سلمان عيسى
دخلت دوريات الجمارك إلى مدينة حماة ونظمت ضبوطا بمئات الملايين .. و ( عاثت ) في طرطوس وحمص ودمشق ضبوطا بالمليارات .. رغم تقديم بيانات تؤكد أن المواد المعروضة، إما انها من إنتاج محلي ومن سنوات سابقة .. أو دخلت استيرادا وليس تهريبا .. إلى أن حدثت واقعة حلب عندما ( انهالت ) الدوريات على الأحياء والمحال التجارية بكل صلف وقسوة .. وعدم رحمة .. ومخالفة للقانون .. وعندما ارتفع صوت غرفة تجارة حلب احتجاجا على هذه ( العنجهية الجمركية ) .. كان مدير عام الجمارك وجها لوجه مع التجار الحلبيين في حاضنتهم غرفة التجارة .. ومنها صدرت قرارات ( الاعتذار ) عما حدث في ذلك اليوم ..
المكان الطبيعي لدوريات الجمارك هو الحدود .. و المعابر الشرعية وغير الشرعية .. وليس أحياء المدن وحاراتها .. حتى وجودها – أي الدوريات على الطرق العامة وتوقيف السيارات وتفتيشها يشكل خرقا إضافيا. . فمن غير المقبول أن تقف سيارات ( في خدمة الاقتصاد ) وتوقف السيارات المحملة بطريقة شبه المطاردة ..
و كيف تقبل دورية جمركية أن تقف في السومرية مثلا على بعد أمتار من كشك لبيع المهربات دون أن تجرؤ على سؤال صاحبه عن البضاعة ومصدرها وفواتيرها .. و يمكن أن تنهال بالضرب على شاب أو رجل كبير بالسن قام بشراء الدخان لبسطته التي يعتاش منها .. هذه الأفعال المشينة فعلا هي التي تترك هذا الأثر السلبي لدى عامة الناس عن هذا القطاع الكبير والضخم .. والذي يجب أن يكون فعلا ( حماة الاقتصاد ) . ما سمعناه عن منع دخول الدوريات إلى حلب يجب أن ينطبق على بقية المحافظات والمدن .. وأكثر من ذلك أن تطالب غرف التجارة في المحافظات التي تضررت من ممارسات الجمارك بذات اللقاء .. وذات الاعتذار .. !!؟
(سيرياهوم نيوز21-1-2021)