطورية مسارات ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة وكهولة فموت.
“اسرائيل ” ؛ اتمّت دورتها ، وبلغت شيخوختها ، واصيبت بمرض الزهايمر والخرف ، ونتنياهو سموتريتش بن غفير شواهد حيّة ناطقة.
ماذا بعد ؛
ضربة لإيران ستستعجل النهاية والإنهيار ، وما تبقى من نفوذ وقوّة للنظام والعالم الأنكلو ساكسوني صاحبها وقائدها وموظفها.
“اسرائيل” ، وحلفها العالمي استعرض وَاستخدم كل واي من عناصر القوة ، وباتت الأيدي خاليه.
المحور لم يستخدم بعد ٢٠% من قدراته…
في الحروب تصنع الخواتيم موازين القوى الكلية ، والبيئات الإستراتيجية ، وكلّها تعمل في غير صالح “اسرائيل”.
الدول والأحزاب والقادة والأمم الحيّة والساعية إلى صناعة المستقبل ، هي التي تفكّر بالغد وبمستقبلها لا بماضيها.
التضحيات الجسام ومسارات الحرب والأزمنة وحاجاتها تفرض علينا ان ننتقل من الإشتغال بالماضي الى المستقبل فلنبدأ حواراً تفاعليا لاستطلاع ؛ ماذا سيكون بعد رحيل “إسرائيل” وإنهيار هيمنة الغرب الأنكلو ساكسوني.
قيادة عصر ما بعد “إسرائيل” وامريكا يحتاج الى وعي ومعرفة للواقع كما هو والتخطيط للمستقبل ،
فالمنتصرون يكتبون التاريخ ويقودون في المستقبل.
(سيرياهوم نيوز2-الكاتب)