عبير محمود
كشف وزير الصناعة عبد القادر جوخدار لـ«الوطن» أن موضوع حوافز الإنتاج لعمال النسيج والأقطان والتبغ قيد المعالجة وسيكون هنالك نتائج قريباً.
وبعد جولة له على منشآت صناعية بمحافظة اللاذقية، أكد جوخدار في تصريح له، أن المنشآت النسيجية والإنتاجية هي منشآت إستراتيجية عملاقة لها إرث حضاري عريق يمتد لعشرات السنوات، منوهاً بالدعم الحكومي لجميع المنشآت الصناعية وتأمين مستلزمات الإنتاج وحوامل الطاقة بما يضمن استمرار عجلة الإنتاج.
وكشف عن خطة لوزارة الصناعة بموضوع الصناعات النسيجية أنها تسعى إلى توطين صناعات جديدة تلبي حاجة السوق بالجودة والكفاءة العالية، منوهاً بمتابعة عمــل المخابــر لضمان جودة المنتجات من الخيوط القطنية التي تنتجها شركات الغزل بمواصفات وجودة عالية لتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص من هذه الغزول لاستمرار عجلة الإنتاج.
وأشار إلى أن سلسلة الإنتاج في مجال الصناعات النسيجية القطنية تستدعي في الوقت الراهن على مستوى الصناعات عالمياً إعادة تدوير بعض المنسوجات القطنية غير المستعملة، وبالتالي تم في وزارة الصناعة لحظ هذا الموضوع وتم إحداث خط جديد يعمل على تدوير نواتج المنسوجات القطنية غيــر المستعملة وإعادة تدويرها مرة أخرى بما يمكن استخدامها كغزول قطنية تمزج مع الأقطان الحديثة غير المستعملة بنسب معينة تحقق المواصفة والجودة العاليــة، لافتاً إلى أنه سيتم تعميم هذا النوع من الصناعات.
ولفت الوزير إلى افتتاح خط في صالة الخيوط القطنية وأنها تعد تجربة ناجحة على مستوى العالم، وقال: تجربتنا في هذه الآونة مهمة جداً وسيتم تعميمها على باقي الشركات لما لها من عوائد اقتصادية كما أنها توفر فرص عمل جديدة وتحقق التنمية المستدامة.
وفيما يخص لقاء الصناعيين، أشار جوخدار إلى إنشاء منشآت صناعية متوسطة وصغيرة تشمل النشاطات الصناعية المعروفة في القطاعات الهندسية والنسيجية والغذائية والقطاع الداوئي والقطاع الكيميائي.
وأشار إلى طروحات العديد من القضايا التي تخص الصناعيين ومنها التمويل من المنصة وفترة التمويل، موضحاً أنه ستتم متابعة هذا الموضوع بالتأكيد مع حاكم مصرف سورية المركزي لدراسة إمكانية تخفيض هذه المدد نظراً لأن العملية الإنتاجية تستدعي أن يكون هنالك تمويل مباشر.
ولفت إلى مناقشة تأمين المشتقات النفطية للصناعيين في المجال الدوائي ومتابعته مع المحافظة ووزير النفط ومع اللجنة الاقتصادية لدراسة إمكانية تزويد الصناعيين بالمشتقات النفطية لتلبية احتياجاتهم بما يضمن العمل بشكل متواصل على مدار الـ24 ساعة، ومنها المنشآت الدوائية التي تعمل على مدار ثلاث ورديات في أربع وعشرين ساعة في سبعة أيام.
وقال: نحرص كل الحرص على استمرار العمل في هذه المنشآت.. ونؤكد أيضاً أن الحكومة تعمل بكل طاقاتها وإمكانياتها لتأمين الدعم اللازم سواء من حوامل الطاقة أو مستلزمات الإنتاج لجميع القطاعات الصناعية في سورية لضمان دوام استمراريتها وعملها.
وأكد جوخدار رداً على مداخلات عدد من الصناعيين، أن كل القضايا التي تم طرحها ستكون بمعرض اهتمام الوزارة، كما أن الحكومة لن تدخر جهداً لدعم الصناعة في سورية بشكل عام، موضحاً أنه يتم العمل والتعاون بين جميع الجهات المعنية لخلق مناطق صناعية بمقاسم كبيرة تنهض فيها إلى إحداث صناعات متعددة منها الدوائية والنسيجية وغيرها.
وأشار إلى وجود 4 مدن صناعية في سورية فيها نحو 2 ألف منشأة صناعية وأكثر من 176 منطقة صناعية تضم نحو 11800 منشأة صناعية متوسطة، وأن الحكومة تعمل وفق خطة لتطوير الصناعة والتوسع أفقياً في المناطق الصناعية ومراعاة التنوع الإقليمي ما يؤدي للنهوض بالقطاع.
من جهته، أكد محافظ اللاذقية عامر هلال لـ«الوطن»، أهمية جولة وزير الصناعة والاستماع لمطالب العمال والإداريين والفنيين في الشركات والمعامل الصناعية، قائلاً إن الوزارة نصير للعمال وتضم أكبر نسبة من العمال بشكل عام.
كما أشار هلال إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها عمال شركات النسيج والتبغ والغزل والعمل بنظام الورديات على مدار الـ24 ساعة.
وفيما يخص مشاكل الصناعيين، أوضح هلال أنها ليست مشاكل عقيمة ومعظمها يتم حلها عن طريق رئاسة الحكومة واللجنة الاقتصادية، منوها بأن الوزير وعد بحل هذه المشاكل تباعاً، مع الإشارة إلى أن هناك مشاكل يتم حلها عن طريق المحافظة.
وخلال جولة على عدد من الجهات الصناعية في المحافظة، برفقة محافظ اللاذقية عامر هلال، تم افتتاح صالة لتدوير العوادم ضمن الشركة العامة للخيوط القطنية في محافظة اللاذقية.
وبيّن مدير الشركة هادي عثمان لـ«الوطن»، أن الصالة تعتبر نقلة نوعية في عمل الشركات العامة، مضيفاً إنه سيتم فيها تدوير العوادم من قصات الأقمشة وبقايا الخيوط وإعادة تصنيعها من جديد وفق أسس علمية وصناعية وبمواصفات ممتازة.
وقال عثمان: إن الطاقة الإنتاجية للصالة نحو خمسة أطنان يومياً وهناك إمكانية لزيادتها إلى خمسة عشر طناً من العوادم المدورة، لافتاً إلى أهمية شركة الخيوط القطنية بشكل عام باعتبارها من شركة رائدة على مستوى سورية ومنطقة الشرق الأوسط.
واعتبر أن خط إنتاج إعادة تدوير العوادم يعد خطوة غير مسبوقة في عمل الشركات التابعة للقطاع العام، بما يجعله رديفاً للشركة بإنتاج الأقطان في ظل الصعوبات بالمناطق الشرقية. وبمخابر فنية تضاهي أحدث المخابر الأوروبية المميزة، ما يجعل المنتج معد للتصدير، علماً أن الكميات المنتجة تلبي حاجة السوق المحلية الداخلية وشركات القطاع العام والخاص.
ونوّه باستمرار عمل الشركة رغم كل الظروف خلال سنوات الحرب بما ساهم في استمرارية الإنتاج بجهود العمال وعددهم نحو ألفي عامل، ودورهم في صيانة وإصلاح آليات العمل ومنها خمسة (شيلرات) تكلفة الواحد منها اثنا عشر مليار ليرة، إضافة لصيانة وترميم السقف المستعار للصالة بعد تضرره من كارثة الزلزال، موضحاً أن الصيانة والإصلاح قام بها عمال الشركة دون الحاجة للورشات الخارجية.
وعقب زيارة الوزير للشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية، قال المدير العام للشركة نوفل إبراهيم لـ«الوطن»: إن الشركة تنتج يومياً 400 لوح وفق الطاقة الإنتاجية، مبيناً أن العمل مستمر على مدار 24 ساعة خلال أيام العمل بجهود كبيرة للكوادر العاملة في الشركة لتلبية احتياج السوق.
مدير عام مؤسسة التبغ عبد اللطيف إبراهيم شريف أكد لـ«الوطن»، العمل بشكل ممنهج لتحقيق أهداف المؤسسة وفق توجيهات الوزير للاستفادة من الطاقات البشرية والآلات، منوها بالدور المهم للمؤسسة في المساهمة بدعم الاقتصاد الوطني.
وأشار شريف إلى ما توفره المؤسسة من فرص عمل لعشرات الآلاف من المواطنين بدءاً من مرحلة الزراعة إلى مراحل التصنيع وللتسويق للمواد المنتجة.
ولفت إلى الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمزارعين من بذار فيما يخص الحصول على سلالات نباتية نقية وشتول وسماد كيماوي وعضوي ومبيدات حشرية وفطرية، إضافة إلى تأمين عمليات توضيب المحاصيل ونقلها من مختلف المناطق إلى مستودعات المؤسسة.
وفي شركة النسيج، قال مدير عام نسيج اللاذقية نبيل ريا لـ«الوطن»: إن جولة الوزير جوخدار مهمة لناحية الاطلاع على الصعوبات التي تواجه العمل وإيجاد حلول مناسبة ومعالجتها بما يضمن تحسن واقع العمل.
وبيّن ريا أن شركة النسيج تعد شركة إنتاجية تعمل على إنتاج الأقمشة القطنية والممزوجة، وتعد شركة مهمة في القطاع الصناعي والإنتاجي.
وكان قد طالب معظم عمال المنشآت الصناعية التي شملتها الجولة، بإعادة الحوافز للإنتاجية بعد توقفها منذ أشهر، موضحين أن مجال عملهم صعب ويتطلب جهداً كبيراً إضافة للمخاطر التي يتعرضون لها صحيا وجسديا.
سيرياهوم نيوز1-الوطن