دوّت انفجارات قوية بالعاصمة السودانية الخرطوم، السبت، جراء القصف المدفعي والجوي المتزايد بصورة عنيفة في عدة مناطق من المدينة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، تجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم.
فيما قال شهود عيان للأناضول، إن أصوات قصف مدفعي قوي ومكثف تُسمع في شمال مدينة بحري في حي “كافوري” بالخرطوم.
وذكر الشهود أن المناطق التي يمر بها جسر “الحلفايا” الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان (بمحافظة العاصمة السودانية)، تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وخاصة أحياء “الحلفايا” شمالي مدينة بحري.
كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في حي برّي شرقي الخرطوم، وهو أقرب الأحياء السكنية لمقر القيادة العامة للجيش السوداني، بحسب الشهود.
تأتي هذه التطورات رغم توافق الجيش و”الدعم السريع” ليلة 24 أبريل/ نيسان الجاري، على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية ـ سعودية، وتجديدها ليلة الخميس.
ومنذ 15 أبريل، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
واعلنت القوات المسلحة السودانية اليوم السبت أن قواتها تعمل طبقا لما هو مخطط لها وتؤدي مهامها بثبات وثقة ، مشيرة إلى أن التآمر كان كبيرا وخططت له جهات في الداخل والخارج، لكن تكسرت حلقاته تحت وطأة صمود وثبات رجال القوات المسلحة.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ، في منشور أورده عبر حسابه بموقع “فيسبوك” اليوم :”ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين، كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل، وهو في الحقيقة كان مشروعا لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لصالح مشروع حكم ذاتي لشخص واحد” .
وأضاف أن “هذه معركة ليس فيها أي مجال للحياد الزائف وستنجلي قريبا بالنصر لصالح بقاء الدولة السودانية ومؤسساتها الراسخة وانتهاء مشروع اختطاف بلادنا للأبد” .
ولفت إلى العمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وبقية أجهزة الدولة من استئناف عملها وعودة الحياة لطبيعتها بأسرع وقت ممكن ، موضحا أن “المعركة وحدت الشعب وقواته المسلحة وزادت من حرص أبناء الشعب السوداني على أهمية بقاء قواته المسلحة”.
وأشار إلى “فشل كل محاولات المتمردين وأعوانهم من عملاء الداخل والخارج في التسويق لمشروعهم القائم على خداع الناس وتزييف الحقائق وشراء الذمم” ، مؤكدا اكتمال حلقات النصر قريبا ، و”لحظة حساب كل مخذل ومرجف باع قضية الوطن مقابل التكسب الرخيص وسيلفظهم الشعب، لأنهم ساندوا من قتلوا أبناءه واستباحوا ممتلكاته وخربوا مؤسساته”.
وقال إن “كل المناورات التي جرت خلال الشهور الماضية كان هدفها تدمير الكتلة الصلبة للبلاد المتمثلة في جيش البلاد ومنظومتها الأمنية لتحل مكانها المليشيا المتمردة، التي أظهرت أسوأ ما يمكن تصوره من سلوك طابعه عدم التورع عن استباحة مؤسسات البلاد وتخريبها ونهب كل ما يقع تحت أيديهم بلا وازع أو ضمير”.
وكشف عن أن “بعض القنوات الفضائية أسفرت عن وجهها الحقيقي المعادي للقوات المسلحة، ومن حسنات الأزمات تمايز الصفوف” لافتا إلى عدم “تنازل الجيش عن هدف المحافظة على كيان الدولة السودانية وتخليص البلاد من حالة الاستهبال السياسي وخداع الناس بالشعارات الكذوب”.
وأشار إلى أنه قريبا جدا ستحتفل الخرطوم بيوم النصر وتسدل الستار على انتهاء فصول أسوأ حقبة عاشتها البلاد ، مجددا نداءات القيادة العامة للمتمردين بأن “يتوقفوا عن المشاركة في مشروع تخريب البلاد ومحرقة الحرب والمسارعة للتبليغ لأقرب منطقة عسكرية والانضمام لصفوف القوات المسلحة”.
وتواصلت المعارك الجمعة في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، رغم إعلان تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أودى بحياة مئات الأشخاص.
الخرطوم / عادل عبد الرحيم / الأناضول
أعلنت وزارة الصحة السودانية، السبت، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات في البلاد إلى 528 قتيلا و4599 مصابًا منذ بداية المعارك منتصف أبريل/ نيسان الجاري.
وقالت الوزارة في بيان: “جملة الوفيات بلغت 528 والإصابات 4599 إصابة تم تسجيلها بكل المستشفيات في ولايات البلاد (18 ولاية) في الفترة من 15 إلى 27 أبريل الجاري”.
وأشارت إلى أن عدد الولايات التي تأثرت بالاشتباكات بلغت 12 ولاية.
وكانت “الصحة” قد أعلنت الأربعاء، مقتل 512 شخصا وإصابة 4193 آخرين جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع”.
ميدانيا، قالت قوات “الدعم السريع” في بيان، السبت، إنها “أسقطت طائرة حربية من طراز (ميغ) تتبع للجيش السوداني”.
وأفاد البيان: “تمكنت قوات الدعم السريع بأم درمان اليوم (السبت)، من إسقاط طائرة حربية طراز ميغ تتبع للجيش”، دون مزيد من التفاصيل.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش بشأن ذلك حتى الساعة 14:45 ت.غ.
ومنذ 15 أبريل، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجّه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.
وأطلقت منظمات ناشطة الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية، ولا سيما قرب الحدود التشادية. واندلع القتال في الجنينة قبل خمسة أيام.
وتحدّثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين “رشاشات وقذائف ار بي جي ومضادات طائرات” في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وقالت إنهم “أطلقوا قذائف على المنازل”.
وأوردت نقابة الأطباء في بيان أن هناك “عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك” في الجنينة. وذكرت أن “الأحداث الدموية لا تزال جارية” في المدينة “مخلفة عشرات القتلى والجرحى”.
وتحدثت الأمم المتحدة عن “توزيع أسلحة على المدنيين” في دارفور.
وحذّرت الأمم المتحدة التي علّقت نشاطها في السودان بعد مقتل خمسة من موظفيها في أولى أيام المعارك، من أن خمسين ألف طفل يعانون “نقص تغذية حادا” محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.
ويصعب الحصول على معلومات دقيقة عمّا يجري في الإقليم الذي شهد في 2003 حربا دامية استمرت سنوات بين قوات الرئيس السابق المعزول عمر البشير شاركت فيها قوات الجنجويد (قوات الدعم السريع بقيادة دقلو)، ومتمردين متحدرين من أقليات إتنية، وتسبّبت بمقتل قرابة 300 الف شخص ونزوح 2,5 مليون.
في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يبذل الأطباء قصارى جهدهم لتوفير رعاية صحية لعدد كبير من المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات.
وقال منسّق نشاط منظمة “أطباء بلا حدود” في الفاشر “الوضع صعب جدا جدا هنا”.
وفي مقابلة مع قناة الحرة الأميركية، قال البرهان إن “مرتزقة” يتدفقون عبر الحدود من تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر لاستغلال الفوضى في السودان.
من جهته قال دقلو في مقابلة مع بي بي سي “البرهان ليس جديرا بالثقة وهو خائن. هذه الحرب تدمر السودان”.
– تمديد الهدنة –
في الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من ثلاثة أيام لم يتمّ التزامها فعليا، أعلن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موافقتهما مساء الخميس على تمديد وقف إطلاق النار 72 ساعة إضافية، بمساع أميركية وسعودية.
منذ 15 نيسان/أبريل، أُعلنت هدن عدة، سجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك ساهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكن لم يتم التزامها بشكل ثابت.
في بيان مشترك صدر في واشنطن، رحّب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع “للانخراط في حوار توصلا إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق”.
وأضاف البيان “هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية ستسهم في وقف دائم للأعمال القتالية وفي الترتيبات الإنسانية وتطوير خطة لخفض التصعيد”.
ورحبّت دول عدّة بتمديد اتفاق وقف النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل.
وأعلنت مصر أن موفدا من البرهان سيصل السبت الى القاهرة لمقابلة وزير الخارجية سامح شكري.
والولايات المتحدة التي يتوسط دبلوماسيوها هاتفيا بين الطرفين المتحاربين، اقرت بانتهاك الهدنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل “لكن تنفيذ وقف لإطلاق النار غالبا ما يكون صعبا في البداية. انتهاكات وقف إطلاق النار لا تعني فشل وقف إطلاق النار”.
قالت الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن 16 في المئة فقط من المرافق الصحية في الخرطوم لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ما يترك الملايين دون الحصول على الرعاية الصحية.
من جهة أخرى، حذّرت الأمم المتحدة الجمعة من أن ما شهدته البلاد أخيرا من فرار من السجون يمكن أن يؤدي الى “مزيد من العنف في ظل مناخ عام سائد يوحي بأنه لا توجد محاسبة”.
