يُتَوقع أن تتسارع وتيرة ذوبان الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) بصورة كبيرة خلال العقود المقبلة، ما قد يتسبب في ارتفاع مستويات مياه البحار.
وحذر باحثون من معهد “بريتيش أنتاركتيكا سورفيه”، من أن البشرية “فقدت السيطرة” على مصير الجرف الجليدي الذي هو عبارة عن كتلة عملاقة من الثلج تطفو على الغطاء الجليدي الرئيس وتشكل عامل استقرار له مع منعها ذوبان الأنهار الجليدية في المحيط. وشهدت القارة القطبية الجنوبية خسارة متسارعة للجليد خلال العقود الأخيرة، في حين أشار العلماء إلى أن الطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا التي تحوي ما يكفي من المياه لرفع مستويات المحيطات إلى أمتار عدة، قد تقترب من نقطة تحول مناخية.
في السياق، اكتشف باحثون دوليون فيروسات عملاقة غامضة يمكن أن تساهم في الحد من عملية ذوبان الجليد المتسارعة في القارة القطبية الجنوبية.
وحسب الدراسة التي نشرت مضمونها صحيفة “ديلي ستار”، عثر باحثون في “علوم البيئة” من جامعة “آرهوس” الدانماركية على فيروسات غامضة في أكثر من موقع على الصخور الجبلية بمنطقة غرينلاند القطبية، بينما كانوا يراقبون تأثير الطحالب الخاملة على الجليد.
وفي البداية، كان الخبراء في حيرة من أمرهم بشأن هذه الفيروسات وخطورتها على تسارع عملية ذوبان الجليد، لكن بعد تحليل تركيبتها الجينية تبيّن أنها تحتوي على تسلسل “جينوم” أكبر بكثير من الفيروس العادي.
من جانبها، أبرزت رئيسة الفريق الدكتور لورا بيريني أهمية هذه الفيروسات المكتشفة، ملقية الآمال عليها لإنقاذ البيئة والإنسان، وليس لإلحاق الضرر بهما، لافتة إلى أننا شعرنا بالصدمة عند اكتشافها.
وفسرت بيريني، أن دور هذه الفيروسات يكمن في قتل الطحالب العاملة على إذابة الجليد بسرعة.
وشرحت بيريني، أن هذه الفيروسات تصيب الطحالب النباتية الدقيقة، وكلما جرى تطوير هذه الفيروسات في المختبرات العملية، ساهمت في الحد من ذوبان الجليد في القطب الجنوبي.
أما عن أهمية هذه الدراسة، فتكمن في الدعوة إلى تكثيف البحوث لدراسة إمكانية الفيروسات على الحد من ظاهرة ذوبان الجليد نتيجة الاحتباس الحراري، وفق الأستاذ المشارك في الدراسة عالم الأحياء الدقيقة الأمريكي فريدريك شولتز.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين