عكست لوحات معرض التصوير الضوئي الستون الذي نظمته السفارة الهندية في دمشق جوانب من الثقافة الغنية والتاريخ العريق الذي ينبض بالحياة في الهند، واحتضنه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
وتضمن المعرض الذي حمل عنوان “اكتشف الهند” صوراً ضوئية تبرز تنوع أوجه الحياة في الهند، والتي التقطتها عدسات بعض من أفضل المصورين الضوئيين فيها، وصوروا معابدها وحصونها الأثرية ومتاحفها وصولاً إلى مدنها الحديثة والأسواق المزدحمة، وكذلك صوروا أشكالاً مختلفة من الفنون وأنماط العمارة وبعض الصور اليومية للمجتمع الهندي، إضافة إلى بعض الصور التذكارية التي تؤكد تجذر التعاون السوري الهندي في العديد من المجالات الطبية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
وتلا المعرض ندوة ثقافية تمحورت حول الحضارة الهندية وأبرز الابتكارات العلمية التي توصلت إليها، إضافة إلى عرض فيديو توثيقي لعناصر التراث اللامادي بما فيها العادات والتقاليد وأهم المهرجانات التي تقام فيها والأغاني والملابس والمأكولات الشعبية.
وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح في تصريح للصحفيين خلال افتتاح المعرض: إن الهند بلد صديق وقف إلى جانب سورية طوال فترة الحرب الإرهابية عليها، كما أن شعبي البلدين كان يربطهما طريقا الحرير والبخور في الماضي، واليوم نعزز العلاقات الثقافية بين البلدين لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية.
ولفتت إلى أن الهند أحرزت تقدماً ملحوظاً في المجال التقاني، ونحن نطمح للتعاون فيه ضمن مشاريع التحول الرقمي الحكومية، ووضعها في خدمة المجالات الثقافية من حيث أتمتة كاملة لمكتبة الأسد الوطنية بدمشق، وإقامة متاحف افتراضية للفن التشكيلي ومواقع أثرية سورية.
واعتبرت مشوّح أن هذا المعرض هو أول الغيث في طريق إقامة مشاريع ثقافية بين البلدين، ومنها مشاركة الهند في المهرجان السينمائي الذي ستقيمه المؤسسة العامة للسينما، مشيرة إلى التميز الواضح بفنون العمارة الهندية ولا سيما أن عدداً كبيراً منها مسجل على لائحة التراث الإنساني، إضافة إلى أن الهند تجمع عددا قل نظيره في العالم من الديانات والمعتقدات الإنسانية.
“سورية والهند تمتلكان تاريخاً طويلاً من التبادل الثقافي، وهذه الفعالية ترسخ استمرار هذه العلاقات وتوطيدها”، بهذه الكلمات لفت القائم بأعمال السفارة الهندية بدمشق فيجاي باندي إلى أهمية المعرض الذي حرص على عكس صورة عن مختلف مناحي الحياة الهندية من فنون معمارية ورقص ومأكولات شعبية، إضافة إلى خلق فرصة أمام السوريين للتعرف والاطلاع على الثقافة في الهند.
وأشار باندي إلى أن السفارة تخطط لوجود المزيد من الفعاليات الثقافية واستقطاب فرق موسيقية وفنية راقصة لإقامة حفلات في سورية، بهدف التعريف بجوهر الحضارات وإبراز جمال فنون الأداء في الهند، لافتاً إلى أن حسن الضيافة والكرم وتقدير فنون الموسيقا والرقص تبقى القواسم المشتركة الأبرز بين الشعبين السوري والهندي.
واعتبرت مديرة ثقافة دمشق نعيمة سليمان أن هذه الفعالية فرصة للاطلاع على الأماكن السياحية في الهند التي تتعدد بتنوع ثقافاتها والحضارات التي تعاقبت على أرضها التي تعد من أجمل البلدان السياحية حول العالم من حيث المناظر الخلابة والمعالم الأثرية الفريدة من نوعها، وتعكس ثقافة عمرها آلاف السنين وما يزال نبضها يسمع حتى يومنا هذا.
رئيس المركز الثقافي عمار بقلة أوضح أن التعرف على الحضارات والاطلاع على ثقافات الآخرين لها أثر في بناء جسور الألفة والمحبة بين شعوب العالم، مبيناً أن الصور التي احتضنها المعرض تبرز مدى أهمية التاريخ والحضارة التي تتمتع بها الهند، وهي فرصة أمام الجمهور السوري للتعرف عليها وتقدير الجمال والتنوع الثقافي فيها.
سيرياهوم نيوز 4_سانا