وأعلن أحد مساعدي الرئيس المخلوع، وهو مطلوب بمذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في إقليم دارفور خلال حكم البشير، قبل يومين أنه فرّ مع رفاق له من سجن كوبر في الخرطوم على وقع القتال والفوضى العارمة في السودان.
على الأرض، القتال يتواصل. وأفاد شهود بحصول تبادل للقصف في الخرطوم الجمعة استُخدمت فيه طائرات عسكرية تابعة للجيش ومدفعية ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع.
وقال شهود لفرانس برس إنهم سمعوا ضربات جوية ومدافع مضادة للطائرات تطلق قرب مقر قيادة الجيش في العاصمة.
– نزوح جماعي –
ولم يعرف السودان استقرارا منذ 2019. وأطاح الجيش في نيسان/أبريل من تلك السنة البشير تحت ضغط احتجاجات شعبية عارمة ضده. وتقاسم السلطة بعد ذلك مع مدنيين قادوا هذه الاحتجاجات.
في تشرين الأول/أكتوبر 2021، نفذ البرهان ودقلو انقلابا أطاح المدنيين من الحكم، قبل أن يبدأ بينهما صراع على السلطة انفجر عسكريا.
ويسعى سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين الى الفرار من المدينة التي تشهد انقطاعا في الماء والكهرباء والاتصالات وأزمة وقود، بالإضافة الى القصف المتواصل.
وتسبّب القتال بنزوح جماعي في البلد الذي يعدّ من أفقر بلدان العالم.
ووصل عشرات آلاف السودانيين الى دول مجاورة. وتقول الأمم المتحدة إن 270 ألفا يمكن أن يفروا الى تشاد وجنوب السودان.
ويغادر الأجانب غالبا عبر البحر من بورتسودان (شرقا)، أو في طائرات تنطلق من قواعد عسكرية.
وستُنهي المملكة المتحدة السبت عمليات الإجلاء بطائرات عسكرية لرعاياها وأقاربهم المحاصرين في القتال الدائر في السودان. وقالت الخارجية البريطانية إن الراغبين في الإجلاء يجب أن يتوجهوا إلى المطار بحلول الساعة 10,00 ت غ صباح السبت.
وأجلت تشاد في غضون ثمان وأربعين ساعة 351 من مواطنيها الذين حوصروا في القتال الدائر في السودان، بعد وصول طائرة ثالثة إلى نجامينا على متنها 130 راكبا، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس ليل الجمعة السبت.
وتعرضت طائرة نقل عسكرية تركية لإطلاق نار حسبما أفادت وزارة الدفاع التركية ما يظهر استمرار المخاطر وسط تدافع الحكومات الأجنبية لإنهاء عمليات إجلاء مواطنيها.
ووصلت سفينة سعودية مساء الخميس الى جدة حاملة 2744 شخصا من جنسيات مختلفة أجلتهم الرياض.
ونفّذت دول عدة، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عمليات إجلاء خلال الأيام الأخيرة.
من جهته قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان لرويترز اليوم السبت إن الطرفين المتحاربين في البلاد منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر.
ويمثل هذا بصيص أمل حتى في ظل تواصل القتال.
وقال المبعوث فولكر بيرتس إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين “للجلوس معا فعليا”.
وأضاف أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات.
وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن. وأمس الجمعة، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مقابلة إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ووصفه بأنه “زعيم التمرد”.
وقال دقلو، المعروف باسم حمديتي، إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.
وقُتل المئات منذ 15 أبريل نيسان حينما تفجر صراع طويل على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع متحولا إلى قتال.
وأشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن إن كلا من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضا إن المواقف تتغير.
وأضاف “يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحا نوعا ما على المفاوضات. لم تكن كلمة ‘مفاوضات‘ أو ‘محادثات‘ حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك”.
وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه “الاستسلام أو الموت”، يقولان أيضا “حسنا، إننا نتقبل… شكلا ما من المحادثات”.
وتابع “أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر”.
وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن قوات الدعم السريع لديها وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.
وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل. وفر عشرات الآلاف من السودانيين إما إلى بلدات أخرى أو إلى الدول المجاورة.
وقال بيرتس إن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات لكنها فشلت في إيقاف القتال.
وطُرحت جدة كمكان للمحادثات “العسكرية الفنية”، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق أفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.
وقال بيرتس إن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل نيسان، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن “وقف تصعيد مؤقتا” تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم