آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » اصمتوا اعلامياً يا”حماس”: العالم مع الفلسطينيين وليس معكم!!

اصمتوا اعلامياً يا”حماس”: العالم مع الفلسطينيين وليس معكم!!

 

علي عبود

 

لم تتمكن حركة حماس من تغيير نظرة العالم إليها فهي “باستثناء محور المقاومة” لاتزال “إرهابية”، وبدأنا نسمع سؤالا إشكاليا: ماذا استفادت حركة حماس من عملية طوفان الأقصى؟

وبعد عام تقريبا من حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” في قطاع غزة والضفة الغربية نستنتج بسهولة: العالم مع الفلسطينيين وضد حماس “الإرهابية”!

والأسئلة المشتركة لدى غالبية المحللين خلال الأشهر الماضية: لماذا “استفردت” حركة حماس بعملية طوفان الأقصى دون تنسيق مع حزب الله وإيران..هل أرادات مفاجأة الجميع، أم توريط دول محور المقاومة بحرب شاملة غير مستعد لها مع “إسرائيل”..الخ؟

أما السؤال الأكثر استفزازا ويثير الكثير من الشكوك فهو: هل “وفرت” حماس لأمريكا وإسرائيل المبرر لشن حرب وحشية على قطاع غزة من سكانها بهدف تسهيل تنفيذ مشروع الممر الهندي المنافس لممر طريق الحرير من خلال تنفيذ قناة بن غوريون التي ستطيح بقناة السويس..الخ؟

والسؤال المحيّر أيضا:ماالخلفيات التي دفعت قيادة حركة حماس لقبول مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع انه كررها أكثر من مرة بأنها مبادرة “إسرائيلية”؟!

قد لايكون لدى الحركة حاليا خيارات أخرى سوى الإستمرار بمقاومة جيش الاحتلال بعدما تحول قطاع عزة إلى مكان لايصلح للعيش إلا بعد عملية إعادة إعمار طويلة جدا ستستغرق أكثر من ثلاثين عاما.. فهل ستفععلها أم سترضخ للضغط والإبتزاز؟!

التجارب السابقة تؤكد أن قيادة حماس التزمت دائما باتفاقيات تهدئة مع حكومة العدو بضغط مصري وقطري مقابل تمرير الأموال والمساعدات لقطاع غزة، كانت ترفض دائما الوقف الدائم إطلاق النار، فما الذي تغيّر الآن بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى؟

مهما كانت المستجدات، فإن قيادة حماس أخطأت بإطلالتها الإعلامية المتكررة يوميا خلال الأشهر الماضية، وتوحي تصريحاتها بأن الرأي العام العالمي يؤيد مقاومتها لجيش الاحتلال، وهذا استنتاج غير صحيح!

الحقيقة أن العالم (بما فيها محكمة الجنايات الدولية) ضد حماس، ومع الفلسطينيين، وهناك بون شاسع بين إدانة الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو ضد الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المشافي والمدارس والمنازل، وبين المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال!

والملفت، أن قيادة حماس تعرف جيدا أنها لاتزال منظمة “إرهابية” بنظر معظم حكومات العالم ومن بينها حكومات عربية، ومع ذلك تطالب هذه الحكومات بمزيد من التأييد لقضيتها “العادلة”، وهذا يعني أنها في واد والعالم في واد آخر!

لقد أوحت حركة حماس وكأنّها حققت انتصارا بقيام جنوب إفريقيا بمحاكمة “إسرائيل” أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، كما أوحت الحركة ان الإحتجاجات الشعبية والتظاهرات الطلابية والإنتقادات الصادرة عن سياسيين وبرلمانيين وكتاب وفنانين في أغلب دول العالم للعدوان “الإسرائيلي” المستمر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة..الخ وكأنّ العالم يناصرها ويؤيدها بتصديها لجيش العدو، فهل هذه الإيحاءات صحيحة؟

كان من الأفضل لحركة حماس أن تغيب عن الساحة الإعلامية وتتركها لمناصري القضية الفلسطينية، فالحقيقة الساطعة أن العالم مع فلسطين وضد حماس، وهذه الحقيقة لم تغيرها عملية طوفان الأقصى، ولن تغيرها أي عمليات مماثلة في الأمد المنظور!

وتعرف حركة حماس جيدا، وخاصة من أطلع من قيادييها على مضبطة إتهام جنوب أفريقيا، انها أدانت في ديباجتها عملية طوفان الأقصى، كما سبق للمتحدث الرسمي باسم رئيس جنوب أفريقيا (فنسنت ماجويينيا) الإعلان في مؤتمر صحفي: دعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال لا يعني دعم حماس!

والسؤال: هل تفيد الإطلالات الإعلامية اليومية لقيادات حركة حماس هذا التأييد العالمي غير المسبوق للقضية الفلسطينية؟

لو راجعنا كل الإنتقادات الصادرة من كل الفعاليات السياسية والبرلمانية والثقافية والفنية والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لكيان العدو، فإنهم يدينون “إرهاب” حماس من جهة ، ويدينون عمليات إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة من جهة أخرى، وهذا يعني أن حماس بإطلالاتها الإعلامية تضر القضية الفلسطينية، إلا إذا كانت مرغمة عليها أمام مناصريها!

وصورة حركة حماس باعتبارها من أذرع حركة الاخوان المسلمين ليست أفضل حالا في كل الدول العربية، باستثناء الداعم الوحيد لها قطر الأداة الفضلى للأمريكان في المنطقة، ولم يصدّق أيّ بلد عربي أن الحركة أنهت ارتباطها بحركة الإخوان المسلمين في عام 2017 لتتفرغ ـ حسب قولها ـ للعمل المقاوم فقط!

وإذا كان العالم لايؤيد حماس ضد “إسرائيل”، فلماذا تعادي الأنظمة العربية حركة حماس؟

إذا عدنا إلى تاريخ الإخوان في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي، فسنكتشف انه تاريخ حافل بالمؤامرات والإغتيالات، وأنهم حسب الكثير من الوثائق، كانوا ـ وربما مازالواـ مرتبطين بالمخابرات البريطانية، أما إذا استعرضنا تاريخهم الحديث، وخاصة مايتعلق بحركة حماس فهو مكلل دائما بالسواد وبالمؤامرات:

ـ انقلبوا على السلطة الفلسطينية واستفردوا بحكم غزة بعد طرد حركة فتح، ورفضوا أي مصالحة لاتحقق شروطهم كاملة، وهذا الإنقسام أضر بالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

ـ في مصر تمكنوا من الوصول إلى رئاسة الجمهورية وكان الشغل الشاغل للرئيس الإخواني السابق محمد مرسي تعزيز العلاقات مع “إسرائيل”، وكان يخاطب نظيره “الإسرائيلي” السابق شمعون بيريز في رسائله الموجهة له في المناسبات بعبارة “اخي العزيز” في حين كان شغله الشاغل التآمر على سورية، وردد أمام جماهيره الإخوانية شعاره المشهور: (لن يهدأ لنا بال حتى إسقاط النظام السوري”!

وقلة تعرف ان السبب الحقيقي للإنقلاب العسكري على حكم الإخوان في مصر كان قيام زعيمهم مرسي بعرض مساحة من سيناء لتنفيذ مشروع “إسرائيل” بتوطين الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة، وهذا بالنسبة للجيش المصري أكثر من خط أحمر.

ـ في سورية أيدت حركة حماس “الثورة السورية” التي قادتها في البدايات حركة الإخوان، وانكشف فيما بعد أنهم كانوا يعدّون للإنقضاض على “النظام” قبل سنوات من اندلاع الربيع العربي، فشبكة الأنفاق التي كشفها الجيش السوري هي من صناعة حماس 100% وكانوا على ثقة أنهم سيفوزون بالسلطة في سورية كما فازوا بها في مصر.

ـ ما أن وصل الإخوان إلى السلطة في تونس حتى بادروا إلى فتح باب التطوع للجهاد في سورية وليس في فلسطين.

ـ خلال حرب تموز في لبنان عام 2006 وعلى الرغم من شراسة العدوان الصهيوني وهدفه المعلن بالقضاء على المقاومة اللبنانية لم تطلق حركة حماس رصاصة واحدة ضد جيش العدو، وبقيت شاهدا أخرسا على العدوان مثل سائر الأنظمة العربية.

ـ استفردت “إسرائيل” بحركة الجهاد الإسلامي عدة مرات، ومع ذلك ولا مرة تدخلت حماس لمساندتها.

الأغرب من كل ذلك أن تطلب قيادة حماس من حزب الله الدخول بحرب واسعة وشاملة ضد العدو، ولا تطلب أي مساعدة من الأب الروحي لحركة الأخوان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ،أو من قطر حليفة الأمريكان في المنطقة، أوتطلب من مصر الوسيط الدائم لها مع العدو بفتح معبر رفح بالقوة، ومدها بالمساعدات الغذائية والدوائية على الأقل.

الخلاصة: من الأفضل لحركة حماس الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي منحته “إسرائيل” رخصة رسمية للعمل السياسي في عام 1987 ليكون المنافس لحركة فتح، أن تبتعد عن المشهد الإعلامي وترك مهمة قتال العدو لذراعها العسكري “القسام”، ولتعترف بالواقع مهما كان قاسيا ومؤلما بالنسبة لها وهو: العالم مع الفلسطينيين وضد حماس!!

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وماذا عن تراجع القيمة الشرائية للدولار؟

  علي عبود يُروّج بعض (المنظّرين) إلى دولرة الاقتصاد، وهو مالم تجرؤ على طلبه مباشرة المؤسسات المالية المدارة من أمريكا من أي بلد في العالم ...